أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 2nd June,2001 العدد:10474الطبعةالاولـي السبت 10 ,ربيع الاول 1422

الثقافية

الغربال
أ. د. عبد الله أبوداهش
قال الحسن بن عمرو، وقيل لأبي محمد التيمي:


إذا ما خلوتَ الدهر يوماً فلا تقلْ
خلوتُ، ولكن قل عليّ رقيبُ
ولا تحسبنّ الله يغفل ساعة
ولا أن مايخفى عليه يغيبُ
إذا كانت السبعون سنك لم يكن
لدائك إلا أن تموت طبيبُ
وان امرأً قد سار سبعين حجة
إلى منهل من ورده لقريبُ
إذا ما انقضى القرنُ الذي أنتَ منهم
وخُلفّت في قرنٍ فأنتَ غريبُ

قلت: لربما قبس الشاعر في صدر أبياته هذه ولكنه يتفوق في معانيه إذ تناول جانباً مهماً في حياة الإنسان على غاية من الأهمية والمعنى، ألا تلحظ هذا التنبيه من خطورة الغفلة، والإحساس بالرقيب، حيث لايخفى على الله خافية، وهذا الواقع يتمثل في حقيقة التقوى ومايتصل بها، فالمؤمن الحق هو الذي يدرك هذا الجانب ويتعامل معه، فلا يفرط في جنب الله، بل هو على حذر من الوقوع في الخطأ والغفلة، وعندئذ يتحقق الإيمان ويفرغ في الفؤاد.
وعندما اطمأن الشاعر لمبناه الفكري التفت إلى تجربته الحياتية التي تمثل خلاصة فكره، وحقيقة تجربته، قال: إذا كانت السبعون سنك لم يكن لدائك إلا أن تموت طبيب وإنه لعمر طويل منتهاه سبعون سنة بأيامها ولياليها الشكول، عمر بعيد، وأمل مديد، محصلتهما عند الشاعر واجب الانتباه، والحذر، وخلاصتهما حقيقة التجربة ووضوحها، وإن الأمر الواقع مادونه دافع.
الحواشي:
)1( علي بن الحسن البصري، الحماسة البصرية 2/47.


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved