| الثقافية
حكاية تروى من فم النسيان تقول:
وجه ثعبان عضة قاتلة للابن الرضيع الذي ولد للتو لصاحب الكوخ الذي يسكن به الثعبان.. قرر الأب حزناً على ابنه أن يقتل الثعبان. فأخذ فأسه في اليوم التالي، وعندما خرج الثعبان يبحث عن الطعام، جاءته تلويحة بفأس بطريقة مستعجلة أخطأت رأس الثعبان وقطعت مؤخرة ذيله فقط.
وبعد مضي بعض الوقت. وخوفاً من أن يعضه الثعبان أيضاً، قرر صاحب الكوخ ان يقدم على مصالحة الثعبان. فقام بوضع بعض الخبز والملح في جحر الثعبان!!
حينها همس الثعبان بصوت خافت هزيل: )من الآن فصاعداً لن يكون هناك سلام بيننا(.
فسوف أتذكر فقدي لذيلي في كل مرة أراك فيها.. وسوف تفكر في موت ابنك في كل مرة تراني فيها!!
إنها قصة تذكرني بمقولة هندية تقول: )لكي تثأر احتفظ بجروحك حمراء كالدم(!!
إن القفز فوق التاريخ يقتضي نسيان التاريخ.. لأن كتب التاريخ تعيد الجراحات، وتشعل الصراعات.. ولقد صدق الشاعر الكبير الزهاوي عندما قال:
وما كتب التاريخ في )بعض( ما روت
لقرائها إلا حديث ملفقُ
بصرنا بأمر الحاضرين فرابنا
فكيف بأمر الغابرين نصدقٌ؟! |
***
يروى ان ولد الظبي قال لأمه: )أنتِ أضخم من الكلبة وأسرع، ومعتادة على الجري، ولك قرون تذودين بها عن نفسك: فلماذا اذن يا أماه تخشين الكلاب، وتخافين منها الى هذا الحد(؟!
ابتسمت الأم قائلة: )إنني أعلم جيداً يا ابني بأن كل ما تقوله حقيقة.. وامتلك الميزات التي ذكرتها... ولكني بمجرد سماع نباح كلب واحد، يكاد يغمى علي، وأهرب مسرعة بقدر ما استطيع!!
إن الجبان جبان أينما كان!!
ولكن الكلب نباح.. لهذا يقول نابليون القائد الفرنسي المشهور إن ثرثاراً واحد يمكن ان يغلب عشرة آلاف صامت... لهذا الصوت الصوت.. ألا إنما القوة الصوت!!
وجاء في سير الفلاحين حكاية مفادها )أن احد المزارعين كان لديه شجرة تفاح لا تثمر، لهذا هي ملاذ للعصافير والجنادب.
وقد قرر الفلاح ان يقوم بقطعها يوماً ما، وأخذ الفأس في يده ، ووجه ضربة قوية الى جذوعها. وتوسلت إليه الجنادب والعصافير ألا يقوم بقطع الشجرة التي آوتهم، وأن يبقي عليها، وانهم في المقابل سوف يغنون له ويخففون من أحزانه، ولكن الفلاح لم يعر توسلاتهم أي انتباه ، وضرب الشجرة مرة ثانية وثالثة بفأسه وعندما وصل الى تجويفها وجد خلية مليئة بالعسل!! وبمجرد تذوقه قرص العسل، رمى الفأس ونظر الى الشجرة كشيء ثمين، وأخذ يرعاها رعاية فائقة؟!!
ولاحظ ان:
كل من في الوجود يطلب صيداً..
غير ان الشباك مختلفات!!
من دفتر السحاب:
فيا عجباً )للخلّ( يهتك حرُمتي
ويا عجباً للكلب كيف يصون!!؟ |
AL.ARFAJ@HOTmail.com
|
|
|
|
|