|
| القرية الالكترونية
رغم كل ما يقال عن الإنترنت في المملكة العربية السعودية فإنها قطعت شوطا قياسيا من حيث مجالات الاستخدام وعدد المستخدمين، فالعمر الزمني للإنترنت هو سنتان تقريبا والمستخدمون يزدادون يوما بعد يوم والمجالات كذلك، هذه بارقة أمل إن شاء الله تعالى بأننا نسير في الطريق الصحيح في ظل توجهات ودعم الدولة الرشيدة للمعلوماتية بجميع أنواعها وأشكالها وأحجامها.. وحيث من المتوقع أن يبحر المستخدمون في أعماق هذه الشبكة في بداية الاستخدام وقد يمرون بمواقع سيئة وغير مناسبة باختيارهم أو بغير اختيارهم فهذا أمر طبيعي في ظل عدم وجود توجيه وإرشاد.
والدراسة التي قمت بها بجولة في مقاهي الإنترنت بمدينة الرياض أوضحت أن المستخدمين للإنترنت يمرون بثلاث مراحل أما المرحلة الأولى وسميتها فترة المراهقة وفيها يحاول المستخدم الخروج عن المألوف والقيم وتستمرهذه المرحلة ستة أشهر تقريبا ، ثم ينتقل المستخدم إلى المرحلة الثانية وهي مرحلة التعرف على الموجود في الشبكة من حيث البريد الإلكتروني وغرف الحواروأماكن البيع والشراء وغير ذلك وتستمر هذه المرحلة حوالي ستة أشهر أيضا ، ثم تأتي المرحلة الثالثة المتمثلة في بداية توظيف الإنترنت فيما يحتاجه الشخص من أبحاث ودراسات وتواصل ويبدأ بتطبيق خدمة البريد الإلكتروني، وهذه المراحل تكاد تنطبق على حوالي 95% من أفراد العينة التي قمت بإجراء الدراسةعليها.
واتضح لي أن هذه المراحل تتم بسبب عدم وجود توجيه وإرشاد من قبل بعض أصحاب المقاهي في توظيف الإنترنت وبالتالي فإن المستخدم يجتهد وقد يتعلم من أقرانه..
يأتي هذا الكلام عن هذا الموضوع في هذا اليوم لمناسبتين قيمتين هما دعوةالمستخدمين لزيارة المكتبات العامة وبخاصة التي وافرت خدمة الإنترنت مجانا في فترة الصيف التي تزيد عن ثلاثة أشهر، ولعل هذه الزيارة للمكتبات تكون فاتحة خير لهم للاستفادة والاستزادة من العلم لا سيما إذا كان الاستخدام مجانيا ويتم تحت إشراف متخصصين، أما المناسبة الثانية فهي إصدار التنظيمات الجديدة للمقاهي التي أصدرتها الأمانة في الآونة الأخيرة، هذه التنظيمات يجب القول بحق إن بعضها في الصميم لكن البعض الآخر يحتاج إلى إعادة نظر ويجب مراعاة مصالح المستثمرين وعدم إلحاق الضرر بهم ومن هنا فإنني أنادي بتمديدالمدة للتغييرات المطلوبة من ثلاثة أشهر إلى ستة أو سنة لكي لا نساهم في خسارة هذه المقاهي، كما أنني أطالب في هذه الفترة أصحاب المقاهي بتخصيص مرشد وموجه لاستخدام الإنترنت بطريقة علمية بعيدة عن العشوائية ، كما يجب أن تطالب تلك المقاهي بوضع نشرة إرشادية توجيهية لمخاطر الإنترنت، وبالجملة فإن مراعاة المستثمرين بتمديد المدة وفق ضوابط معينة والتنازل عن البعض الآخرفي وقت معين مطلب أساسي آمل أن تضعه الأمانة في عين الاعتبار.
أقول ذلك وكلي أمل أن نختصر المدة التي يمر بها المستخدم في ظل التوجهات الجيدة والطيبة لبعض المكتبات السعودية التي قادت مبادرة زمامها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة المتمثلة في توفير خدمة الإنترنت للمستخدمين مجانا تحت إشراف أساتذة لتوضيح مجالات الاستخدام.
وأقول إن الدور الريادي الذي بدأت به مكتبة الملك عبدالعزيز يجب تفعيله وبخاصة في مجال مكتبات وزارات المعارف المنتشرة في أنحاء المملكة، وقد سمعت من سعادةالدكتور ابراهيم المسند مدير عام المكتبات في وزارة المعارف بأن الوزارة لديها مشروع ضخم لتوفير الخدمة في المكتبات العامة ومن المحتمل أن يكون في البداية بسعر رمزي وسوف يتم تحت إشراف متخصصين، وبدورنا جميعا ينبغي أن نبارك توجه الإدارة العامة للمكتبات بوزارة المعارف ونبارك لهم هذه الخطوات الجبارة وندعو لهم بالتوفيق والسداد، ومسؤوليتنا هي توجيه الشباب إلى المكتبات بدل المقاهي وهذا لاشك سوف يؤثر إيجابيا في المرحلة القادمة لاسيما إذا عرفنا أننا نتجه لعصر المكتبة الإلكترونية.
أخيرا الشكر والتقدير لمبادرة مكتبة الملك عبدالعزيز بقيادة مشرفها الأستاذ فيصل بن معمر وكيل الحرس الوطني للشؤون الثقافية المشرف العام على مكتبةالملك عبدالعزيز وكذلك لمدير المكتبة الدكتور عبدالكريم الزيد ومزيدا من هذا الإنجاز الذي يتمشى مع توجهات قيادتنا الحكيمة، ودعوة للمكتبات الأخرى سواء المكتبات العامة أو الجامعات لفتح المجال لجميع فئات المجتمع من بنين وبنات لأن الهدف واحد..
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
almosa@almosa.net
|
|
|
|
|
