| أفاق اسلامية
من أخطر الظواهر وأسوأها، ظاهرة الحب في غير الله، وهي ظاهرة يقع فيها بعض الشباب، فتجد شابا يحب شاباً مثله، إما من أجل ماله أو من أجل حسبه أو من أجل مصلحة شخصية بينهما، أو من أجل أنه معه كما يقول بعضهم على الخير والشر، أو من أجل اعانته له على الإثم والعدوان، بل تجد من يحب آخر من أجل مقصد خبيث، كأن يحبه من أجل جماله وحسن صورته، وهذا النوع من أنواع الحب يعرف عند العقلاء بالعشق الشيطاني، وهو موجود عند بعض الشباب، وتأمل حال بعضهم، فتجده دائم التفكير، مشغول البال، لا يهنأ له عيش، ولا يقر له قرار، إلا عندما يكون مع من يحب، حتى ولو كان المحبوب ذكراً مثله، فتجده يضحي بكل شيء من أجله وقد يصل بهما الأمر إلى مالا تحمد عقباه. ومن المعلوم أن جميع ما سبق من أنواع الحب ومجالاته من الأمور الممقوتة في الدين فلا ينبغي أن يكون الحب إلا لله وفي الله. ومن صرف شيئاً من حبه في غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، فإن حبه سوف يكون وبالا عليه، وسوف يجني ثماره الفاسدة، والتي منها حرمانه من حلاوة الإيمان، ففي الحديث المتفق عليه عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله،...» الحديث.فحلاوة الإيمان وهي الطمأنينة في القلب والراحة في النفس وحب القيام بالطاعات، لا يجدها إلا من كان حبه لله وفي الله. وأما من كان حبه كما ذكرنا فإنه سوف يحرم هذه الحلاوة، بل سوف يجد ضدها، سوف يجد في قلبه القلق وعدم الطمأنينة وسوف تشقى نفسه ويكره الطاعات وينفر منها وخاصة إذا كان حبه من النوع الخبيث الذي أشرت إليه والذي يعرف عند عقلاء الناس بالعشق الشيطاني.
إخوتي الشباب: يجب على كل واحد منا، أن يجاهد نفسه ويحاسبها في مجال الحب، وأن يجعل حبه لله عز وجل لكي يفوز بموعود الله، فقد وعد سبحانه من كان حبه له بأن يظله يوم لا ظل إلا ظله كما جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكر منهم رجلين تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه». وفي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي».
أخي الشاب: هل تعلم أن الله عز وجل يحبك عندما يكون حبك له، نعم والدليل على هذا ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر: أن رجلا زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله تعالى على مدرجته أي طريقه ملكاً فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال أريد أخاً لي في هذه القرية. قال هل لك عليه من نعمة تربها عليه؟ أي تقوم بها وتسعى في صلاحها. قال: لا غير أني أحببته في الله تعالى. قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه. فالله.. الله أخي الشاب احرص على أن يكون حبك لله وفي الله، ليحبك الله ويظلك في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ولتجد حلاوة الإيمان، واحذر كل الحذر من الحب في غير ذات الله، فإنه يكون عداوة يوم القيامة.
* إمام وخطيب جامع الخلف بحي صلاح الدين مدينة حائل.
|
|
|
|
|