أمِنْ حادي الأرواح رأسُك أشيبُ

ودمعك ذو سمطين في الخد كبكبُ

وعلمك في الأحداث أنك هالك

وأن لك العبرات يوماً ستسكب

أجدك ما تنفك في الأمس ضاحكاً

وفي اليوم محزوناً معناً تنصب

تصاحبك الأيام طوراً وتارة

تصد بوجه عنك منك يُقطَبُ

سفنجة حرباء ذات تقلب

على أي حال كان منها التقلب

وما ذاك إلا أنها ذات أوجه

تشرق حيث الجد كان وتغرب

فدعها وقل للشعر هلا بلاغة

بها الجن فَدْمٌ حائرٌ متعجب

ترى الجن في الشرفات أعور ناظراً

بعين وعين ليلها ليس يذهب

وإني أرى الجني نصفاً ونصفه

خيال غريب الطيف بل هو أغرب

وما بي من مس ورقية ساحر

ولكنما شعر له الجن تطرب

أبا الجد إلا أن أقول قصائدي

بليل بهيمي به الجن أصحب

وليل دجوجي كأن نجومه

فوانيس رهبان بها الدير تطلب

فيا لك من جد تعاور نجمه

وصار إلى ليل العفاريت كوكب

فيا ليل لا أدري بأية حالة

بك الشعر أرقيه وفيما أكتب

أأكتب آهات الأسى بأية حالة

وأفصح عما في فؤاد يعذب

وألبس تاج الحزن منك مسربلا

بسربال ثكلى معجم ليس يعرب

وألطم في الخدين ضرب نياحة

كأني نعيت الغب والقوم أوب

أجسد حال القدس وهي أسيرة

أيدي يهود الغرب والشرق أقرب

أني بها تجري فتركض تارة

وتكبو على وجه فتمشي تخبب

تراها كأن الأسر أبلى ثيابها

ومزق رسغيها الحديد والمكلب

تبيت تنادي الليل والليل ذاهب

وتضحي تنادي الصبح والصبح أذهب

أنا القدس يا أذن العروبة فاسمعي

ويا عزة الإسلام أنت المؤنب