أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 2nd June,2001 العدد:10474الطبعةالاولـي السبت 10 ,ربيع الاول 1422

منوعـات

وعلامات
الدروس الخصوصية .!
عبد الفتاح أبو مدين
قرأت في المسائية المحتجبة بالصفحة الأولى، بالعدد الصادر بتاريخ يوم الثلاثاء 12/2/1421ه قول وكيل وزارة المعارف الدكتور خضر القرشي تحت عنوان «تضييق الخناق على الدروس الخصوصية».
وكنت أوثر أن يقول لنا هذا الرجل المسؤول في وزارة التعليم ما هو البديل او البدائل!؟ أما قوله فقط تضييق الخناق. فهذا الكلام لا يعني شيئا إيجابياً ، أما السلبيات .. فقد شبعنا منها .!
إذن .. فحديث أو تصريح الرجل المسؤول في وزارة المعارف.. طرح غير مسؤول، لأن الناس، الآباء والأمهات والدارسين.. يريدون حلا ووكيل الوزارة قال فقط : تجنبوا الدروس الخصوصية.! والأصل أن يقول مسؤول كبير في وزارة المعارف : ان الحلول.. كذا.. وكذا.. وكذا..! أي الشيء المتاح، الذي يعين الطالب والطالبة على تخطي الصعوبات.. بوسائل مساعدة تحقق النجاح او قل: توصل الى النجاح .. لا سيما في المواد الصعبة، بعد فهمها واستيعابها من قبل الدارس والدارسة.!
* لقد قرأت تحقيقا .. في جريدتنا الجزيرة بالعدد الصادر يوم الاثنين 14/5/1421ه كان عنوانه «المدرس الخصوصي .. مطلوب ومرفوض من الجميع». والتحقيق كان مع سيدات أمهات فيما يختص بتعليم البنات.!
* تحدث الى الجزيرة .. في البداية طالبات مكملات وهن يذممن.. الدروس الخصوصية. وأخرى تقول: الدروس الخصوصية مشكلة كبيرة لا تقف عند حد معين.! ويتحول الحديث الى الأمهات ومعاناتهن. ويدور الحديث عن التكاليف المادية، وهموم الرسوب .! ولا شك أن كل بيت فيه طالب او طالبة .. عليهم «دور ثان»، يحدث فيه قلق، وتحرم الأسرة من الاجازة الصيفية والسفر.!
ان العناء يكمن كذلك في موضوع المال ، أي الإنفاق على الدروس الخصوصية .. الذي يمثل ميزانية مستقلة، وقُل خللاً في ميزانية الإنفاق. ذلك ان الدرس الواحد لمدة ساعة واحدة.. لا يقل عن مائة ريال. فالطالبة او الطالب الذي عليه او عليها أكثر من مادة.. يحتاج الى آلاف الريالات .. لكي يدرس في العطلة في أوقات شتى . ذلك ان المدرسين مثلا، الذين يفرغون للعمل الصيفي، ولعل أكثرهم ليسوا من المواطنين، تراهم .. يخرجون من بيت، ويدخلون بيتاً آخر طوال النهار، وشطرا غير قليل من الليل، ولقد رأيت ذلك بعيني .. في هذه الصائفة، وشاهدتها من قبل سنين مواض.!
* ومنذ زمن غير قصير، وأنا ذو فضول بمتابعة الدراسات .. في مراحل شتى، وأتابع نسب النجح حتى الصوري منه، وأعرف نسب الرسوب، وأقرأ ما ينشر حول هذا وذاك.! وكنت قد كتبت أكثر من مرة .. من خلال متابعتي لمصر، حيث يبدأ في بث الدروس، خاصة في المواد الصعبة.. عبر الإذاعة المسموعة، ثم عبر التلفاز.. وعمره أكثر من أربعة عقود. فرأيت رجلاً يشرح درساً في إحدى المواد: إنجليزي، كيمياء، طبيعة، علوم، رياضيات .. واللغة العربية .! الخ.
كل يوم مخصص لمواد بعينها، في ساعات مناسبة للطلبة والبيوت والمدرسين.! إنه إنسان واحد في مادة أو أكثر يغطي بلداً فيه اليوم سبعون مليون نسمة.! واليوم في مصر .. هناك محطات تلفزة داخلية، تمارس بث دروس الإعدادية والثانوية والجامعية، وهي تعمل بانتظام ودأب والتزام.. لا إخلال فيه.!
* رجوت مراراً .. تخصيص ساعات في إحدى قناتي تلفازنا للدروس الصعبة كالتي ذكرت. ولكن تلفازنا لم يستجب، ولم يتنازل حتى بالرد السلبي، فيعتذر.! وحل موضوع الدروس الخصوصية وتكاليفها وهمومها.. يمكن أن يكون عبر قناة، يتولى مدرسون أكفاء شرح الدروس الصعبة في مواعيد مناسبة، وستكون بإذن الله أكبر عوناً للطلبة من الجنسين، وسوف توفر الكثير من المال .. الذي ينفق هدراً كل عام.
ليس على «المكملين» وحدهم، وإنما حتى على الذين لا يستطيعون استيعاب الدروس بسهولة، لا سيما في الصفوف المكتظة بالطلبة والطالبات، وزمن الحصة محدد.!
والمدرس والمدرسة ، لا يستطيع أي منهما .. أن يفرغ لكل طالب وطالبة.. للإجابة على سؤال أو أكثر، في مادة أو مواد شتى.. من المنهج الثقيل العريض، وهو حشو أدمغة، بعضه.. ليس فيه جدوى من متطلبات أسواق العمل والحياة، وقضية المناهج والحشو..خاض فيها الكاتبون طويلاً، وما زالت الحلول غائبة، وعدد الطالبات والطلبة، يزداد كل عام، ويتخرجون، فلا يجدون عملاً، لأن المواد التي تلقوها جامد كثير منها، فهي لا تؤهلهم لعمل مجد، وهم ضعاف في دراستهم وتحصيلهم ونجحهم الجزافي.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved