قلت: لربما قبس الشاعر في صدر أبياته هذه ولكنه يتفوق في معانيه إذ تناول جانباً مهماً في حياة الإنسان على غاية من الأهمية والمعنى، ألا تلحظ هذا التنبيه من خطورة الغفلة، والإحساس بالرقيب، حيث لايخفى على الله خافية، وهذا الواقع يتمثل في حقيقة التقوى ومايتصل بها، فالمؤمن الحق هو الذي يدرك هذا الجانب ويتعامل معه، فلا يفرط في جنب الله، بل هو على حذر من الوقوع في الخطأ والغفلة، وعندئذ يتحقق الإيمان ويفرغ في الفؤاد.
وعندما اطمأن الشاعر لمبناه الفكري التفت إلى تجربته الحياتية التي تمثل خلاصة فكره، وحقيقة تجربته، قال: إذا كانت السبعون سنك لم يكن لدائك إلا أن تموت طبيب وإنه لعمر طويل منتهاه سبعون سنة بأيامها ولياليها الشكول، عمر بعيد، وأمل مديد، محصلتهما عند الشاعر واجب الانتباه، والحذر، وخلاصتهما حقيقة التجربة ووضوحها، وإن الأمر الواقع مادونه دافع.
الحواشي:
)1( علي بن الحسن البصري، الحماسة البصرية 2/47.