| الريـاضيـة
رغم مضي قرابة ثماني سنوات على تطبيق نظام الاحتراف في الأندية السعودية إلا أننا للأسف لانزال نعيس تحت مطالبات الولاء والانتماء في الأندية مما يجعل الاحتراف عندنا اسما بلا معنى أو هوية.
يجهل الكثيرون أو يتجاهلون ان اللاعب المحترف مدة صلاحيته الكروية لاتتجاوز 15 عاما يبحث فيها كل سبل رزقه وهذه الفترة تمثل كل عطائه وقمة نضوجه الفكري والعملي وبعدها تنتهي فترة عمله الاحترافي ويحال إلى التقاعد الرياضي.. من هذا المنطلق يكون اللاعب له حرية البحث عن أفضل وسيلة لزيادة دخله المادي فيظل يبحث عن العروض الأفضل له من أجل تأمين مستقبله في حياته بعد نهاية احترافه..
ولكن اللاعب يصدم عندما تقابل رغبته هذه وطموحه بضغوط إدارية وشرفية تطالبه بعدم الانتقال وتضغط عليه بشعارات الولاء والانتماء والحب للنادي..
فما الفائدة من تطبيق نظام الاحتراف إذاً في أنديتنا..؟!!
نعم ما الفائدة إذا كان فيها من لايزال يمارس الضغوط على لاعبي الفريق المحترفين بشعارات لن تخدم هذا المحترف بعد اعتزاله الكرة..؟!
لقد تفاجأنا وصدمنا ونحن نقرأ مايتعرض له نجومنا من انتقادات وهجمات إعلامية خاصة ما حصل لابراهيم ماطر ومحمد الخليوي وأحمد الدوخي والحسن اليامي وطلال المشعل وقبلهم ماتعرض له خالد مسعد وعبدالله سليمان ومرزوق العتيبي وفهد الغشيان وأحمد خليل.. كل هذا يحصل لنجومنا من أناس يتجاهلون متطلبات النجوم وثمرات الاحتراف..
فلماذا هذا الاصرار على الجهل بنظام الاحتراف ولماذا نحول دون رغبات نجومنا في تأمين مستقبلهم..؟!!
* المؤسف أكثر أن مانقرأه من حملات تنظم ضد من يفكر في الانتقال تأتي من كتّاب أمضوا أكثر من نصف عمرهم في هذا المجال ولم تتطور عقلياتهم وكتاباتهم لتواكب هذا التطور الرياضي في بلادنا.. مما يفضح جهلاً في بعض فئات كتابنا يدعمه التعصب الأعمى..
* لقد أصبح الأمر ملحاً لوجود لجنة احترافية خاصة تكون مهمتها حماية نجومنا من مثل هذه الهجمات التي يتعرضون لها وحمايتهم ممن يقف جداراً عائقاً دون تحقيق أحلامهم في الانتقال أو تأمين المستقبل.
لقد طرح الاحتراف وعمل به لخدمة أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية بحيث يطور اللاعب مهاراته الفردية ومن أجل إيجاد شيء من التقارب الاجتماعي والتعاون الرياضي بين الأندية لإذابة جليد التعصب الذي لايزال يطبق على الكثير من الجماهير الرياضية.. ولكنا وللأسف نتحسر على ثقافتنا الاحترافية عندما نقرأ من لايزال يرفع شعارات الحب والولاء والانتماء.
* يجهل الكثيرون ان اللاعب في ناديه يمل ويشعر بالاحباط بعد سنوات مع ناديه حيث يرغب بعدها في التجديد والانتقال فيبحث عن جو صحي آخر يقدم فيه مهاراته ويطور موهبته وهذا طبعاً مايكفله له نظام الاحتراف الجديد الذي للأسف لم نستوعبه بعد..!!
* لقد كنت ومازلت أتساءل عن فشل جميع التجارب الاحترافية لنجومنا في الخارج رغم قلتها..؟!
لكن الذي يظهر واضحاً للعيان أن أسباب قلة هذه العروض والتجارب الاحترافية لنجومنا في الخارج هو تكتم وإخفاء عروض الانتقال وطلبات الاحتراف من قبل إدارات الأندية ومشرفيها رغبة منها في عدم التفريط في لاعبي الفريق.. فيما تقابل عروض أخرى بالتسويف والبرود الإداري والمماطلة حتى يتم قتل هذه العروض ومن ثم وأدها وهذا هو الذي تريده إدارات الأندية.. ولا نستغرب هذا في ظل غياب الكوادر العلمية المؤهلة عن إدارات انديتنا، وتفضل العمل بقدامى نجوم الفريق ممن اشتهروا بالولاء والانتماد للنادي..!!
* وهكذا وبمثل هذه الخطوات الإدارية والشعارات القديمة والعقيمة سنظل نتأخر خطوات أكثر وأكثر في زمن عقول لاتزال تطالب بالولاء والانتماء فيسهمون في مانسميه )احتراف الاحتراف(..!!
مفرح عويس الصخابرة
|
|
|
|
|