| الثقافية
ولد الشاعر الكبير عبدالله الفيصل بمدينة الرياض السعودية عام 1922، يُعد اكبر ابناء الملك فيصل بن عبدالعزيز، وعاش السنوات الخمس الأولى من حياته تحت رعاية جده المرحوم الملك عبدالعزيز في الرياض، فهو إذن قد ترعرع ونشأ في بيت الملك واليسر والثراء، وعاش بين كوكبة من نجوم الفكر والادب.
النشأة الثقافية: حصل على الشهادة الابتدائية في احدى المدارس في مكة المكرمة، وكانت هذه الشهادة آنذاك تعد في الحجاز من اعلى مراحل التعليم في الحجاز، بعد ذلك انكب على القراءة والتثقيف الذاتي، وكان مدمنا على قراءة الادب والتاريخ وكان الشعر احب الفنون الى نفسه.
لقد احب من الشعراء طرفة بن العبد النابغة الذبياني وامرأ القيس عنترة وعمر بن ابي ربيعة المتنبي ابراهيم ناجي احمد شوقي علي محمود طه وعمر ابو ريشة وقد حصل على الجائزة الدولية الكبرى للشعر الاجنبي، ومنح الدكتوراه الفخرية في الانسانية بقرار مجلس امناء الاكاديمية للعلوم والثقافة والمتفرعة عن مؤتمر الشعراء العالميين الذي انعقد في مدينة «سان فرانسيسكو» بالولايات المتحدة.
مجالات العمل: تقلَّب الشاعر الكبير عبدالله الفيصل في عدة مناصب عالية اتاحت له ان يتحسس قضايا عالمية من نوع خاص، فقد عينه جده الملك عبدالعزيز وكيلا لنائبه في الحجاز وفي عام 1370ه عين وزيرا للداخلية والصحة في آن معا، ثم تفرغ لوزارة الداخلية، ويعتبر من ابرز المساهمين في تشجيع وتنوير الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية.
ألحت عليه ميوله الادبية في ان يترك العمل الرسمي ليتفرغ للقراءة والاطلاع، والبحث في دنيا الادب والمعرفة ليشبع نهمه ويُطفئ ظمأه المتلهف للكلمة الحلوة والفكرة الواعدة.
الانتاج: يعتبر الشاعر عبدالله الفيصل من المنتجين الكبار في دولة الشعر فقد قال الشعر مذ صباه ومنذ ذلك الحين وقريحته تتفجر بالدرر الغالية ومازال نبعه فياضا ان ذلك كله يتمثل في:
ديوان «وحي الحرمان» صدر عام 1953م ثم صدرت الطبعة الثانية منه سنة 1980م.
ديوان «حديث القلب» صدر عام 1982م.
له مجموعة من قصائد الشعر «النبطي» ستجمع في ديوان مستقل.
سوف تظهر له الايام انتاجا آخر لانه مازال حاضرا في الساحة يتأثر بالاحداث وينفعل ويحس إحساساً مرهفاً يتجاوب مع هموم الانسانية في كل مكان.
تذييل: حصل الشاعر عبدالله الفيصل على وسام باريس الذي يمنح عادة مرة او مرتين كل عام لرؤساء الدول او رؤساء الحكومات او لرجالات الفكر او الانجازات العلمية وقد حصل عبدالله الفيصل على هذا الوسام تقديرا لشعره الذي ترجم الى الفرنسية في ديوان اطلق عليه «ديوان الحب».
في حفل التكريم الذي اقيم للشاعر الفيصل في مدينة باريس القى كلمة من بين فقراتها:
حضرات السادة يقول الله عز وجل في كتابه الكريم «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».
ان انبل واقرب سبيل للتعارف والتآلف بين الشعوب بعد سبيل الايمان الصادق لهو سبيل الثقافة بمعانيها الروحية السامية واهدافها الانسانية الجليلة.
لقد هام الملحنون بشعر عبدالله الفيصل ونقلوه الى عالم الغناء الساحر، ولعلنا نعرف ان قصيدة ثورة الشك التي لحنها رياض السنباطي وغنتها ام كلثوم هي من شعر عبدالله الفيصل اذ يقول فيها:
أكاد اشك في نفسي لاني
أكاد اشك فيك وانت مني
|
ايضا قصيدة «من اجل عينيك» انها للشاعر الكبير عبدالله الفيصل:
من أجل عينيك عشقت الهوى
بعد زمان كنت فيه الخلي
واصبحت عيناي بعد الكرى
تقول للتسهيد لاترحل
يا فاتنا لولاه ماهزني
وجد ولا طعم الهوى طاب لي |
|
|
|
|
|