| لقاء
لقاء/ عبدالرحمن المصيبيح:
في لقاء له مع «الجزيرة» حول رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس الجمعية الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي الاجتماع التأسيسي للجمعية يوم الأحد القادم أعرب صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس اللجنة التحضيرية للجمعية عن سعادته الغامرة برعاية الأمير سلمان لهذه المناسبة الوطنية الإنسانية التي ستظل ذكراها حية في العقول والقلوب نسبة لارتباطها بهذا العمل الإنساني الخيري الذي يُعد الوالد الأمير سلمان بن عبدالعزيز من الرواد البارزين في هذا الجانب الإنساني الخير الذي عرفه به المواطن والمقيم فهو صاحب أيادٍ بيضاء يُقدمها بدون منٍ ولا أذى حتى عُرف بهذا شأن كل مَنْ هو في موقع القيادة الرشيدة وفي طليعتهم جميعاً سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام.
إنها قيادة هيأها الله سبحانه وتعالى لكل عمل صالح من أجل خير البلاد والعباد في مختلف مجالات الحياة.
منوهاً سموه في حديثه ل«الجزيرة» بتفاعل وتجاوب كافة أبناء الوطن وحبهم للخير ومساعدة المحتاجين وكان تجاوب رجال الأعمال السعوديين كبيراً وملموساً في مثل هذه الأعمال الإنسانية النبيلة وأبرز سموه في هذا اللقاء الخطوات المستقبلية لهذا المشروع ومساهمته بإذن الله في رسم البسمة على شفاه هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض. وتناول سموه مواضيع أخرى من خلال هذا اللقاء..
التبرع بالأعضاء عمل إنساني جليل وكنت أول المتبرعين لهذا العمل النبيل
أتمنى إنشاء جمعية لمرضى السكر ويسعدني ويشرفني أن أكون أميناً لها
الاجتماع التأسيسي الأول للجمعية
*«الجزيرة»: ماذا عن هذا الاجتماع التأسيسي ونظرة الأمل والتفاؤل المشرق بإذن الله لعمل هذه الجمعية؟
ويبدأ سموه قائلاً: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ونحن والحمد لله مجتمع مسلم متحاب يسعى للخير دائماً وينشر المحبة بين الناس ويرسم السعادة والبهجة على وجوههم. على كل حال هذه الجمعية مهمة، وتكمن أهميتها في أن هدفها إنساني نبيل، نحاول من خلالها ومع تكاتف وتعاون الجميع أن نُقدم ما نستطيع تقديمه لهذه الفئة من المرضى، سائلاً الله العلي القدير أن يمن عليهم بالشفاء إنه سميع مجيب، وأن يجزل الأجر والثواب لكل من ساهم وسوف يساهم تجاه هذه الفئة الغالية.
وحقيقة فإن سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان هو الذي طلب وجودها، وكما يعلم الجميع فهو مسؤول عن جمعيات عديدة وكذلك يعمل للخير بدون جمعيات والشيء الهام جداً أن سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز هو الرئيس لهذه الجمعية حيث يجعل لها أهمية كبرى وبالتالي يكون تقدمها سريعاً بإذن الله. ومن خلال سموه وإدراكه حفظه الله ومعرفته بكل شيء عن مثل هذه الجمعيات يجعلنا نتفاءل بنجاح هذه الجمعية ورسالتها العظيمة، فلو أردنا أن نستعرض بعضاً من تلك الجمعيات التي يرأسها سموه حفظه الله وما حققته من إنجازات في سبيل الخير واسعاد الناس وايجاد البهجة في نفوسهم، فمثلاً جمعية البر ومشروع الإسكان الخيري واللجنة الشعبية لمساعدة فلسطين، وغيرها من الجمعيات والهيئات التي يصعب حصرها خلال هذه العجالة، فسمو سيدي الأمير سلمان حفظه الله أصبح اسمه محفوراً في قلوب الجميع بأحرف من ذهب.. أسأل الله العلي القدير أن يجعل ذلك في ميزان حسناته.. وأن يطيل في عمره ويوفقه إنه سميع مُجيب.
لهذا السبب تم إنشاء الجمعية
* «الجزيرة»: سمو الأمير فهد بن سلمان.. ماهو السبب الرئيسي من إنشاء هذه الجمعية؟
نحن شعب مسلم.. غرس الله فينا حب الخير ومساعدة الناس. والوقوف معهم، وديننا الحنيف أولى هذه الناحية اهتماماً كبيراً . قال تعالى: )إنما المؤمنون إخوة(. وقال تعالى: )وتعاونوا على البر والتقوى(. آيات وأحاديث وردت في هذا الشأن كلها تصب في هذا المضمون، لذا كان لزاماً علينا أن نبحث عن كل شيء يُسعد ويسر ويُفرح إخواننا المسلمين، ومرض الفشل الكلوي أخذ ينتشر بشكل لافت وتطلب الأمر فعل الأسباب الكفيلة بإذن الله لعلاجه، ولو أردت أن استعرض بعض الإحصائيات عن مرض الفشل الكلوي، ففي عام 1401ه كان عدد المصابين حوالي 83 85 شخصاً الآن أصبح ستة آلاف وتوقعاتنا أن لكل مليون سيكون ما بين 110 120 مريضاً أي الفي مريض سنوياً جُدد. أما عن كيفية مساعدة وعلاج من يشكون من هذا المرض فإن مجلس الإدارة سوف يجتمع يوم الأحد القادم إن شاء الله وسوف تُشكل لجان وتناط المسؤولية بأشخاص معينين ونبدأ نبحث كل شيء يتعلق بخدمات هذه الجمعية والتصورات المطروحة لكنني أكرر بأننا بإذن الله سوف نحقق ما يصبو إليه الجميع.
أحب المشاركة في أي عمل خيّر
* «الجزيرة»: سمو الأمير فهد بن سلمان.. محبتكم لهذا العمل الخير واختياركم لهذا النهج القويم؟
أولاً الحمد لله على ذلك فأنا يُسعدني ويوجد البهجة في نفسي حينما أدخل البهجة في نفس أي شخص ويهمني شخصياً أن أشارك في أي شيء للخير ودائماً أبحث عن من يستحق المساعدة ولا أفضل أنا اتحدث عن نفسي فهذا عمل ينتظر الإنسان المسلم أجره وثوابه من الله سبحانه وتعالى، ولكن حينما تُقام مثل هذ الأعمال الجليلة سيكون ذلك دافعاً للجميع أن يحذوا حذوه، في تنفيذ فعل هذه الأعمال الخيرية وهذا هو الهدف.. بمعنى التسابق والتنافس في أعمال الخير بين المسلمين وأنا والحمد لله أحياناً أقوم بزيارات لبعض الأحياء الفقيرة لتفقد أحوال بعض الحالات التي تذكر لنا فنقوم بزيارتهم في منازلهم ونساعدهم وأيضاً هناك جمعيات أخرى تقوم بالمساعدة.
مساهمة رجال الأعمال
* «الجزيرة»: كيف يصف سموكم مساهمة رجال الأعمال وتجاوبهم لمثل هذه الأعمال الجليلة؟
الحمد لله رجال الأعمال والموسرون وكافة أبناء الوطن محبون للخير، وهم دائماً يتجاوبون مع كل عمل خير. فهذا ليس بمستغرب فهم مواطنون قبل كل شيء. ويحرصون على المشاركة في مثل هذه الأعمال الجليلة، والكل يعرف تماماً ما قدمه رجال الأعمال من تبرعات وأعمال كبيرة لهذه البلاد، وأنا على ثقة أكيدة بأنهم سوف يساهمون مساهمة فعالة من أجل هذه الجمعية والجمعيات الأخرى.
التعاون مع المستشفيات وكليات الطب
* «الجزيرة»: سمو الأمير.. نظرة سموكم لمجالات التعاون مع المستشفيات وكليات الطب بشأن هذه الجمعية.
نحن الآن بصدد إيجاد شيئين؛ الأول مقر للجمعية، وثانياً وهو الأهم بناء مركز أبحاث ولن يكون مركز أبحاث لمجرد أن يكون مركز أبحاث فقط، سوف يكون مركز أبحاث فيه من كبار الأطباء وكبار الباحثين بحيث يكون مستواه على المستوى العالمي إن لم يكن أكثر من أجل إيجاد حل لهذا المرض.
الكل سوف يستفيد من
خدمات هذه الجمعية
* «الجزيرة»: سمو الأمير فهد بن سلمان: هل خدمات هذه الجمعية سوف تقتصر على المواطنين.. أم على الجميع من عرب ومسلمين؟
كما تعلم الحمد لله نحن في هذه البلاد نحب الخير للجميع ونساعدهم والكل يقصد هذه البلاد ويجد فيها الأمن والأمان والاطمئنان وجميع أنواع الرعاية، لذلك فإن هذه الجمعية ستكون خدماتها للكل.. قاصدين بذلك وجه الله سبحانه وتعالى وثوابه.
أنا أول المتبرعين
* «الجزيرة»: بعد صدور الفتوى التي تجيز التبرع بالأعضاء.. ودعوتكم سموكم لمن هو بأمس الحاجة لذلك؟
لا شك أن هذا عمل خير.. وينم على المعدن الأصيل لهذا الإنسان الذي تبرع بأعضائه لهؤلاء المرضى الذين يرقدون على الأسرة البيضاء وبحاجة إلى زراعة عضو ينهي بإذن الله معاناتهم من المرض وبالمناسبة أقولها والحمد لله على ذلك، فأنا أول من تبرع من عدة سنين وقد نُشر ذلك في «الجزيرة» أو «الرياض» لا أتذكر بالضبط.. أنا أول من تبرع ببطاقة مكتوب فيها في حالة وفاتي أنا متبرع بأعضائي كلها بالذات الكلى لمن يحتاجها.
لا بد من هذه اللقاءات
* «الجزيرة» بعد إنشاء هذه الجمعية يتطلب الأمر الالتقاء بعدد من المسؤولين لبحث كل الأمور الخاصة بها، توجيه سموكم نحو ذلك؟
كما هو معروف أن العمل الجماعي والتنسيق المستمر مطلوب في أي عمل وخاصة أن هذه الجمعية رسالتها سامية وأهدافها نبيلة والكل سوف يتفاعل مع رسالتها وأنا واثق بإذن الله بأن الجميع سيكون عوناً معيناً على الخير والسعي له. وبإذن الله لن أمانع في أي شيء يتعلق بالجمعية ويحتاج الى لقاءات مع مسؤولين في الدولة أو خلاف ذلك هذا سوف يتم بإذن الله، فنحن مازلنا في البداية وعندما يعقد الاجتماع سوف تتضح الصورة أكثر ونبدأ بالعمل ولكل حادث حديث .
مشاريع الخير لا تتوقف
* «الجزيرة» بعد هذا المشروع الانساني هل ما زال في ذهن سموكم أعمال خيرية أخرى او جمعيات؟.
قطار الخير مستمر في المسير ولن نتوقف طالما اننا نستطيع بإذن الله تقديم العون والمساعدة لاخواننا فلن نتردد في ذلك. والجميع يبحث عن عمل الخير وبالنسبة لي أتمنى أن ينشأ جمعية لمرضى السكر وأنا على أتم استعداد إذا طُلب مني أن أكون أمينا لهذه الجمعية فأنا مستعد لذلك. والحقيقة لا بد من وجود جمعية لمرضى السكر.
التوعية المستمرة للقضاء ع
لى مرض الفشل الكلوي
* «الجزيرة» بعد تزايد مرضى الفشل الكلوي ألا يعتقد سموكم أن التوعية المستمرة سيكون لها دور في القضاء على هذا المرض بإذن الله؟.
من خلال آراء الأطباء والباحثين سوف نصل الى ارشادات نوضحها للمواطنين عن طريق وسائل الإعلام المختلفة وأمنياتي ان يتواصل الجميع في أعمال الخير تسودنا المحبة وحسن التعامل لأنك عندما تصعد هنالك آخر ينزل فيجب ان تبتسم له وأنت صاعد لأنك قد تنزل وهو طالع فعليك الابتسام له. وأقصد بالابتسام فعل الخير فيجب علينا فعل الخير. ولا شك ان التوجه للأبحاث في جميع المجالات شيء مهم للغاية وأن تكون مراكز أبحاث عالية المستوى تحقق الأهداف والغايات المرجوة وفي كافة المجالات سواء كانت طبية او اقتصادية أو خلاف ذلك، لا بد من وجود مراكز أبحاث على مستوى عالمي أو أكثر.
وبهذه المناسبة أجدها فرصة طيبة لأقدم الشكر لجريدة الجزيرة على طلبها مقابلتي والجزيرة الجريدة المحببة الى نفسي ودائما ألاحظ في كثير من المقالات التي تكتب فيها أشياء تهم البلاد وتشجع الناس لفعل الخير وتحياتي لجميع العاملين في هذه الجريدة من رئيس التحرير الأخ خالد وجميع بقية الإخوة في الجزيرة.
|
|
|
|
|