كان الشاعر عبدالمحسن بن راشد العوهلي يعاني من داء السكري ، ثم انه أصيب قبل ثمانية اشهر تقريباً بخراج في رجله اليسرى انتهى الى ما يعرف ب«الغرغرينة» فأقعد وكنت ازوره اسبوعاً بعد اسبوع وفي احدى زياراتي له، اردت ان احرك قريحة الشعر عنده فقلت يا ابا عبدالرحمن: اما قلت قصيدة في رجلك اولها :«يا رجل ياللي»؟ فقال: ما قلت شيئاً..
ومضى أكثر من ستة أشهر تقريباً على ذلك، ثم سألته عله قال شيئا في رجله وذكرته ب«يا رجل يا للي» فقال:
يا رجل ياللي من وجعها توازيت
الله يشفيها من اللي عناها
قعدت في داري تقل راعية بيت
تقوم في واجب من بغاها لقاها
فسألته عن معنى عجز البيت الثاني؟ فقال: لا تسألني، ضاعت القصيدة... وعلى هذا فإن هذين البيتين يعتبران آخر شعر قاله الشاعر عبدالمحسن العوهلي، أو مطوع - الشعار- كما يحلو له أن يسمى به.
ولم يمض طويل وقت على ذلك حتى لحقت رجله اليمنى باليسرى، وقرر الاطباء قطعها فقطعتا ولكن بعد ان استفحل الامر، واستدعت حالته الى ادخاله العناية المركزة في مستشفى حوطة سدير.
وفي ليلة السبت 3/3/1422ه وافاه الاجل المحتوم، وتلقيت الخبر بالهاتف صبيحة يوم السبت، فقلت مسجلاً تاريخ وفاته وذاكراً بعضاً من صفاته، والمقبرة
التي دفن فيها في الابيات التالية:
لا عاد يوم السبت لاعاد لاعاد
ثالث ربيع اول ومع طلعة الشمس
من عام الف واربعمية بتعداد
وعشرين - وعامين - وكاد بلا هجس
جاني خبر موت الذي في الربع ساد
وحطم قوي العظم والقلب والنفس
العوهلي شالوه من فوق الاعواد
وفي المقبرة في روضة سدير له رمس
وهذي سواة الموت في الناس معتاد
وصار الشعر - ومطوعه- في خبر أمس
والعين هلت دمعها .. والحزن زاد
وطيب الليالي صار فينا على العكس
مرحوم ياللي له صدور وميراد
في - المرجلة - والمعرفة له بها حس
الجدير ذكره ان العوهلي ناهز الثمانين من عمره، وقد كتبت بعض قصائده، وشيئاً من مداعباته في الجزء الثاني من سلسلة «الشعر النبطي في وادي الفقي» فرحم الله العوهلي وغفر له.