| تحقيقات
* تحقيق صالح العقيل:
الاختبارات..هذه الفترة من عمر الطالب الدراسي والتي تعتبر بمثابة المرحلة التي يتم فيها قطف الثمار بعد زرعها طيلة أيام العام الدراسي.هذه المرحلة يعتبرها الطالب أسعد فترات العام الدراسي لقرب الإجازة دون مبالاة بالنتائج في حين يعتبرها البعض أصعب الفترات لما فيها من تحديد لهويته المستقبلية.وللتعرف على الطرق المناسبة والأوقات الجيدة وللاستذكار للامتحانات وأهم النصائح والارشادات الخاصة بالطلاب كانت هذه اللقاءات.
في البداية تحدث الاستاذ عبدالعزيز الجاسر مدير مدرسة ثانوية بالرياض حول هذا الموضوع حيث قال في هذا الوقت الذي يسبق الاختبار تتضح أهمية متابة المدرس أثناء الشرح من قبل الطالب وأهمية المذاكرة اليومية في عملية الاستيعاب والاستعداد للاختبارات النهائية فمن كان كذلك فإنه لن يشعر بتغير في أيام الاختبارات ولن يعتبرها فترة استثنائية تحتاج إلى حالة طوارئ من قبل الأسرة والآخرين المحيطين به، فهذا هو حال الطالب الذي لايعرف المذاكرة إلا في فترة ما قبل الاختبارات النهائية بقليل.
لا للمنبهات:
كما تحدث الاستاذ عبدالعزيز الرشيد مدرس في المرحلة الثانوية حيث قال إنني أنصح الطلاب بالبعد عن السهر وتناول الكثير من المنبهات مثل الشاي والقهوة لأن ذلك يضر بالصحة أولا ومن ثم ينعكس سلبياً على مستوى الفهم والاستيعاب وأكد الرشيد على أهمية التركيز أثناء المذاكرة بحيث لايكون الهدف فقط الانتهاء من المنهج بصرف النظر عن مستوى ماتم تحصيله لأن ذلك لن يخدم الطالب في الاختبار، وأشار إلى أن على الأسرة دور كبير في تهيئة الظروف المناسبة للمذاكرة دون تصعيد للأمر بحيث لا يضخم موضوع الاختبارات في نفس الطالب ويتعامل معه بشكل عادي وبنفس مرتاحة.
جدول للاستذكار
ثم تحدث الاستاذ أحمد السناني مدرس في المرحلة الثانوية حول هذا الموضوع حيث قال: إن على الطالب أن يشحذ الهمم ويحرك الشعور بالمسؤولية تجاه الاختبارات النهائية والتي تعتبر بمثابة المرحلة التي يتم فيها قطف وجني الثمار.
وأضاف أن المذاكرة المنظمة من خلال جدول يومي بل وقتي يعتمد على جدول الاختبار يساعد على تحفيز وانتظام والتزام الطالب بالمذاكرة في كل وقت مع الأخذ بالاعتبار فترات الراحة في هذا الجدول بحيث يكون الطالب في بيئة مناسبة للتعامل مع هذا البرنامج والجدول.
لماذا القلق... ؟!
كما تحدث الاستاذ عبدالرحمن الجربوع المرشد الطلابي في إحدى ثانويات الرياض حول هذا الموضوع حيث قال:
إن المذاكرة مطلب ضروري ليس من الآن بل كان من المفترض ان يكون منذ بداية العام الدراسي ولكن بعض الطلاب دائماً يشحذ الهمم في آخر العام الدراسي استعداداً للاختبار، في وقت تكون فيه درجاته بأعمال السنة ضعيفة نتيجة لتردي مشاركة المدرس داخل الحصة وعدم فهمه للموضوعات بسبب عدم مذاكرته، فتجتمع عليه الأمور ضعف بالدرجات واختبار لم يتبق عليه إلا أيام، وهذا الأمر يربك الطالب ويجعله في قلق وتفكير مستمرين ينعكس على قابليته حتى للأكل والغذاء وبالنهاية يضعف مستوى تركيزه واستيعابه فتتأثر نتيجته النهائية بالاختبارات، وللأسف هذا هو حال الغالبية من الطلاب ولكن لاحياة لمن تنادي وأضاف الجربوع أن الطالب يجب أن يتعامل مع الاختبارات بشيء من الأهمية دون تصعيد أو مبالغة كما يجب أن يتعامل مع المواد الدراسية كل مادة باعتبارها اختبار لابد من تجاوزه أي بشيء من التحدي للظروف حتى يشعر بما يملكه من امكانات وقدرات لو استغلها منذ بداية العام لكان التفوق نصيبه، وفيما يتعلق بالأسرة حث الجربوع على ضرورة تهيئة الجو المناسب للمذاكرة وتشجيعهم لأبنائهم الطلاب وحثهم على بذل العطاء والمثابرة وعدم السهر ومتابعتهم أثناء عزلتهم للمذاكرة فليس كل من يجلس لوحده يذاكر!!
لكل طالب طريقته
كما تحدث الطالب حسام القصاب الأول على صف أول ثانوي حيث يقول: إن الأساس في طريقة مذاكرة الطالب أن تكون له طريقة خاصة به تساير امكانياته العقلية والذهنية وقدرته على الحفظ والتركيز سواء كانت المادة تعتمد على الحفظ أو الفهم.
وأضاف، أن هناك مواد تحتاج إلى الفردية في المذاكرة لاعتمادها على الحفظ بينما هناك مواد تطبيقية تحتاج إلى الجماعية في المذاكرة لاعتمادها على الفهم من خلال التجريب والتطبيق ولكن لابد من الاشارة إلى ضرورة الاستفادة من الوقت وعدم ضياعة في الأحاديث الجانبية إذا كانت المذاكرة جماعية أما إذا كانت فردية فالحرص على ألا يضيع الوقت في أحلام اليقظة وحساب عدد الورق المتبقي لإنهاء مذاكرة المادة ... !
كما تحدث الطالب فهد صالح الزهراني الأول على الصف الثالث ثانوي القسم الشرعي حيث قال:
إنني ولله الحمد لا أشعر بالاختبارات لأنني مستعد منذ بداية العام الدراسي حيث إنني أتمتع بكل الأوقات اليومية لعب ومتابعة ومجالسة وغيرها ولكني أثناء شرح المدرس بالحصة لا أعرف أحداً غير صوت المعلم وتركيزي مع مايقول وفهمي لما يقول وحرصي علي الفهم من خلال المشاركة والسؤال.
ويضيف الزهراني أنه على الطالب أن يستعين بالله أولاً من ثم يثق بنفسه وقدراته مهما كانت درجة صعوبة المادة فليس هناك شيء مستحيل على الفهم والإدراك العقلي الذي ميزنا وأنعم الله به علينا من بين مخلوقاته بعد ذلك يستفيد في هذه المرحلة التي تسبق الاختبارات النهائية من كل دقيقة في المذاكرة المركزة التي تساعد على رفع مستوى التحصيل لديه من معلومات ومعارف خاصة بالمادة، كما يجب على الطالب اعتبار هذا الوضع بمثابة الدرس الذي لابد وأن يستفيد منه مستقبلاً حتى يتابع المعلم منذ بداية العام الدراسي أثناء الشرح فهذه المتابعة تختصر الكثير من الوقت والجهد المبذول من أجل تحصيل كل شيء في زمن يسير!!
بعد الفجر
كما تحدث الطالب عزام المهنا الأول على الصف الثالث ثانوي القسم الطبيعي حيث يقول إن أنسب أوقات المذاكرة هي من بعد صالة الفجر إلى ساعة الدوام المدرسي خاصة إذا كان الطالب نائماً مبكراً دون سهر، كما أن أوقات العصر وبعد صلاة المغرب وساعتين بعد صلاة العشاء لابأس بها أما السهر والمواصلة إلى الصباح فهذا نهج غير صحي ولايفيد الطالب في شيء غير التعب والمرض.
ويؤكد الطالب المهنا على ضرورة اعتبار هذه المرحلة مرحلة طبيعية بحيث لايشعر النفس بالمبالغة في الاهتمام والحرص الأمر الذي ينعكس على الاستقرار النفسي ويصيبه بالقلق والخوف اللذين قد يؤثران على أدائه للاختبارات فتأتي النتائج سلبية لا قدر الله.
التغذية والنوم
كما تحدثت الدكتورة عادلة التويجري أخصائية تغذية علاجية حول هذا الموضوع حيث قالت إنه ينبغي على الطلاب والطالبات الإقلال من تناول المنبهات مثل الشاي والقهوة ذلك لانها تنعكس على الشهية وقابلية النفس للأكل والذي نعتبره ضرورياً ومكملاً لتحقيق الاستعداد الذهني والعقلي للمذاكرة حيث إن الالتزام بمشاركة الأهل في تناول الوجيات الرئيسية الثلاث يومياً يحقق نوعاً من الاستقرار النفسي وهذا بدوره ينعكس على مستوى التحصيل من جراء المذاكرة، وتؤكد د. عادلة على ضرورة البعد عن السهر لأن هذا لايفيد في عملية المذاكرة التي تعتمد بالمقام الأول على الجوانب الذهنية النفسية والعقلية لدى الطالب أو الطالبة حيث ان الاستيقاظ المبكر وأداء الصلاة مع الجماعة بالنسبة للطلاب يعطي الجسم شعوراً بالارتياح والنشاط وتعزيز الرغبة والطموح والمبادرة في النفس، كما أكدت د. عادلة على أهمية دور الأسرة في هذا الجانب وعدم تصعيد أمر الاختبارات واعتبارها مرحلة عادية دون استثناء حتى لايصل الأبناء لمستوى الخوف والقلق والتوتر المسبق هذا مع الاهتمام بضرورة تهيئة المناخات المناسبة والظروف الملائمة للمذاكرة وعدم اشغالهم ببعض الأدوار داخل المنزل أو خارجه على مستوى الأسرة على الأقل خلال هذه الفترة إلى حين انتهاء الاختبارات.
|
|
|
|
|