| الريـاضيـة
** مراقب المباراة هو أهم عناصر نجاح الحكم أو فشله خلال المباراة بعد ثقة الحكم في نفسه وقدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة ولياقته المرتفعة، لأن المراقب هو «ترمومتر» الحكم فهو يرافقه قبل المباراة ثم يشاهد أداءه خلال الشوط الأول ويسجل ملاحظاته على هذا الأداء ثم يتاح للمراقب بعد ذلك ان يجتمع مع الحكم لمدة )15( دقيقة بين الشوطين يقوم المراقب خلالها بإرشاد الحكم الى ما لاحظه على أدائه في الشوط الأول، ثم بعد نهاية المباراة يكون تقدير المراقب هو الورقة التي تحدد أداء الحكم خلال المباراة، وهذه الورقة تدفع للجنة الحكام وتتخذ أساسا للحفظ إذا كان تقييم المراقب جيدا، أو تتخذ أساسا لإيقاع العقوبة على الحكم إذا كان في التقدير ما يستدعي ذلك، وهذا التقدير الفني للمراقب يجب أن يكون سليما وصحيحا ومعبرا تماما عن أداء الحكم ومساعديه لا أن تخضع عملية التقييم للعلاقات الشخصية، وذلك لأن مهمة الحكم حساسة وعسيرة حيث تبدأ مهامه ومسؤولياته حين تنتهي مسؤولية المدرب والإدارة، وبالتالي فإنه يجب تقييم أدائه بكل دقة وموضوعية حرصا على رفع المستوى التحكيمي بشكل عام.
** رغم ان البحث والحصول على اللوائح والأنظمة التي تنظم النشاط الرياضي في المملكة يماثل تقريبا البحث والحصول على قطرة ندى في صحراء الدهناء في ظهر يوم صيفي حار، إلا أنني أستطيع القول إن ما ورد من صيغ قانونية رسمية ملزمة استطاعت الحصول عليها فيما يخص مراقبي مباريات كرة القدم هو النص الوارد في المادة )32( من لائحة حكام الألعاب الرياضية التي تنص على أنه «يجوز للاتحاد الاستعانة بالحكام الدوليين المتقاعدين كمراقبين أو محاضرين أو أعضاء في لجان الحكام الرئيسية أو الفرعية»، أما غير ذلك من نصوص قانونية تحكم عمل هؤلاء المراقبين وتبين شروط تعيينهم وعزلهم وعقابهم وغيره من الأمور ذات العلاقة بعملهم فلم أتوصل الى وجودها بل يبدو أنها لا توجد حتى الآن، والمراقبون الفنيون لهم على ضوء هذا الفراغ النظامي وضع خاص مميز، ففي حين تحكم اللاعب والحكم والإداري والمسابقة الرياضية لوائح واضحة ومعروفة يظل المراقبون الفنيون وحدهم دون لائحة أو تنظيم، وبالتالي فإن غياب النص القانوني المنظم يعتبر سببا رئيسيا في عدم تطورهم وانعكس ذلك سلبا على مستوى التحكيم الذي يفترض بهؤلاء المراقبين مراقبته وتقييم أداء حكامه ومساعديهم، ولعله يكون واضحا للمتابع الرياضي أنه على ضوء الفراغ النظامي الحاصل فإن هناك العديد من حكام كرة القدم العاملين يقومون بمراقبة المباريات في نفس الوقت مع أن اللائحة لم تجز إلا الاستعانة بالحكام المتقاعدين كمراقبين للمباريا ت على ضوء نص المادة )32( من اللائحة.
** ليس مهما في تقديري تقدير المراقب الفني في المباريات المنقولة تلفزيونيا لأنه باستطاعة رئيس وأعضاء لجنة الحكام الرئيسية مشاهدة المباراة والخروج بحكم مباشر حول أداء الحكم ومساعديه، والأهم من ذلك في تقديري هو تقدير المراقب الفني عن أداء الحكام في المباريات غير المنقولة تلفزيونيا لأن ذلك هو المعيار الوحيد لمعرفة أداء الحكم ومساعديه، وبالتالي فإن دور المراقبين الفنيين مهم جدا وحساس في تطور العملية التحكيمية غير أن هذا الدور يبقى غامضا ويخضع لاعتبارات غير واضحة بحكم غياب النص القانوني الذي ينظم عمل هؤلاء المراقبين وبالتالي فإن الحاجة ماسة وملحة لتنظيم عمل المراقبين بنصوص واضحة لا تخضع للاجتهادات الشخصية.
|
|
|
|
|