| نادى السيارات
معظم السائقين يتقيدون )إن طواعية أو كرهاً( بحزام الأمان، مع العلم أن معظمهم لم يتقيد به إلا بعد سريان مفعول تطبيق العقوبات بحق من لم يربط الحزام، والدليل على ذلك أن معظم المسافرين على الخطوط السريعة )ومن واقع الملاحظة الشخصية( لا يتقيدون بحزام الأمان في الوقت الحالي.
وفي الحقيقة فإن اللوم لا يقع على إدارة المرور في هذا الخصوص، فالإدارة قامت مشكورة بجهد كبير في توعية الناس بأهمية حزام الأمان، ولا جدال في ذلك ولكن الأسئلة التي تطرح نفسها هنا هي:
1. هل ربط الحزام يقلل من نسبة وقوع الحوادث؟ بالتأكيد لا، فهو يقلل من شدة الإصابة فحسب.
2. هل التقيد بحزام الأمان أدى إلى تحسن أسلوب القيادة في الشوارع؟ بالتأكيد كلا، والدليل على ذلك ما نراه الآن، ومع الأسف الشديد، من غياب الانضباط السلوكي أثناء القيادة، فالتهور ما زال موجوداً بأنواعه: كالسير على أكتاف الطرق، والتجاوز بشكل سريع ومخيف، والانعطاف المفاجىء والخطير من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين.. إلخ.
3. هل من المعقول أن يتركز اهتمام رجال المرور على تخفيف الإصابة التي يتعرض لها السائق أو الراكب)والمتمثل هنا بمبدأ حزام الأمان( دون التركيز على معالجة أسباب وقوع الحوادث؟
ومن المؤسف حقاً أنك ترى من يقود سيارته بشكل متهور وملتوٍ في الوقت الذي ربط فيه هذا السائق حزام الأمان!
ومن المحزن أيضاً رؤية ذلك السائق الذي ربط حزام الأمان في الوقت الذي نجد فيه بعض العمال أو الأطفال يجلسون في الصندوق الخلفي للوانيت، بل مما يدعو للغرابة أنك تجد كثيراً من المراهقين الذين يمارسون التفحيط وقد التزموا بحزام الأمان )!( حتى إذا ما رأوا سيارة الشرطة كان حزام الأمان وسيلة نجاتهم من الوقوع في قبضة رجل الأمن.
وتعجب من ذلك السائق المستهتر الذي احتزم برباط الجأش )أقصد بحزام الأمان( في الوقت الذي أوقف سيارته في المسار الأيمن عند الإشارة مانعاً السائقين الآخرين من الانعطاف باتجاه اليمين!
صور كثيرة ومتناقضة نطالعها يومياً ونتألم لها، ومن الإجحاف القول بأن المسؤولية في هذا تقع على جهاز المرور لوحده، إذ من غير المنطق أن يطلب من رجال المرور الحضور في كل مكان وزمان، فالمواطن والمقيم يلعبان دوراً كبيراً في تنظيم عملية المرور وتهذيب أسلوب القيادة وبالتالي تقليل نسبة الحوادث.
إن عملية الإصلاح للمشكلة المرورية لا تتأتى عبر حملات إعلامية من وقت لآخر، كما أنه من غير المعقول تخصيص فترات طويلة تصل إلى سنة من أجل تصحيح وضع معين )كما في حملة حزام الأمان( وإلا فإننا سنحتاج إلى عقود طويلة حتى نصل بالوعي المروري إلى المستوى المطلوب )علماً بأن هذا الوعي المروري أو الحضاري يظهر فجأة لدى البعض عند ذهابه إلى دول أخرى متحضرة! فهل الوعي المروري مرتبط بالمكان؟(.
إن عملية الإصلاح هذه تحتاج إلى برنامج وطني متواصل مدته )10( سنوات على الأقل، شريطة أن يطبق فيه المفهوم الصحيح للمرور السري الذي يعني وجود سيارة مدنية فيها رجلا أمن يحملان قسائم المخالفات بحيث يتم ايقاف السائق الذي يرتكب مخالفة ما فوراً، وذلك عن طريق اخراج جهاز )سفتي( صغير يمكن مسكه باليد ويوضع فوق سقف سيارة المرور )أو الشرطة( بحيث يلتصق هذا الجهاز بسقف السيارة عن طريق قوة جذب المغناطيس المدمج في نفس الجهاز )وهذه الطريقة معروفة ولا تحتاج إلى تفصيل أكثر(. فإن رفض السائق الوقوف، فما على أفراد الدورية سوى الإبلاغ بالحادثة، ومن ثم تكون اجراءات القبض على هذا السائق لاحقاً بواسطة الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالة.
- للحديث بقية -
محمد السابر
|
|
|
|
|