| أفاق اسلامية
قال عز من قائل سبحانه «الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويَقْدِرُ له» فالبسط والتقدير في الارزاق من آيات الله الدالة على كمال علمه وحكمته ورحمته بخلقه.
فإذا بسط الله الرزق لعبده او قَدَر عليه «أي ضيق عليه» عليه ان يستعمل ذلك في رضا الله سبحانه وطاعته ويبتعد عن كل ما من شأنه ان يغضب الله سبحانه، فاذا بُسط الرزقُ للعبد عليه الشكر وتأدية حقوق الله في هذا الرزق والحقوق التي أمر الله بها والابتعاد عن كفر هذه النعمة واستخدامها في المعاصي والفسق فان حصل التضييق في الرزق كان الصبر عليه هو المطلوب من العبد لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث «عجباً لأمر المؤمن ان أمره كله له خير «وليس ذلك لاحد إلا للمؤمن» إن اصابته سراء شكر فكان خيراً له وان اصابته ضراء صبر فكان خيراً له».
وان من المظاهر التي وجدت عند البعض ممن منّ الله عليهم وبسط لهم في الرزق هداهم الله استخدام آنية الذهب والفضة في المأكل والمشرب جاهلين بالحكم الوارد في ذلك او متجاهلين عنه فقد اخرج البخاري رحمه الله من حديث حذيفة رضي الله عنه: «لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافهما فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة».
وفي حديث أم سلمة «الذي يشرب في آنية الفضة فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم».
قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله «والنهي للتحريم وفي حديث أم سلمة توعده بنار جهنم فيكون من كبائر الذنوب» ذكره في الشرح الممتع «ج)1( باب الآنية ص 61»، فلماذا نجعل من نعم الله طريقاً لارتكاب معاصيه بدلاً من شكره سبحانه؟ من هذا تظهر فضيلة التفقه في دين الله سبحانه وتعالى حتى لا يوقعنا الجهل في غضب الله، كذلك عدم الانغماس في شهوات الدنيا والجري وراء ملذاتها وعدم اتباع هوى الأنفس يجعل المرء في حصن مما يجرّ الى غضب الله عافانا الله وإياكم منه.
|
|
|
|
|