| القرية الالكترونية
هناك وللاسف قليل يمكن ان يقال عن تقنية المعلومات لدينا نحن العرب ففي احسن الاحوال يمكن ان يقال عنا مستخدمين غير محترفين لتقنية المعلومات وحتى لا نكون متجنين على الحقيقة فلابد من الاعتراف بوجود ارهاصات واعدة لمستقبل معلوماتي تقني افضل ففي هذا البلد الطاهر هناك اهتمامات كريمة من ولاة الامر حفظهم الله للتركيز على مشاريع المعلوماتية والاتصالات وهذا دليل على جدية التحول الى هذه التقنية الحيوية وفي دول الخليج الاخرى هناك توجهات ملحوظة للاهتمام بتقنية المعلومات وتقنيات الانترنت مثل التجارة الالكترونية والحكومة الالكترونية وغير ذلك وتأتي امارة دبي على رأس المهتمين بهذه التقنية حيث قطعت مشوارا متقدما نحو التحول الى المجتمع المعلوماتي وقد انشئت مدينة للانترنت لتكون اساسا للصناعة المعلوماتية في تلك الامارة وفي مصر هناك ارهاصات لميلاد صناعة معلوماتية خاصة في مجال البرمجيات كما انشئت وزارة خاصة بالمعلومات والاتصالات وفي بعض الدول الاخرى مثل الاردن ولبنان وغير ذلك من الدول العربية بدأ الاهتمام بانشاء البنى التحتية لتقنية المعلومات وفي المقابل هناك الكثير يمكن ان يقال عن عدونا الاسرائيلي وعن تقنية المعلومات على الرغم من ان الكثير من الناس والمثقفين لا يطيب لهم التحدث عن تقدم اسرائيل وحجتهم في ذلك ان التحدث عن انجازات اسرائيل يثبط الهمم لدينا وهذا المفهوم اقل ما يقال عنه انه ساذج فحتى ان لم نحب ان نتعرف على تفوق عدونا علينا في كثير من المعارف فان منجزاتهم سوف تتحدث عن نفسها وسوف نشاهدها على الصعيد العملي اليومي وحينئذ يحق لنا ان نسائل اولئك الخائفين على مشاعرنا وهممنا من التثبيط ماذا سوف يكون مصير هممنا عندما نسمع عن انتصارات العدو الاسرائيلي في جميع شؤون الحياة؟
هناك كما قلت الكثير عن انجازات اسرائيل في مجال تقنية المعلومات والذي يعجز هذا العمود عن استضافته لسنوات ونحتاج الى مجهودات هائلة وسنوات طويلة لتضييق الفجوة الناتجة عن تقدمهم وعن تأخرنا شئنا التحدث عن ذلك ام لم نشاء فهذه الحقيقة.
لقد اصبحت اسرائيل احدى الدول المصنعة لتقنية المعلومات بينما لا زلنا نحن مستخدمين بدائيين لهذه التقنية فهي )اسرائيل( تخطط من الآن لتكون اللاعب الرئيسي المسيطر في السوق الشرق اوسطية كما يخطط له في عواصم الغرب وهو المخطط الذي يضمن لاسرائيل تفوقها في مجال التكنولوجيا الدقيقة بصفة عامة وفي تكنولوجيا المعلومات بصفة خاصة حيث يكفل هذا المخطط سيطرة اسرائيل على الصناعة المتقدمة تاركا للعرب الصناعة التقليدية مثل صناعة الاسمنت والاسمدة والصناعات الكيماوية واسرائيل قد بدأت في تنفيذ هذا المشروع على الرغم من تعثر قيام السوق الشرق اوسطية على الاقل في الوقت الحاضر الذي تطمح لقيامه اسرائيل والغرب من ورائها حيث بدأت تستغني تدريجيا عن صناعتها التقليدية لتقيم بدلا منها الصناعات ذات التكنولوجيا الرفيعة.
)المرجع: الثقافة العربية وعصر المعلومات د. نبيل علي(
نفهم من هذا الكلام حسن قراءة الكيان الاسرائيلي معطيات الواقع والتخطيط للمستقبل فحين صار الاتجاه العالمي في التحول من التركيز على الصناعات التقليدية التي تكون فيها الآلة وكثافة اليد العاملة المشغلة لها هما العنصرين الاساسيين الى التركيز على الصناعة الفكرية ان صحة التسمية التي يكون العقل البشري هو المسير ومن ذلك صناعة المعلومات وصناعة الخدمات لهذا جاء دور الاهتمام بالتعليم والتدريب وتثقيف المجتمع.
في الاسبوع القادم سوف نرى ان شاء الله كيف اعدت اسرائيل لذلك التحول.
mmshuhri@yahoo.com
|
|
|
|
|