| الاولــى
* القاهرة واس:
افتتح فضيلة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بالقاهرة أمس أعمال المؤتمر العالمي الثالث عشر للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر الذي عقد تحت عنوان "التجديد في الفكر الإسلامي" بمشاركة أكثر من 70 دولة ومنظمة إسلامية ويستمر أربعة أيام.
وقد وجه الرئيس المصري حسني مبارك كلمة للمؤتمر القاها نيابة عنه وزير الأوقاف ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الدكتور محمود حمدي زقزوق طالب فيها العالم الإسلامي بأن يجدد نفسه لتنطلق الأمة الإسلامية إلى آفاق التقدم والنهوض مسلحة بالعلم حتى يجد العالم الإسلامي لنفسه مكانا في خريطة العالم المتحضر.
واعتبر الرئيس المصري ان شغل الأمة الإسلامية بقضايا هامشية لا جدوى منها يعد جناية في حق الأمة وتعويقا لمسيرتها نحو التقدم مضيفا بأنه آن الاوان لأن يستيقظ المسلمون جيدا ويلتفتوا إلى الاصلاح على جميع المستويات.
ونبه إلى ان مشكلة الإسلام اليوم ليست في خصومه لأن أمرهم معروف وكيدهم مكشوف ولكنها في الجهلاء من أبنائه الذين يدخلون بالمسلمين في دروب وطرق تؤدي إلى الهلاك مع ان طريق الإسلام واضح لا عوج فيه.
وأكد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر في كلمته ان موضوع التجديد في الفكر الإسلامي من الموضوعات المهمة
لأن الحياة في كل مظهر من مظاهرها متجددة ونراه في كثير من أمور الحياة والقرآن الكريم أظهر لنا ان حياة الإنسان متجددة.
وأشار شيخ الأزهر إلى الحروب التي تدور بين الأمم بين الحق والباطل وبين الخير والشر وقال ان تجدد الحياة امر لابد منه فالرسول صلى الله عليه وسلم يرسل بعض أصحابه إلى بلاد الأعداء لمعرفة فنون أسلحتهم لكي يقتنوا مثلها.
وأضاف الدكتور طنطاوي ان هناك أمرين لا تجديد فيهما الأول هو اخلاص العبادة لله الواحد الأحد فهذا لا تجديد فيه والأمر الثاني فيما يتعلق بمكارم الأخلاق ويتفق العقلاء انه لا تجديد فيه منذ ان خلق الله الكون فإن الصدق فضيلة والكذب رذيلة وغيرهما من الأمور لا يقبل التغيير.
كما ألقى وزير الأوقاف المصري الدكتور محمود حمدي زقزوق كلمة لفت فيها إلى ان هناك قضية تؤرق العالم الإسلامي وهي كيفية المواءمة بين الأخذ بمنجزات العصر والاحتفاظ في الوقت نفسه بالهوية الحضارية الإسلامية خاصة ونحن في عصر تسعى فيه العولمة إلى نشر قيمها الحضارية المادية في جميع أنحاء العالم.
وأضاف الدكتور زقزوق ان الموضوع الأساسي للمؤتمر يشتمل على أربعة محاور تركز على ضرورة التجديد وضوابطه.
وأوضح زقزوق ان التجديد اليوم ينطلق من أسس إسلامية راسخة بنى عليها المسلمون في السابق فكان لهم ما أرادوا من تقدم وازدهار ورقي وحضارة فعلينا ان نواكب المتغيرات لكي ننطلق في كل اتجاه يوفر لنا الخير والأمن والاستقرار.
من ناحيته قال الدكتور عبدالصبور مرزوق مقرر عام المؤتمر امين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ان عالمنا المعاصر يعيش وأمتنا الإسلامية بصفة خاصة مجموعة من المتغيرات الهائلة التي توجب ان تستحدث لها قضايا وأحكام تتناسب ومتغيرات الزمان والمكان ومن أهمها قضايا الاقليات المسلمة التي يقرب عددها من ثلاثمائة مليون نسمة يعيشون مغتربين خارج ديار الوطن الأم في ظل أوعية غير إسلامية.
وأضاف الدكتور عبدالصبور بأن هناك من المسائل التي تفرض علينا ضرورة الاجتهاد والتجديد فيما طرأ على أساليب الجهاد في سبيل الله من تطور وتساءل قائلاً ألا يصبح الاجتهاد والتجديد في الفقه واجباً لمواجهة ما استجد من هذه المتغيرات؟!
|
|
|
|
|