| وطن ومواطن
قيل: السعيد من وعظ بغيره وقيل التعيس من اتعظ به غيره. نحن معاشر الخريجين القدامى يصدق علينا المثل الثاني، فقد جرت العادة ان خريج الجامعة يتعين في الوظيفة التعليمية فور حصوله على درجة البكالوريوس. ولا فرق بين صاحب المعدل المتدني والمرتفع في التعيين اللهم إلا في مكان التعيين أحيانا. فلما وصلنا المستوى الأخير في الجامعة دوّت صيحات الإنذار معلنة الخطر ومفيدة أن صاحب المعدل المنخفض لا تعيين له ولا ظفر. تفاجأنا وحاولنا تدارك الوضع ورفع المعدل التراكمي الذي ما أصعب رفعه في المستويات الأخيرة. قمنا بزيارة للارشاد الأكاديمي لنتباحث القضية وإمكانية رفع المعدل من القبول الى الجيد، فقام الارشاد بعملية حسابية كان نتيجتها: ان ذاك ليس بالإمكان وأردف قائلا: حتى لو أحرزتم في المستوى الأخير معدل 100% فلا أمل في ارتفاع معدلكم وارتقاء تقديركم! وخرجنا من عنده ونحن نقول: لا حول ولا قوة الا بالله.
تخرجنا من الجامعة ولا تعيين لنا. مرت السنوات ونحن كذلك. فأصبحنا حقا تعساء اتعظ بنا زملاؤنا في المستويات الجامعية الأولى واعتبر بنا من لم يدخل الى أسوار الجامعة بعد.
كل ذلك حدث دون سابق إنذار.
نأمل من سعادة وزير الخدمة المدنية ووزير المعارف إعادة النظر في موضوع أبناء الوطن الذي يتسم بالعدل والمساواة وترفرف عليه الرفاهية والرخاء، أليس حسنا منكم تجاه أولئك الخريجين الذين لم تنذروهم ان تعذروهم. لماذا لا يعين هؤلاء القدامى ويراعى عند تعيينهم الأماكن القريبة وتحسب مدة انتظارهم التعيين خدمة لديكم والله يحفظكم.
علي محمد المبيريك - بريدة
|
|
|
|
|