| الاقتصادية
وبالأمس القريب اعلنت الشركة السعودية لخدمات السيارات والمعدات «ساسكو» عزمها اعادة هيكلة رأس مالها بما يتناسب مع وضعها الحالي بعد أن نجحت خلال العام 2000م في الانتقال من شركة متعثرة الى مصاف الشركات الرابحة، وهذه الهيكلة تهدف في المقام الأول إلى الاستمرار في النجاح أولاً، وثانياً استثمار هذا النجاح لصالح المساهمين الذين ستصبح لديهم أرباح سنوية دائمة ومتنامية للمرة الأولى منذ انشاء الشركة، وثالثاً وهو الأهم من وجهة نظري أن المساهم سيملك سهماً في شركة ليس لديها خسائر متراكمة بعد أن تطفئ الشركة خسائرها وفق الآلية المقترحة لاعادة هيكلة رأس المال.
أما العائد الرابع الذي سيتحقق فهو اعفاء المساهمين من هاجس طلب القسط الثاني المتبقي من رأس المال، وهو العائق الذي ربما أبعد البعض عن الاستثمار في أسهم هذه الشركة أو تلك الشركات.
ويبدو أن مجلس ادارة ساسكو قد أدرك ما يفكر فيه المستثمر في أسهم الشركات المحلية الذي يرغب في وضع استثماراته في شركات تحقق عوائد سنوية وخصوصاً بعد هبوط ربط الودائع حيث أصبح الآن اذا ما أخذنا معدل السهم 16 ريالاً في ساسكو بحيث يكون السهم مدفوع القيمة بقيمة 32 ريالاً وسيستمر مع المساهم 4 ريالات يصبح لديه سهم خال من الشوائب بقيمة 28 ريالاً وقيمته المدفوعة 50 ريالاً وسيتسلم أرباحاً 5% على القيمة الاسمية أي في الواقع أنه 9% على القيمة السوقية وهذا يعتبر معدلاً ربحياً ممتازاً على رأس المال المستثمر اضافة الى عوائد نمو الشركة الأخرى.
وبما أن هناك بعض الشركات الأخرى التي تثقل كاهلها الخسائر المتراكمة أو طلب لقسط معين فان تطبيقها لخطة ساسكو سوف يساعد المساهمين على ايقاف قرارهم بالتخلص من هذه الشركة خوفاً من عبء القسط القادم الذي احيانا يفوق قيمة السهم السوقي للشركة وتخلصهم من الخسائر المتراكمة التي هي بالفعل قد أثرت على القيمة السوقية للسهم. ولكن في رأيي الخاص انه يجب أن يسبق هذا الاجراء معالجة الشركة لوضعها على مسار الربحية لكي لا تتكرر الخسائر كما فعلت شركة ساسكو في بيانها حيث أفادت أنها أوقفت الأنشطة الخاسرة وأصبحت تحقق أرباحاً ستساعد الشركة في الاستمرار بتوزيع الأرباح ونمو الشركة. لذا فانني أدعو من خلال هذا المقال الى تطبيق هذه الخطة في الشركات الخاسرة لكي تتمكن من توزيع أرباح على مساهميها التي حسب النظام لا يمكن توزيع أي ربح الا بعد تغطية الخسائر حيث سيتم اضافة عامل مهم جداً الى جاذبية الشركة وهو توزيع الأرباح وبدء مرحلة جديدة في حياتها في ظل وعي المساهم الذي يختلف عن المساهم السابق حيث أصبح المساهم الآن يتابع أعمال الشركة وتجاوزاتها وأصبح قراره مؤثراً كما حدث في الفترة الأخيرة في بعض الشركات.
فهد إبراهيم التويجري
|
|
|
|
|