|
| الثقافية
أن يُكرم الأمير عبدالله الفيصل فشيء طيب ومتوقع وهو أهل له.
لكن أن يمر هذا التكريم كما يمر أي تكريم، فهذا هو ما لا نريده.
إن التكريم الحق هو ذلك الذي يُخلِّف أثراً علمياً تتناقله الأجيال مستدلة به مفيدة منه في ما للمكرم من جهود كُرّم من أجلها.
عندما كرمت جائزة عبدالعزيز البابطين الشاعر العامي ابن لعبون أصدرت في يوم تكريمه جملة من الدراسات عن الشاعر وشعره، وأشياء أخرى متصلة بالأدب العامي. فمثل هذا هو التكريم الحق.
أما أن يجتمع الناس فيخطبون وينشدون، نشيد طيب، لكن ليس هو ما يراد من التكريم.
الأمير عبدالله الفيصل شاعر متميز كتبت عنه دراسات وبحوث جمة، فلو جُمعت كل هذه البحوث والدراسات ونشرت ثم وزعت في يوم تكريمه ليُمكّن منها الباحثون والدارسون لكان ذلك هو التكريم الخالد.
وبالمناسبة يمر بي في هذه الأيام اسم الأمير عبدالله الفيصل كثيراً لأني أُشرف على رسالتين علميتين عن أبيه الملك فيصل رحمه الله، إحدى هاتين الأطروحتين عن الملك فيصل في شعر الشعراء السعوديين.
والثانية عنه في شعر شعراء مصر والشام.
وبقيت ميادين أخرى تستحق مثل هاتين الأطروحتين أو أكثر.
ففيصل في شعر شعراء دول الخليج العربي واليمن والعراق والسودان ودول المغرب الأربع كل ذلك صالح لأمثال هاتين الأطروحتين.
ثم إن للملك فيصل مواقف سياسية مُستوجبة البحث والدراسة ليستفيد منها الآتون من أجيال هذه الأمة.
والأمير عبدالله كانت له مواقف لا تنسى أيام ان كان وزيراً للصحة والداخلية إلى ما له من تجارب في ميدان العمل الحر، وما له من إبداع أدبي تشهد به دواوينه الثلاثة وهي دواوين سبقت لي أحاديث عنها، حلق فيها تميزه في ميدان الإبداع الشعر الذاتي الوجداني إلى ما له من سهم في الشعر الوطني.
فهل سيجمع كل إبداعه الشعري في مجموع كامل؟
وهل ستجمع الدراسات التي كتبت عنه؟ ثم ينشر ذلك كله ويوزع في يوم تكريمه ليتمكن منه جميع المثقفين؟ ذلك ما نتمناه أن يكون، ليكون التكريم تكريماً خالداً.
|
|
|
|
|
