| تحقيقات
* تحقيق/ فارس القحطاني:
مع اقتراب نهاية العام الدراسي وبدء مرحلة الامتحان، تشهد المقاهي اقبالاً كبيراً من مرتاديها واغلبهم من الطلبة لمحاولة استذكار دروسهم مع بعضهم البعض وقد أجرت «الجزيرة» لقاءات مع بعض هؤلاء الطلبة لمعرفة أسباب ارتيادهم لمثل هذه الأماكن، وهل هو لمجرد التقليد للغير؟ أم حاجة ضرورية تساعدهم على اجتياز الامتحانات بالتجمع وتبادل المعلومات ومناقشة الأسئلة المفترضة وفهم المواد من جميع جوانبها؟ فإلى تلك الآراء:
لماذا المقاهي؟
الطالب سلطان عسيري حدثنا عن سبب ارتياده المقاهي مشيراً إلى أن ذلك ليس باستمرار كما هو الحال للبعض. وقال: أنا أرتاد المقاهي في أوقات كهذه لأنها تمثل الوقت الأنسب حيث قرب نهاية السنة الدراسية ولا يوجد ما يدفعني إلى الذهاب للمدرسة لأنه لا يوجد بها سوى مراجعة المقررات الدراسية وهذا شيء ممل؛ لذلك فإنني لا ارتاد المقاهي إلا في مثل هذه الأوقات من السنة وبالأخص أثناء أيام الأسبوع ولكني لا أنكر ذهابي إليها في أيام العطل المدرسية ونهاية الأسبوع وهذا ما يدفعني وزملائي إلى ارتيادها، ولو أنه كان يوجد بالمدرسة ما يشغل وقت الفراغ من الأنشطة الرياضية والترفيهية لما أتيت إلى هذه المقاهي علماً بأنها لا تبعد عن منزلنا كثيراً وخاصة وأنا أقود سيارتي فأنا لا أحمل هم المشوار أو بعد المكان وهكذا طوال الأسبوع.
وحول طريقة هروبه من أسوار المدرسة أجاب كما هي الطريقة التقليدية وهي القفز من فوق أسوار المدرسة حيث أذهب إلى آخر المدرسة وأتشبث بالسور وأقفز إلى الخارج حيث تكون السيارة في الأسفل وفي نفس المكان الذي وضعتها فيه قبل الدخول للمدرسة في الصباح لكي لا يلاحظ حارس المدرسة بأن واحدة من السيارات قد فقدت أو تستعد للخروج والهروب ولكن في بعض الأحيان تكون هناك إحدى الدوريات الأمنية التي تقوم بعملها الروتيني فلا نستطيع الخروج إلا إذا ذهبت هذه الدوريات.
ü الطالب سعد العجمي وفي سؤال حول سبب ارتياده للمقهى أجاب: إنني آتي إلى هنا في أغلب الأحيان لمتابعة مباريات كرة القدم وخصوصا المباريات الأوروبية ويكون ذلك عن طريق القنوات الفضائية المشفرة التي لا تتوفر لدينا في المنزل لذلك أذهب إلى المقاهي لمتابعة الفرق الأوروبية وغيرها وأنا بطبعي أحب مشاهدة كرة القدم ومتابعة تفاصيلها وكذلك فإن فارق التوقيت بيننا وبين أوروبا هو الذي يدعوني إلى الحضور في مثل هذه الأوقات لأنها تكون في فترة العصر أو بعد الساعة الرابعة عصراً لديهم تكون لدينا الساعة الواحدة ظهرا لذلك أضطر إلى الخروج ومتابعة المباريات في المقاهي التي توفر لنا القنوات الفضائية المشفرة والمتخصصة في مباريات كرة القدم العالمية.
جاهزية الأعذار
وحول طريقة خروجه من المدرسة أجاب بأنه إذا كانت هناك مباراة ذات أهمية في ذلك اليوم فلا أذهب إلى المدرسة في الأساس فأقوم بالتجول بالسيارة في الرياض وبين المراكز التجارية ثم أذهب إلى المقهى إذا قرب وقت المباراة وهكذا استمتع بمشاهدتها وكذلك أعلم بأن هذا يترتب عليه الشيء الكثير من حيث ابداء العذر لدى الأهل عن عدم الذهاب إلى المدرسة وكذلك تقديم العذر لإدارة المدرسة لعدم الحضور لذلك فإنني أكذب على الأهل واتعذر بأن السيارة قد تعطلت أثناء ذهابي إلى المدرسة ولكن من حيث تقديم العذر للإدارة المدرسية فإني اتصل بكل من أعرف لإعطائي عذراً سواء مرافقة مريض أو مراجعة طبيب أو حتى بتقديم عذر بأنني كنت في التوقيف لمخالفة مرورية حتى أهرب من المساءلة من قبل إدارة المدرسة وهذا ينجح أحياناً معي وذلك بفضل أحد أقاربي الذي يوفر لي العذر أو السبب عن عدم الحضور.
كما التقينا بالطالب عبدالله الخالدي الذي كان في قمة سعادته وفرحته.
عند سؤاله حول سبب ارتياده المقهى أجاب: كما تعلم بأن اليوم هو يوم الأربعاء ويليه يوما الخميس والجمعة إجازة نهاية الأسبوع فهذا هو السبب الذي دعاني إلى القدوم إلى المقهى مع الزملاء لتمضية الظهر معاً نلعب الورقة ونتحدث عن المدرسة والامتحانات وعن مشكلات قد تحدث في المدرسة بين المدرسين والطلاب وغيرها وبعد صلاة الظهر أذهب إلى المنزل وكذلك هناك ملاحظة بأن الحصة الأخيرة لم يحضر المدرس مما زاد في من رغبتي الخروج وأنا أكثر علماً بأن المدرسة كانت حريصة على عدم خروج الطلاب إلى انتهاء وقت الدوام الرسمي.
وحول طريقة خروج الخالدي من المدرسة أجاب بأنه من حسن حظه بأن أحد أقاربه يعمل في أحد المستشفيات الحكومية مما أعطى الخالدي الفرصة إلى طلب موعد طبي مع أحد الأطباء بالمستشفى في وقت الظهيرة ليتسنى له الخروج من المدرسة وكما هو الحال لمجموعة من زملائه الذين يتمكنون من الحصول على موعد طبي بكلمة أخرى عذر طبي للخروج من المدرسة وبهذه الطريقة فإنه يتمكن من الخروج والدخول إلى المدرسة دون محاسبة أو مساءلة.
وعن مصروفه اليومي فإنه يجيب بأن أهلي يقدمون لي 20 ريالاً مصروفاً يومياً وأياماً أحصل على 15 ريالاً أو عشرة ريالات ورغم كل ذلك فإنني ارتاد المقهى وبالأخص يوم الأربعاء من كل أسبوع وذلك في أغلب الأوقات ويقول الخالدي بأنه يصرف من 2030 ريال يومياً على المقهى لاشباع رغباته من التعسيل والعصيرات ومشاهدة القنوات المشفرة التي لا تتاح في المنزل لديه.
وأخيراً التقينا بالطالب عوض الرويلي حيث أجاب عن سؤال حول سبب ارتياده المقهى أجاب بأنه يرتاد مثل هذه المقاهي وذلك بحب قضاء وقت الفراغ وفي سؤال حول اليوم الدراسي أجاب بأنه يدرس وفي المرحلة الثانوية ولكن في المساء أي الليلية وذلك لارتباطه بعمله كبائع خضار وهذا السبب الذي يدعوه إلى القدوم إلى المقاهي وبعد العصر يقوم ببيع الخضار والفواكه ثم بعد صلاة المغرب يذهب إلى المدرسة لاتمام الدراسة وهكذا فإنه لا يعاني من الخروج من المدرسة أثناء الدوام أو الهرب منها للذهاب للمقهى فإنه يتمتع بوقته في المقهى في فترة الصباح ثم يحضر للدراسة في المساء، وهكذا فإنه غير مضطر لتقديم أعذار واهية حول أسباب الهرب أو التأخر كما يفعلها أقرانه في فترة الصباح.
البعد عن أجواء المدرسة
والتقينا مع أحد الطلاب )خالد سالم( الذي قال إن أحد أسباب قدوم الطلاب إلى المقاهي مجرد تغيير جو الدراسة، واستمر يقول قد يتعرض أحد الطلبة إلى موقف حرج من قبل زملائه الطلاب أو أحد المعلمين بالمدرسة مما يسبب مشاكل بين الطالب وزملائه أو معلمه ويزداد الأمر سوءاً عندما يكون المعلم يدرسه أحد المواد..
وأشار خالد إلى أن الطالب يحاول الهروب من هذه المواقف التي قد لا ينساها الطلبة ولا المعلمون مما يؤدي إلى نشوب مشاجرات بين الطالب وزملائه أو مع المعلم نفسه وهذا الأمر قد يشعر الطالب بعدم الرغبة في حضور المدرسة سواء لسبب كرهه للمدرسة أو المدرس شخصياً.. وهنا لا يستطيع الطالب العودة إلى منزله خوفاً من توبيخ والديه له.. ويفضل الذهاب إلى المقاهي حتى انتهاء اليوم الدراسي وبعدها يعود الطالب إلى المنزل وكأن شيئاً لم يحدث.
والتقينا الطالب فيصل العتيبي الذي قال: الطالب لا يرغب في حضور المدرسة في بعض الأيام خصوصاً أيام وسط الأسبوع بسبب قربها من نهاية الأسبوع الدراسي فيحاول تمضية الوقت في المقاهي لمتابعة بعض الأفلام وشرب المعسل.
وأشار إلى أن بعض الطلاب يتواعد مع زملائه من مدرسة أخرى بأن يقابلهم في أحد المقاهي أو يمرونه في مدرسته لالتقاطه للذهاب اينما أرادوا ويستمر العتيبي في طرح أحد المواقف وكيف تمكن من الخروج من المدرسة حيث قال في أحد الأيام أردت الخروج من المدرسة ولم أجد سوى أن اتظاهر بالارهاق الشديد.. وعندما سألني المدرس عن المشكلة قلت له بأن والدي كان لديه ضيوف ليلة أمس لم يخرجوا من البيت إلا الساعة الثانية صباحاً وبعدها ذهب إلى النوم ولم أنم جيداً فتأثر المدرس بالعذر فسمح لي بالمغادرة واغتنمت الفرصة للذهاب إلى المقهى.
ويضيف بقوله بأنني في اليوم التالي أحضرت ورقة تفيد بأنني مريض وبعد أن قرأ المعلم العذر قام بإلغاء الغياب وكذلك فعله معي بقية المدرسين.
الدراسة في المقهى أفضل
التقينا مع الطالب موسى الخضير حيث يقول أحد أسباب ذهابي إلى المقهى يعود إلى وجود جو دراسي جيد خصوصاً في أوقات الامتحانات النهائية حيث نجتمع مع بعض الأصدقاء لاستذكار الدروس..
وأشار الخضير إلى أن جو البيت غير مناسب أبداً للدراسة خصوصاً بوجود اخوانك الصغار وطلبات البيت وغيرها. وتطرق إلى أن عدداً كبيراً من الطلبة يأتي للامتحان وهو لم ينم يأتي وهو «مواصل» من أمس وبالذات في امتحان المواد الصعبة مثل الفيزياء والكيمياء والرياضيات.
وأضاف بأن مثل هذه التجمعات تجعل فهم المادة أكثر سهولة منه خلف مقاعد الدراسة.
واستمر الخضير بقوله بأننا نعتمد على بعض الملخصات الدراسية التي يحتفظ بها الطلبة السابقون وبعض أوراق الامتحانات من السنوات الماضية التي تعطينا بوضوح ماذا سوف يأتي من الأسئلة؟ وما الذي ستركز فيه أسئلة الوزارة بشكل عام؟
ويستمر في شرح أسباب الذهاب للمقاهي أوقات الامتحانات النهائية خصوصاً بأن أي شخص لا يستطيع أن يستذكر دروسه مع أصدقائه داخل منزل أحدهم سواء لضيق المكان أو وجود اخوانه يدرسون هم أيضاً داخل البيت.. فيقول لا يبقى أمامنا سوى المقاهي حيث يتوفر جميع ما نريد من شرب وأكل وغيرها.. وهي أفضل من التجمع في منزل أحد الأصدقاء.
|
|
|
|
|