جهادك.. قد أهاب بكل حُرٍّ
وبأسك قد تَعَشَّقَهُ الجسور
حجارتك الكريمة.. مُشْرعاتٌ
سهام.. وَقْعُها.. نار ونور
على «صهيون» قد صارت جحيماً
وللأحباب.. ينبوع نمير
نزلت بساحة الشهداء تُلقي
خطاباً.. من معانيه النفير
أقمت من الحصى زحفاً سخياً
تذل له «الحمائم» و«الصقور»
كأن الأرض من غضب وسخط
«بشارون» وأُمَّته.. تمور
تميد بكل طاغية.. وعلج
«قريظةُ» قد نمته أو «النضير»
على يدكم يُوَفَّى كل حق
ويرجع خاسراً «سِلْمٌ» غَرُوْرُ
ويؤخذ كل خَوَّانٍ.. مريض
بشهوته.. وذو غَرَضٍ أجيرُ
ويحكم «سعد» في الباغين حكماً
له في الخافقين صدى كبير
يَحُسُّهمو بسيف الله حساً
ويقطع دابراً لهمو الخبير
حبيب «القدس» لا شُلَّت يمين
ولا يُسْرى.. ولا غاضت صخور
تسامى قاصف الأحجار حتى
علا وجه السماء له بشير
أقام من الحصى زحفاً شبابٌ
شِدَادٌ.. ما بهمتهم فتور
حبيب «القدس» بعض هواك أحيا
موات الناس.. وانتفض الضمير
حبيب «القدس» درة كل فتح
إليك تلفتت خلق.. كثير
أهذا «عمرو» قام يُعيد فتحاً
«لبيت القدس» أم هذا «العبور»
وهل هذا «صلاح الدين» يحدو
جيوش الفتح «درتها» النذير
حملتَ أمانة «الفاروق» لمَّا
تقاصر دونها جيش غفير
بأن لا يدخل «الأقصى» يهود
ولا يُتْلَى بساحته «زبور»
حبيب «القدس» ضل بنا هوانا
وأشقانا الخلاف المستطير
وأنَّ «الغرب» صار لنا إماماً
و«للدولار» وجهتنا تسير
إذا سارت ركاب الناس قمنا
إلى أعتاب حضرته نزور
كأنَّ لنا لدى «الدولار» عهداً
بأن لا تستباح لنا ثغور
حبيب «القدس» ضَلَّلَنَا عِدَانا
وأذهب روحنا.. فتن تمور
لنا في بعضنا بأس شديد
لدى الأعدا الجناح بنا كسير
يحار بأمر أمتنا.. حليم
ويُقصى عن إغاثتها البصير
سلام للحصى ويدٍ وصدرٍ
تفجَّر عندما خارت صدور
على هاماتكم قُبَلٌ.. وغارٌ
وفوق جبينكم صبح منير
لكم في الأرض تكبير وحَمْدٌ
وفي الأُخرى لكم رب غفور
