|
| محليــات
*أبها محمد السيد:
تحولت ساحة البحار بوسط مدينة أبها صباح أمس الثلاثاء الى تهليل وتكبير وعناق وشكر وثناء عقب أن اكتست بلون العزاء والحزن والترقب وسط جموع كبيرة من الجماهير التي جاءت لتشهد تنفيذ شرع الله القويم في حد من حدود الله في أحد الأشخاص الذين تجاوزوا الحدود وقام في لحظة غضب بطعن زميل له وصديق دربه ليسقط قتيلا.
مما أدى وبشكل لا جدال فيه الى الوصول الى هذه النهاية التي خفقت من هول تفاصيلها كل القلوب التي امتلأت بها ساحة البحار ويزداد الخفقان سرعة حيثما وصل القاتل المدعو حاضر بن عبدالله فايز الحارثي الى ساحة تنفيذ القصاص ويتم انزاله لتنفيذ الحكم الشرعي.. وما هي الا لحظات حتى انطلق صوت الشهامة والقوة والرجولة وصوت القادر والباحث عن ما عند الله حينما تقدم والد القتيل الشيخ محمد بن بارود آل مسعودي العسيري وانطلق صوته من خلال المكبر معلنا بأنه قد عفا لوجه الله تعالى عن قاتل ابنه.. طالبا الأجر والثواب من الله عزوجل.. وفي هذه اللحظات التي اختلطت فيها دموع الفرحة والامتنان اندفع القاتل المعفي عنه حاضر الحارثي يقبل رأس والد القتيل في موقف مهيب.. وسط هتافات الجماهير وتهليل وتكبير من الجموع ودعوة صادقة ان يجزي هذا الرجل خير الجزاء ثم توجه الجميع الى إدارة الشرطة لإكمال إجراءات التنازل.
وقد عبر اللواء محمد العمران مدير شرطة منطقة عسير عن سعادته بهذا الحدث وقال اليوم يوم خير وبركة حيث اعتقت لوجه الله نفس كان مصيرها الى القصاص وفي لحظة رحمائية من الله سبحانه وتعالى بشهادة من ذوي الدم ينزل في قلوبهم الرحمة ويعلنون العفو عن القاتل وبلا شك فإن أجر هذا العمل عظيم عند الله سبحانه وتعالى.
وأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يغفر لمتوفاهم وأن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يثيبهم خير الجزاء.
وأكد العمران ان هذا العمل له أثر كبير على نفوس المسؤولين والمواطنين وأبدى سعادته وسروره بهذا الحدث وكل زملائه الذين شاركوا في الميدان.
وقد عبر عدد من المسؤولين والمشايخ والوجهاء والأعيان بالمنطقة عن سعادتهم بهذا العفو مؤكدين أن هذا ليس بمستغرب على أبناء هذه البلاد التي أكرمها الله بالإسلام ووفق حكومتها الى تطبيق شرع الله من القرآن الكريم والسنة النبوية.. داعين لهذا الرجل بأن يجزيه الله خير الجزاء ويعوضه عن ابنه خيرا ويثقل بها موازين حسناته انه سميع مجيب.
|
|
|
|
|
