| مقـالات
عندما تخضر بحميمية التواصل، ونبيل المشاعر ولعل من أجمل الشيم في مجتمعنا أن «الطفرة المادية» لم تؤثر - بفضل الله- على جميل تواصله، وبهي سجاياه، وشيمة الوفاء بين أفراده.
وكم يسعد الانسان عندما يرى تجسد حسن ظن الناس ببعضهم وصدق محبتهم للاعزاء عليهم، وفي ذات الوقت كم يثقله عجزه عن رد جميل مودتهم ونبيل حميمتهم..!
إنك عندها تود لو كان قلبك حديقة ورود تقطع منه لكل محب «وردة» تطوق بها قلبه.
إنني هنا استعيد كلمات سبق ان كتبتها في مناسبة غالية واجدها أقدر ما يجسد ما أريد أن أعبر عنه وكنت أهديتها إلى «كل الأحبة الذين ضاق بهم بياض الورق، واتسع لهم فضاء القلب»، وقد كتبت فيها :«إن أجمل هزيمة عندما تنهزم أمام انتصار عواطف الآخرين وانعطاف محبتهم نحوك إنك مهما منحتهم لحظتها من صفاء الكلمات وصادق العرفان إلا أنك تحس - في بيادر ذاتك - أنك العاجز أمام اقتدار محبتهم.!
وأمام ذلك يجمل بك - أحياناً- أن تقف موقف ذلك الشاعر العربي الذي عندما عجز عن مقابلة عرفان الآخرين لجأ إلى دمع عينيه، فكان تعبيرهما أصدق شكر، وأعمق تعبير:
«شكرت جميل صنعكم بدمعي
ودمع العين مقياس الشعور» |
وآونة تحتويك طريقة الشاعر شكسبير الذي هتف لأولئك الذين غمروه بدفء تهانيهم على نجاح إحدى مسرحياته، فكان رد جميلهم بهذه الكلمة الجميلة: «إنني لا أجد إلا قلبي لأقطف لكم من ورده، ولعل ورده أكثر عبقاً من ورود الأشجار..!»
أما أبقى شكر فهو أن تدعو - بظهر الغيب - لكل من يمطرك بهتان مودته ونبيل مشاعره والدعاء هو تاج الشكر وقمته.!
إن محبة الناس لا تخذلك أبداً
بل الأروع فيها أنها تحرضك على مزيد من البذل والعطاء.
دامت المحبة نغماً عذباً يُورق في ودياننا عبقاً ندياً.
وظل «الوفاء» هو الخيار الأجمل لنا ولأحبائنا في هذه الحياة.
*******
جداول والعود أحمد..!
كنت عندما بدأت كتابة هذه الزاوية تحت عنوان «خذ وخل» أشرت إلى أن سبب اختياري لهذا العنوان جاء من منطلق أن يأخذ القارئ - مما أكتبه- ما يريد، ويدع ما لا يرغب، ولم يحبذ عدد من المحبين والقراء - وقتها - هذا العنوان.. وقلت وقتها انني سوف أظل أكتب تحته فترة من الوقت ثم أنظر لرأي الأغلبية.. وبعد مضي هذه الفترة ألفيت أن الأكثرية ترى غير مناسبته لما أكتب لتبريرات أعتز بها وأخجل من ذكرها، وبناء على رغبة الأغلبية من القراء، وبما أن «الأمر شورى» بينهم وبيني، فهاأنذا أدع عنوان «خذ وخل» وأجعل عنوان الزاوية «جداول» وهو عنوان لباب قديم كنت أكتب تحته، ولعل العودة إليه تكون الأنسب لما أكتب من جانب ، والوفاء - من جانب آخر- لخل قديم صحبته وصاحبني عبر الحرف زمناً.
*******
آخر السطور:
لشاعر رقيق صادق:
«ما ضاق قلبي ولا جفَّت منابعه
وإنما اللفظ عند مقداركم قصرا» |
|
|
|
|
|