| شرفات
الملاسع لعبة شعبية من الألعاب التي لعبناها ونحن صغار. وهي لعبة خاصة بالبنين دون البنات. وهذه اللعبة يلعبها اثنان فقط وطريقتها أن يقوم الصغير بالإمساك بغترته من أحد أطرافها وخصمه كذلك ومن ثم يبدأ، كل منهما بلسع خصمه ويركز كل منهما على قدم زميله أو على ساقه أو على مشط قدمه وبعض الصغار ماهر في هذه اللعبة.
وهي لعبة مؤلمة إذا ما أحسن الصغير استعمال الغترة )الكوفية( وبعض الصغار يضع على طرف غترته شيئا من لعاب ريقه كي تكون أكثر إيلاما أو أن يغمس طرفها في الماء ومتى ما علق بها شيء من تربة الأرض فإن هذا يجعلها أكثر إيلاما للخصم وهذه اللعبة أوردتها من الذاكرة كما لعبتها في طفولتي في مدينة الرياض.. وقد أوردها تيمور على أنها الخطرة كما جاء لها ذكر في كثير من المراجع الهامة كالقاموس واللسان والمخصص. ينظر لعب العرب لمن أراد التوسع وذكرها الباحث الأستاذ سيط مرزوق الشملان بأنها في الكويت تسمى بالتحسحس بكسر التاء والحاء واسكان السين، وذكرها أحمد عيسى )1( بأنها المخراق حيث يقول المخراق منديل أو نحوه يلوى فيضرب به أو يلف فيفزع به وهو لعبة يلعب بها الصبيان قال:
أجالدهم يوم الحديقة، حاسرا
كأن يدي بالسيف مخراق لاعب |
وذكرها زيتون )2( مختصرا بقوله: الخطرة وهي لعب بالمخراق ووجدت في شرح ديوان الحماسة لأبي علي أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي المتوفى 421 ه بزن أصل المخراق هو ما يتلاعب به الصبيان من منديل يفتلونه أوزق ينفخونه أو ما يجري مجراهما وسمي مخراقا لأنه يخرق الهواء في استعمالهم إياه لذلك قال قيس بن الحطيم في ديوانه:
كأن يدي بالسيف مخراق لاعب
أجالدهم يوم الحديقة، حاسرا |
وهو عكس البيت السابق ودونته كما نقلته من مصدره، وقرأت لابن المقرب قوله:
أما حان للعصب اليماني أن يرى
بيمناك كالمخراق في كف لاعب |
وزاد الشارح بأن المخراق المنديل يلف ليضرب به وهو من لعب الصبيان. وأحفظ من الشعر القديم قول القائل:
كأن سيوفنا منا ومنهم
مخاريق بأيدي لاعبينا |
)1( ألعاب الصبيان عند العرب 1939م.
)2( الألعاب العربية 1959م.
Turath 2000@hotmail.com
|
|
|
|
|