أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 1st June,2001 العدد:10473الطبعةالاولـي الجمعة 9 ,ربيع الاول 1422

أفاق اسلامية

حديث المرأة
د. رقية بنت محمد المحارب
وقت إضافي!
تصوري أنك في اختبار آخر السنة وأمامك أسئلة كثيرة.. كيف يكون تعاملك مع الوقت؟
وتخيلي أن ابنك مريض ويحتاج إلى عناية طبية.. كيف يكون تعاملك مع الوقت؟
ولو كنت في السوق وبقي على وقت الصلاة أقل من نصف ساعة.. كيف يكون تعاملك مع الوقت؟
الإجابة الطبيعية هي: سأحاول التركيز، وإنجاز العمل بأسرع وقت، وترك كل ما يلهيني، ويصرفني عنه.. وأيضاً أحاول الاستعانة بكل وسيلة جيدة توفر الوقت وتزيد الإنتاجية.. كذلك أحاول الاستعداد لهذه المفاجآت حتى أخفف أثرها علي.. والكلام عن الوقت في حياتنا يرتبط باستشعار قيمة كل دقيقة نعيشها لأن ذهاب الوقت في غير فائدة هو خسارة كبيرة ولاسيما إذا أدركنا سهولة الاستفادة من الوقت.. ففي ديننا العظيم تصور الحياة بطولها كأنها ساعة من نهار كما في آيات متعددة، أو مسافة طريق يقطعها مسافر أو عابر سبيل ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل» كما أننا نؤجر على مجرد النية الطيبة والخاطرة الإيمانية، كما وعدنا الله عز وجل الأجر الكبير على الكلمة الطيبة والعمل الصالح اليسير..
وقد يتبادر إلى الذهن أن الحديث عن الاستفادة من الوقت يعني ترك الانبساط وعدم التمتع بالنزهات وهذا من قلة العلم .. ومجالات الإفادة من الوقت كثيرة عندما نستحضر النية ونحدد الأهداف ونوجه النيات والخواطر من أجل حياة مستقرة ونفس صافية تفهم دورها ومهمتها وغاية وجودها، وتسخر طاقاتها وفكرها لبناء عالم يعرف الخير والإيمان ويعيش من أجل تحقيق العبودية بمفهومها الشامل.. فالعقل يحتاج إلى بناء وهذا يحتاج إلى وقت، والقلب لا يطيب إلا بتزكية وهذا يحتاج إلى وقت، وكسب الناس من العبادة وهذا يحتاج إلى وقت، وتربية الأولاد من العبادات العظيمة إذا خلصت النية وهو يحتاج إلى وقت، والعبادات فرائضها ونوافلها تحتاج إلى وقت والقيام بحقوق الأقارب كذلك والدعوة إلى الله تحتاج إلى وقت.. فإذا تأملت أختي الحبيبة في كثرة الأعمال وفرص الرقي في درجات العز وتفكرت في قلة الوقت انتج هذا اهتماماً وعلو همة وصحبة للجادات وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..


أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved