أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 2nd June,2001 العدد:10474الطبعةالاولـي السبت 10 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

كل سبت
إن لأهلك عليك حقاً
عبدالله الصالح الرشيد
هؤلاء الذين يعيبون أو يستعيبون أن يعمل الرجل في بيته وقت فراغه ومساعدة زوجته شريكة حياته ونصفه الآخر داخل المنزل في بعض متطلبات العمل.. هؤلاء يجهلون أو يتجاهلون أو يتناسون سيرة السلف الصالح من الرجال الأفذاذ الأوائل ودورهم في الخدمة داخل بيوتهم بجانب زوجاتهم وأمهاتهم دون أن يلحقهم مثلبة أو يستنكفون من هذه الأعمال أو يحتقرونها أو يتهربون منها.. والذي يزيد النفس مرارة وغرابة أن هذه الفئة التي تضع ثقل أعمال المنزل على كاهل الزوجة هي فئة تدعي الاستنارة في الرأي والفهم الثاقب وتدعي الكمال في سلوكها إلى درجة الثقة المفرطة في النفس.. وفي قراءة متأنية وهادئة وعميقة ومقارنة لحياة المسلمين في عصر النبوة وسيرة السلف الصالح والعلاقة القائمة بين الرجل والمرأة والتي كان يسودها التعاون والثقة والمحبة وعدم الاستعلاء والاحترام المتبادل.. نجد البون الشاسع والفرق الواسع بين سماحتهم في التعامل والتعاون، وبين ما يحاوله البعض الآن وهم قلة من القاء جميع التبعات والأخطاء والمسؤوليات داخل المنزل على عاتق المرأة مع ما يكتنف أسلوبهم في التعامل معها ومعاملتها من صلف ودونية وتهميش.. ولمصداقية ما أشرت اليه سلفاً آتي بمثل حي سام رفيع وقبس زاهر من السيرة النبوية الطاهرة الزكية ولنسمع ونتأمل ما تقوله أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن صفوة الخلق نبي الأمة الهادي البشير والمثل الأعلى والقدوة الحسنة لكل مسلم مؤمن صادق الايمان والاقتداء بسيرة نبيه عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم وهو القائل: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي».. لقد سئلت عائشة رضي الله عنها عما كان يعمله الرسول عليه الصلاة والسلام في بيته فقالت: كان في مهنة أهله حتى يخرج للصلاة.. وتعني بذلك انه صلى الله عليه وسلم كان يعاونهن ويعمل معهن.. وكثيراً ما ساعد أزواجه في أعمال المنزل، فكان يحلب الشاة بيده الكريمة ويرقع ملابسه بنفسه ويصلح نعله وكان يقوم في بعض الأحيان وكما روت كتب السيرة بتنظيف داره كما كان يعني بناقته.. وكان الى جانب ذلك كله يقدر كل شيء حق قدره ولم تسمع منه كلمة ذم ولو مرة واحدة لرأي أو عمل.. ولم نقرأ في حياتنا ولو مرة واحدة ان الاسلام خص المرأة وحدها في عمل المنزل بل قرأنا مرات عديدة أنه يجيز اعفاء المرأة من أعمال المنزل مثل الغسيل والكنس والطهي وما الى ذلك كما يعفيها من ارضاع اطفالها وان كان المجتمع يلزمها بذلك.. ولو استطردنا في الموضوع لما كفتنا صفحات طوال.. ومالنا والافاضة وأمامنا الآية الكريمة «ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف»، وقد أوصى نبينا وشفيعنا عليه الصلاة والسلام بالمرأة خيراً.. وقال: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي» كما جاء عنه في الحديث الشريف «النساء شقائق الرجال» وقال عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها «خذوا نصف دينكم عن هذه الحميرا».. ولكن من المؤسف والمؤلم حقاً أن فئة من الناس في عصرنا الحاضر تحاول مستميتة تهميش المرأة وتحقير رأيها والاستعلاء عليها وتضييق الخناق حولها وتسعى الى حرمانها من حقوقها واختلاق مثالب بشأن ضعفها مستغلة عدم مقدرتها على نيل الواجبات والحقوق التي كفلها الاسلام لها. كما أعطينا نبذة مختصرة عن ذلك في ثنايا الموضوع ومن يصدق انه في وقتنا الحاضر هناك من يعتقد أن طاعة الرجل لزوجته مثلاً أو أخذ مشورتها ورأيها يعتبر مصدر ضعف في الرجل. فما بالك لو طالبته بمساعدتها داخل المنزل أو كان لها وظيفة وهو عاطل ورغبت منه اكمال بعض الواجبات المنزلية فترة غيابها، هناك ستقوم قيامة البعض ويهدد بالويل والثبور وربما تصل الأمور الى ما لا تحمد عقباه فأين نحن من سلفنا الصالح، وهلا أخذنا القدوة والمثل الأعلى من تعاملهم المشرف الرفيع مع المرأة «الأم، الزوجة، البنت، الأخت» والمرأة بصفة عامة كانت وستظل حضن الانسانية ومصدر السعادة الأسرية ومنبع الخير والطمأنينة في حياتنا كلها.. هدانا الله جميعاً الى طريق الخير والصواب.
للتواصل فاكس 4786864 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved