وطني العزيز وفي ذراك لي السنا يتألق
وعلى مرابع نورك الزاهي الهوى يتسلقُ
حبيبَ «القُدس».. طبتَ وطابَ فتحُ
له في مسمع الدنيا.. حضورُ
أنت السماح ولي إليك من الموارد منهل
عذب السريرة في جناك لكل قلب يشرق
تتفيأ القُرَب السخية فيك وهي قريرة
في راحتيك الصالحات بكل فضل تورق
لولاك ما عرف الوفاء بفيض نورك ملهمٌ
وتمتع الشرفاءُ فيك وأترف المتشوقُ
سبقت معالمك البلادَ فكنتَ في جنباتها
ثرّ العطاءِ وأنت فيها الوامق المتفوق
بادرتَ باسم الدين في سبحاته متوسماً
نهج الأوائل في البناء وأنت فيه موفّق
فقريت عن كثبٍ بُناتكَ حيثما وجفت بهم
شُعْثُ البطاح وسامَهم في كفّتيه الأحمقُ
أجريت في فَنَنِ المحبةِ مورداً متهللاً
في كلّ ساريةٍ له في النافلات تعلقُ
وفتحتَ عيناً للمودة والندى بك شاهدٌ
وملاعب الظلِّ الكريم على سراك تُصفِّقُ
وطني الحبيب وفيك للغوث المدل منارةٌ
يندى بها صوت السلام ونشره بك يعبق
يممتَ نجمك مشرقاً وبنيتَ في ملكاته
سبلَ الهدى والعزّ حيث رواك منه المُغْدِق
فرغبت في شرف القِرَى وفتحت من أبوابه
ماكان يغلقُ في رحاب ليس فيها مشفقُ
فإذا النفوسُ كما أردتَ كريمةٌ وعزيزة
وإذا الشباب على مرابعك الفساح تَحَلّقُ
ومساحب العَوَزِ الذي أضناهم احترقت به
ظللُ الجفاء فشاب منه العارضُ المتمزق
والليلُ أبحرَ في سماءٍ تزدهي بنجومها
ما بين شارقِ هِمّةٍ ومؤزّرٍ لا يُسبقُ
كل يجود بماله ونواله متعطشاً
لرضا الإله وقلبُه بالسابقين معلّقُ
نذر يراه المخلصون لأزر من وَخَدتْ بهم
عضباؤهم دَيْنا يرفُّ به الولاء ويخفقُ
والواهبون لمن تسمر وجدهم وبلاؤُهم
برّوا الحقيقة وهي منهم ديدنٌ لا يشرق
صانوا لأعراض الشباب وفاءَها وتحفظوا
بمطارف النسب الكريم تمتعاً لا يُطرق
حتى إذا ارتوت المشاعرُ بينهم وتقرّبوا
سبحوا بميمون الطهارة شيمة تتوثقُ
فتعطرت بيد الكريم سماتهم وتحللوا
من كل رجس كان يلهبه البِغَاء ويحرق
وعلى السلامة من ملامحهم ونور جلالهم
ألق يفيض به الريام الوادعُ المتدفقُ
والكل ينبض بالمحبة والوداد شعوره
للقائمين على الفضيلة وهي فيهم تُونق
بيض الوجوه لهم بكل أمانة وتمسك
أثر به نَفَس الحقيقةِ شاهد ومُوثّق
قاموا على الجهد الموفق حيث سار بنورهم
تزهو به القربات وهو بوشيهم يتطوق
يا من لهم في كل منتجع أثير مورد
أنتم لما زرع الإله ملامح لاتنفق
رويتم الأمل المريف لموطني فتعطرت
من نفحكم قمم العلا مزهوة تتفتق
ناديتم الشرفاءَ من فيحائِنا فتسابقوا
للمكرمات فكان فيهم للسماح تحدُّق
وتبعتم الأُسَراءَ في أكنانهم فتعرقوا
لكن بميمون المحبة سعيكم يترفّقُ
تبنون للأسر الكريمة مِيرة ومسيرة
لولاكم استعر الهوانُ بها وذاب الأخرقُ
فلكل عامر بيدر ومؤازر بولائه
مَثلٌ يباركه الإله ومنةٌ لا تمذق
والناس في ذكر الحقيقة شاهدون وسِرُّهم
في الخير لا يخفى كما يثوي الهوان ويمرُق
فلكم على لَسَنِ المودة والوفاء تعلقٌ
يا أيها العظماء فالمجد الأبي محقق