| أفاق اسلامية
* أدنبرة خاص ب«الجزيرة»:
يواصل مسجد خادم الحرمين الشريفين والمركز الاسلامي في ادنبرة رسالته الدعوية والتعليمية بشكل منتظم منذ افتتاحه في عام 419ه، ويتمثل ذلك وفق برامج علمية مركزة وفق خطط مرسومة ومدروسة.وأكد ل«الجزيرة» مدير المسجد الشيخ حمد بن سليمان المطرودي ان المركز.
ومايقوم به من مناشط متنوعة تحظى بدعم سخي من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ، واهتمام ورعاية متواصلة من لدن صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء.
وكشف المطرودي في حواره عن مشروع الدراسة التي تم الانتهاء منها لإنشاء صندوق وقفي للتعليم، مطالبا في الوقت ذاته بضرورة وضع مناهج وخطط تعليمية موحدة بين المراكز والجمعيات الاسلامية..
كما تم خلال اللقاء تناول العديد من الموضوعات المهمة كوضع الاسرة المسلمة، والتعاون مع المؤسسات الاسلامية الاخرى، والبرامج المستقبلية وغيرها من الموضوعات.. وفيما يلي نص اللقاء:
* مضى على افتتاح مسجد خادم الحرمين الشريفين والمركز الإسلامي في أدنبره قرابة ثلاث سنوات، فما الذي حققه المركز حتى الآن من مناشط؟
منذ أن وضعت لبناته الأولى وتم افتتاحه في عام 1419ه برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، ظل مسجد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود والمركز الاسلامي في ادنبرة يقدم مجموعة من البرامج والمناشط التي منها البرامج الدعوية، والمدرسة الاسلامية، والبرامج الاجتماعية، وبرامج شهر رمضان، فهناك من البرامج الدعوية ماهو موجه للمسلمين ومنها ماهو لغيرهم، بعضها يومي متكرر مثل المواعظ والكلمات وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، وتعليم قراءته.
وبعض برامج المركز اسبوعية متواصلة مثل: الدروس العلمية الشرعية، وحلقات التدريس، للامهات وابناء وبنات المسلمين، والمسلمات الجدد، وحلقة الطلبة المسلمين في جامعة ادنبرة التي تعقد في المسجد، وحلقة تعليم مبادئ اللغة العربية.
وهناك برامج مستمرة من ابرزها: برنامج التوزيع والطباعة والنشر ويشمل: توزيع المصحف الشريف وترجمات معانيه من انتاج مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، وكذلك مجموعات المصحف المرتل، توزيع المكتبات الاسلامية باللغتين العربية والانجليزية هدية من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله التي يستفيد منا الكثير من المراكز والمساجد والجمعيات الاسلامية والدعاة والافراد في جميع انحاء بريطانيا، وطباعة الكتب وتوزيعها، وطباعة المطويات وتوزيعها، ونسخ الاشرطة وتوزيعها على المسلمين وغيرهم، واصدار مطوية دعوية شهرية تحتوي على معلومات شرعية عامة، واوقات الصلوات في ادنبرة، واقامة واستضافة العديد من الملتقيات والدورات الشرعية والندوات والمحاضرات للمسلمين وغيرهم، القيام بزيارة المستشفيات والسجون، اقامة علاقات تفاهم وتعاون مع كبار المسؤولين الرسميين بما يخدم الجالية الاسلامية، وانشاء موقع دعوي للمركز على شبكة الانترنت العالمية يسهم في تحقيق كسب اكبر للدعوة من خلال اغتنام الفرص المتاحة وتوظيف وسائل الاتصالات الحديثة، وكذا المشاركات الاعلامية.
كما يوجد لدينا برنامج زيارة لطلاب المدارس والجامعات وكبار الشخصيات والمسؤولين واعضاء من البرلمان وعامة الناس في بريطانيا للمركز، وفي هذه المناسبات يحرص المركز على ان يقدم تصورا جيدا لدى غير المسلمين عن الاسلام وحضارته والثقافة الاسلامية بصورة عامة، ويشرح لهم محاسن الدين الاسلامي، مبينا الدور الرائد للمملكة في خدمة الاسلام والمسلمين، واقامة معارض اسلامية ومانسميه في المراكز بطاولات دعوية «Dawah Tabl»، وخدمات اجتماعية واغاثية تهدف الى احياء روح التكافل الاجتماعي، وتأليف القلوب، وربط الناس بالمسجد، وبرامج شهر رمضان التي من جملتها مشروع افطار الصائم، واجراء مسابقات ثقافية، وهدايا العيد، وغيرها من البرامج المنوعة التي تعين على تحقيق الاهداف والغايات السامية للمركز.
وللمركز بحمد الله دور كبير في الدعوة وتبيان العقيدة الاسلامية الصحيحة، ونشر الثقافة الاسلامية في اسكوتلندا وبقية ارجاء بريطانيا حتى صار مصدر اشعاع ومنارة هدى للمسلمين، وغيرهم ومعلما في مدينة ادنبرة يقصد للزيارة والاطلاع من خلاله على الاسلام ومبادئه، واكسبت المركز سمعة طيبة وثقة المسلمين والسلطات المحلية، وسائر المسؤولين الرسميين. وان من ادل الامور ان هذا المركز يؤتي اكله وثماره المباركة من اول يوم انشئ فيه انه قد تجاوز عدد من اعتنقوا في المركز 45 شخصا بعد ان وضحت لهم فضائل الاسلام ومبادئه السمحة.
* يعد المركز من احدث المراكز الاسلامية في اوروبا فهل ثمة تعاون مع المراكز المماثلة والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم في المجتمع الغربي؟
ما من شك ان العمل الاسلامي بحاجة ماسة الى تضافر الجهود والافادة من سائر الآراء والمقترحات والافكار التي تساعد في نجاح مسيرة العمل وتختصر الوقت والجهد والمال، ومعلوم ان التجارب ليست نتاج يوم وليلة بل نتيجة تمعن ومعايشة وادراك لواقع الحال والخبرات المفيدة في مجالات العمل المتماثلة جديرة بالاستفادة منها في بناء ورسم الخطط بعد المعرفة الصحيحة لبيئة العمل وامكاناته، واذا كان التعاون بين المؤسسات الاسلامية في داخل البلاد الاسلامية مهما وضروريا فان اهميته تتأكد وتزداد اكثر في خارج البلاد الاسلامية حيث الصعوبات والتحديات المختلفة، ومادام ان هدف المراكز والمؤسسات الاسلامية في الخارج واحدا فمن المطلوب ان يكون هناك تعاون وتنسيق بينها لتقوم بعملها على اتم وجه، والمركز يحرص على تعزيز التواصل مع المراكز الاسلامية الاخرى، وتوثيق عرى التعاون والتكامل، والتساند في كل مامن شأنه خدمة الاسلام والمسلمين، وله علاقات طيبة وبناءه مع الكثير من المراكز الاسلامية، وكما ان المركز لايتردد في تقديم المشورة والنصح والمساندة حسب المستطاع لكل عمل خير يعود بالنفع والفائدة على الاسلام والمسلمين في بريطانيا، فانه ايضا يرحب بكل اقتراح مخلص ورأي سديد.
* كيف ترون الجهود التي تضطلع بها المملكة في خدمة الاسلام والمسلمين بصفة عامة، والمراكز الاسلامية على وجه الخصوص؟
ماتبذله المملكة من جهود حثيثة ومتواصلة في خدمة الاسلام والمسلمين يمليه عملها الريادي الذي تضطلع به بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله والقائم على رسالتها السامية في خدمة الاسلام والمسلمين والعناية بهم وبقضاياهم في انحاء المعمورة وهو امتداد لمسيرة مباركة تبنتها هذه الدولة حرسها الله منذ نشأتها، وفي سبيل اداء هذه الرسالة العظيمة دأبت المملكة على اقامة المدارس والمساجد والمراكز والمؤسسات الاسلامية وتأمين متطلباتها واحتياجاتها ومساعدة القائم منها، فلا يكاد يوجد بلد فيه مسلمون الا وللمملكة فيها اثر وشاهد على الدور العظيم الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في حياة المسلمين واعمار بيوت الله التي لها الاثر البالغ في تمكينهم من اقامة شعائر الاسلام، وتوعيتهم بأمور دينهم، والمحافظة على هويتهم، وجمع كلمتهم حيث ان المسجد هو معتصمهم وملاذهم بعد الله سبحانه وتعالى من التيارات الهدامة وحمم الجهل المحرقة.
وما مسجد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود والمركز الاسلامي في ادنبرة الا امتداد لتلك العناية، وحلقة في سلسلة المشروعات الاسلامية و منابر الهداية والنور التي اولاها خادم الحرمين الشريفين ايده الله جل اهتمامه وعنايته، والمسلمون في بريطانيا يقدرون للمملكة هذه الجهود.
* تعاني الاسرة المسلمة في بريطانيا الكثير من المشكلات والصعوبات في تربية ابنائهم وبناتهم، فما الدور الذي قام به المركز تجاه الاسرة المسلمة؟
هذه معاناة غالبية الاسرة المسلمة ليس في بريطانيا فحسب بل في كثير من الدول الغربية لقلة الاهتمام بجانب التربية والتعليم الاسلامي الجاد، وضعف انتشار المدارس التي تعنى بتعليم ابناء المسلمين وسوء توزيعها مقارنة بغيرها من المدارس، ولضعف الامكانات المناسبة ولانشغال الاسرة المسلمة بكسب لقمة العيش، وقد بادر المركز منذ البداية في تعليم ابناء وبنات المسلمين في اوقات العطل الاسبوعية ثم تطلب الامر زيادة عدد ايام التدريس حتى اصبح التدريس يوميا في الفترة المسائية بالاضافة الى مدرسة نهاية الاسبوع الصباحية، وحلق تحفيظ القرآن اليومية، وحاولنا استخدام مناهج تعليمية لغير الناطقين باللغة العربية صادرة عن جهات تعليمية معروفة، مع وضع حوافز تشجيعية مساعدة للطلاب والطالبات، والحرص على اقامة برامج تعليمية مشوقة للشباب في الصيف تجمع بين التربية والتعليم وممارسة الرياضة والرحلات الترفيهية المنضبطة، ونحن الآن بصدد تطوير هذه المدارس المسائية والنظر في امكانية فتح مدرسة اسلامية رسمية معتمدة بعد ان يتم التأكد من توافر العناصر والمتطلبات الضرورية لها.ونظرا الى ما تواجهه الاقليات المسلمة من مشكلات في ذلك، والانسان سواء أكان مثقفا او عاميا صغيرا او كبيرا هو ابن بيئته يطلع على مافيها ويتأثر سريعا بما يجري في محيطها سلبا او ايجابا ويؤثر فيها، كذلك فاننا نتمنى ان تتوحد وتتضافر جهود المراكز والجمعيات الاسلامية في هذا المجال لوضع مناهج وخطط تعليمية تربوية موحدة يتم تحديد اهدافها والعمل بها مرحليا، ويجري تقويمها بين فترة وأخرى من قبل مختصين لهم معرفة بالظروف والاحوال والبيئة التي تعيشها الجاليات المسلمة في الغرب، اذ نلاحظ ان لكل جمعية ومركز منهجا دراسيا ان وجد دراسيا خاصا به، وبالمناسبة فان لدينا في المركز بالتعاون مع بعض المؤسسات الاسلامية تعاون في تنظيم الدورات التعليمية والشرعية، كما ان لدينا دراسة متكاملة عن انشاء صندوق وقفي للتعليم ونقوم الآن بالاتصال ببعض المؤسسات الاسلامية في بريطانيا من اجل تطوير هذه الدراسة ووضع نظام الصندوق وسيتم الاعلان عنه ان شاء الله عندما تكتمل كافة جوانبه وجميع المؤسسات والمسلمين في بريطانيا مدعوون للاسهام في هذا الصندوق الذي هو صندوق الجميع.
* هل لنا ان نعرف ابرز برامجكم المستقبلية؟
سيواصل مسجد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود والمركز الاسلامي في ادنبرة بعون الله تعالى وفق برامج وخطط مرسومة ومدروسة العمل على خدمة الاسلام والمسلمين والامم والشعوب التي تعيش في المنطقة بتهيئة المكان المناسب لعبادة الله، واجتماع المسلمين، والدعوة الى الله على بصيرة، ونشر الاسلام بالطرق الصحيحة، وكذلك خدمة الجاليات المسلمة، وتعليم ابناء المسلمين امور دينهم، وعقد الملتقيات ونشر اللغة العربية، وتقديم المساعدات للوافدين الى هذه البلاد، وتسهيل مايعترضهم من مشكلات وتوفير الكتب والمراجع الاسلامية، وجعلها في متناول طالبيها، بالاضافة الى اقامة المحاضرات والندوات والدروس، ولايعد ما اشرنا اليه من المناشط الا لمحة موجزة للاطلاع وليست غاية التطلع والطموح في المركز، فللمركز خطة وسلسلة من البرامج الدعوية التي يعتزم بمشيئة الله تعالى تنفيذها قريبا، فيها مايناسب غير المسلم، والمسلم الجديد، والمرأة المسلمة، والشباب، وعامة المسلمين.ولاشك ان مايقدمه المركز في مناشطه المختلفة جاء بتوفيق الله عز وجل ثم بفضل مايجده هذا المركز من دعم سخي من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه ومايحظى به من اهتمام ورعاية متواصلة من لدن صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز ال سعود، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء وفقه الله الذي اولى هذا المركز عناية خاصة، والتوجه والمتابعة الدائمة من معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الامين العام لرابطة العالم الاسلامي، ورئيس مجلس امناء المركز، والمؤازرة والدعم واسداء النصح والارشاد من معالي وزير الشؤون الاسلامية و الاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، للمراكز الاسلامية في انحاء العالم وتذليل الصعوبات التي تواجهها عامة وهذا المركز على وجه الخصوص.
|
|
|
|
|