| العالم اليوم
الزميل الأستاذ سليمان نزال تفاعل مع ما نشر في «أضواء» في العدد 10470 في يوم الثلاثاء 6 ربيع الأول الموافق 29 ايار/مايو تحت عنوان «أول ضربة معول موجهة للانتفاضة».
وأقول تفاعل فيما كتب في الزاوية وبالتالي فما ننشره ليس ردا، او مدحاً، وإنما تجاوبا، يخدم الهدف في الدفاع عن عمل يدافع عن كرامة الأمة ومن زميل في المهنة نقدر رأيه لذا نشرك قراءنا في التفاعل مع ما كتب:
الانتفاضة جبَّت كل ما قبلها
قرأت مقالتك يا أستاذ جاسر الجاسر وأتفق معك في ان ضربات المعاول ومن جهات شتى تحاول ان تهدم جدران الانتفاضة العالية، الصامدة.
لكنها ضربات يائسة سترتد إلى نحور ضاربيها.
وليعلم الجميع ممن تقطعت لهم أنفاس، وخمدت همم وانسحبت ارادات، وتلونت مواقف، ان هذه الانتفاضة المجيدة والتي قدم فيها الشعب الفلسطيني المعطاء أغلى التضحيات وأفدح الخسائر، انتفاضة جبّت كل ما قبلها وما سبقها من تفاوض عقيم، من تنازلات غير مبررة على الاطلاق..
ضاع جهد ووقت في دروبها الملتوية، في مراهنات خاسرة يائسة لا طائل ولا قمح ولا استقلال ولا قدس وعودة من ورائها. وكانت الانتفاضة وستكون رداً حاسماً شعبياً بمشاركة فصائلية على ثغرات وأخطاء ومظالم أوسلو وتوابعه الدخانية..
فما هو الحل إذاً؟.
أولاً ان تقتنع قيادة السلطة الفلسطينية بأن اتفاق اوسلو أصبح في عداد الراحلين غير المأسوف على موتهم.
وان كل محاولة لإحياء هذا القتيل الأوسلوي تصب في نهاية المطاف في طاحونة العبث والاستخدامات الشارونية.
هي توطئة ليفوز الصهاينة بعد ذلك برأس الانتفاضة العنيدة، انتفاضة باسلة اصبحت تشكل كابوسا مرعبا لبعض الحكام العرب وأصبحوا يكرهون استمرارها، لأنهم يرون فيها تهديداً لديمومة استبدادهم الشرقي الشهير.
ثانياً: لابد من التأكيد دائماً على وحدة فصائل العمل الوطني الفلسطيني بكل تجلياتها الوطنية، القومية والإسلامية، وحدة تقوم على أساس القواسم الكفاحية المشتركة ولا ينبغي ان يكون التفريط اجتهاداً!.
شيء يدعو إلى الفخر وتوسيع متزايد لرقعة الأمل بالحرية والنصر ونحن نرى كل ألوان الطيف الانتفاضي، النضالي وهي تتسابق على القيام بالعمليات ضد جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين.
ومن هنا تأتي ضرورة تشكيل قيادة ميدانية تدير العملية الانتفاضية بصبر وحكمة وصلابة تتحمل مسؤوليتها الشجاعة وتضع أيضاً حلولا ابتكارية محلية لمشاكل التموين والتعليم والتضامن الميداني مع أهل الشهداء والجرحى.. وكفى مراهنة على مساعدات لا تصل وان وصلت يسبقها النقص والتشكيك..
ثالثاً: منطق الانتفاضة الصائب هو المنطق الذي يرسخ جذوره لينتصر وليحقق أهداف الشعب الفلسطيني الباسل.
منطق الانتفاضة لا يعترف بأصحاب المنطق الشكلي ومناوراتهم، قصيرة النظر ضعيفة التماسك، غائمة الرؤى.
أسئلة النار والحصى والنضال المتواصل، دائما تكون قوية، تتطلب اجابات غير مراوغة.
أما الذين يسعون إلى التخلص من ورطة الانتفاضة وحصارها لمصالحهم النرجسية الضيقة عبر تحسين بسيط لشروط التفاوض، فستتجاوزهم الانتفاضة العظيمة ولسوف يعترفون بأخطاء ارتكبوها للمرة العاشرة!.
لذا المطلوب في هذه المرحلة الحرجة التركيز على تنفيذ كل قرارات الشرعية الدولية واجبار إسرائيل على قبولها وهذا هو الطريق السليم نحو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، كاملة السيادة، بقدس عاصمة سرمدية لشعبنا وعودة اللاجئين والنازحين إلى أرض فلسطين إلى ممتلكاتهم.
شعب الانتفاضة البطل يسعى إلى كنس الاحتلال الغاشم إلى الانعتاق والسيادة، وقد ذهب الشهداء إلى الخلود من أجل تحقيق هذه الأهداف العزيزة. لقد تحمل شعبنا كل ويلات ومجازر العدو الصهيوني، لأنه يريد ان يحيا بكرامة وعزة وشموخ ولا يستجدي ابدا فتات موائد اللئام.
يد الشعب الفلسطيني مغمسة بنار الفعل والتضحية.
يد المكائد هي إلى ثلج الهزائم أقرب وهي لا تشعر بمكابدات جماهير المنتفضين، إنما هي تسعى لتبرير هزائمها وبأن تحاول هزيمة الانتفاضة والقضاء عليها بضربات المعاول وغيرها.
لقد جبّت هذه الانتفاضة العزيزة كل ما قبلها.. ومن هنا يبدأ الفعل المقاوم.
سليمان نزال
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com
|
|
|
|
|