| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة وبعد:
لقد لفت انتباهي موضوع ذو اثر حضاري خطير اراه جديراً بالمناقشة فهو يعتبر من الموضوعات المهمة التي تمس حياة الفرد والمجتمع بشكل عام. وهو استطلاع اعدته الاخت الفاضلة هيا عبد الله السويد تحت عنوان )الشقيق خير ظل ومعين لشقيقته( المنشور يوم الاحد 21 من محرم 1422ه الموضوع المطروح يدور حول علاقة الاخت بشقيقها كيف تكون..؟!!
هل المودة والمحبة تطوق حياتهما وتظللها بمشاعر صادقة؟
هل هناك احتواء عاطفي يربطهما ببعض؟
هل هي أقرب اليه من والديه؟!
هل بالأصل .. هناك علاقة قائمة بينهما أم لا<<؟!!
أسئلة متلاحقة تطرح نفسها..
فمن خلال قرائتي لذلك الاستطلاع وجدت ان اغلبية الفتيات يقلن بصراحة ان علاقتنا بأشقائنا علاقة عادية جداً اذ ليس هناك حب يجمعنا!!
والبعض منهن يقلن ان من الاشقاء من يرون ذلك عيباَ..!!
بينما الاخريات يتساءلن .. هل بالفعل تحدث صداقة بين الاخت واخيها؟ الفتاة بحاجة لمن يصغي لحديثها المتدفق.. تجد سعادة غامرة وهي تحكي ما يدور في نفسها دون قيود تكبلها فهي لا تشعر بهذه السعادة الا عندما تحادثه هو وليس هي اي بمعنى ان الفتاة لا تستمتع بالحديث مع اختها حتى وان كانت في مثل سنها بقدر ما تملؤها الفرحة وهي تحادثه هو بأمور كثير ما تجهلها.
هناك من يشترط تقارب السن ليستطيع كل واحد فهم الآخر..
وأقول هنا ان من الافضلية ان يكبرها بأعوام عدة وهذا بالتأكيد من صالحها.. قد يرى بعض الفتيات ان الاخ ان كان كبيراً يكون عاجزاً عن فهمهما فهو لن يحس بما تعاني منه وتكابده.
وهذا هو الغلط بعينه.. ذلك ان الاخ الكبير قادر على ايجاد السعادة الحقيقة لها لكونه قد اصبح اماً وأباً يحيطها بالرعاية يوجهها للخير ويغذي فكرها بهدي السلف الصالح يكون عونا لها بما يراه في مصلحتها .. وما غير ذلك فهو يحاول صرفه عنها لاقتناعه التام انه ضد مصلحتها..قد ترفض الفتاة صداقة اخيها لما تراه من قسوة وعنف واستخفاف بعقليتها.. فتجدها تتحاشى الصدام بالحديث والخوض في مناقشات قد تزيد الطين بلة.
هي تنفر من شدته وحبه للسيطرة ترى انه انسان اناني يريد كل شيءلنفسه يتأمر عليها بين الحين والآخر.. وهي ترضخ لمطالبه خوفا من عصبيته المجنونة.
وما تستطيع فعله هو الرضا والتسليم وقول: حاضر على أمرك.. فإن لم تقل كذلك اقام الدنيا فوق رأسها..
ان اتخاذ العنف مع الفتاة لا يأتي الا بنتيجة عكسية فمتى كانت السيطرة باباً في الاصلاح وتوطيد العلاقة الاخوية؟!
اين انت من ذلك الانموذج الرائع شقيق الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان - الراحل ابراهيم - الذي لمس ميلها الفطري منذ طفولتها فكان معلمها ومرشدها وصانع نسيج وجودها؟!!
كان طيبا معها صادقاِ في مشاعره، مهذبا في أفعاله اوجد من اخته ثقتها بنفسها..
هذه الثقة التي ان زادت عند الفتاة وبلغت منتهاها خلقت منها التميز ومن ثم الابداع.
اوصي بأن يخضع الشقيق نفسه لتجربة مدتها اسبوع واحد فقط بأن يكون علاقة صادقة مع شقيقته ترفلها المحبة والاحترام المتبادل - وليرى بعدها ما النتيجة التي حظي بها..
وليسأل جميع مطالبه عن رضى وطيب خاطر*وهل كان سعيداً عندما قدمت له بعضا من ما لها دون ان يطلب منها ذلك؟
وهل كان سعيداً عندما قدمت له شقيقته هدية متواضعة كبداية لعلاقة جديدة؟
هل شعر بالسعادة وهو يتناول معها وجبة العشاء من حسابه الخاص؟
هل شعر بالسعادة وهو يضاحكها ويستذكر لها دروسها؟!
هل شعر بالسعادة عندما قالت له: احبك يا اخي؟
الفتاة هي لذة الحياة وبهجتها، وهي الوردة التي لا يجف عطرها.. اذا اسعدتها تسعد ايامك..
ليس هناك اجمل من عاطفة البنت فإن كسبت ودها صرت من أغلى الناس في عينها واروعه.. فلا تحرم نفسك من تلك اللحظات السعيدة بصحبتها.. لا تكن قاسيا معها عاملها باللطف ولا تحرمها من فيض حبك وحنانك ابتسم في وجهها عندما تراها واسألها عن ماذا تحتاج لتشعر انك مهتم بها.. اعطها منتهى الحرية لكي تعبر عن رأيها ولا تستخف بمدى ثقافتها..
كن اخي الكريم عونا لها لا عليها.. فأنت شقيقها ان لم تلحظها انت برعايتك فانها ربما تجد من يخدعها.
ويبقى هنا فضل الام والاب في تربية الابناء التربية السليمة الناجحة وتعزيز المبادئ الحسنة في نفوسهم..
أعتذر عن اطالتي هذه وارجو ان لا نكتفي بعرض مثل هذا التحقيق فقط فالقارئ منا لا يقنع بقراءة واحدة ولا سيما وأن الموضوع في بالغ الاهمية وحري بنا أخذه بعين الاعتبار..
تقبلوا في الختام فائق شكري وتقديري
بدرية القاسم
عنيزة
|
|
|
|
|