| المجتمـع
* جازان - إبراهيم بكري:
يصحون يوميا من نومهم مبكرا ويستعدون ليوم دراسي جديد هدفهم طلب العلم ويسعون لتحقيق أحلامهم وأحلام في طريقها أن تتبخر.
بعضهم لم يستطع تحقيق أحلامه وبدلا من أن يلبس بالطو الطبيب لبس كفن الموت والسبب طريق الموت الذي يسلكونه يوميا لطلب العلم.
الطريق بين بيوتهم ومدارسهم نعم أصبح الحديث عن طالب مات وهو في طريقه الى المدرسة مشهداً طبيعياً في مدينة جازان لا يحرك أصحاب القلوب القاسية الجالسين على مكاتبهم ودائما عذرهم أن هذا قدر الله.
نحن لا ننكر أن الله يفعل ما يشاء ولكن للقدر أسباباً من يشك بأن السبب الرئيسي هو اهمال أصحاب القلوب القاسية. قلوب من حجر لا تحركها دمعة أم على ابنها الوحيد ودمعة أب على تبخر حلمه وهو يشاهد ويحمل جنازة ابنه الى مثواه الأخير.
اهمالهم وعدم وضع الحلول لهذه المشكلة أقصد المصيبة هو ما يجعلنا نصفهم بأصحاب القلوب القاسية. قد نكون ظلمناهم بهذا الوصف أو أنهم يستحقون عذابا أكثر من ذلك.
من المسؤول؟. هل هو ادارة التعليم لعدم توفيرها وسائل النقل من بيوتهم الى مدارسهم.
أم هو البلدية لعدم وضع جسور للمشاة للتنقل من طريق الى الآخر بدلا من السير بين السيارات.
أم هو المواصلات لعدم وجود الطرق المناسبة المنظمة؟ ولعل تحديد من هو المسؤول يتضح بعد الحوارات التالية..
أين صديقي محمد
بدأنا حوارنا مع هذه القصة الحزينة التي يرويها الطالب أحمد اسماعيل 16 سنة حيث قال: كنت أنا وزميل لي بل صديق حبيب لسنوات طويلة أحلامنا واحدة وأهدافنا مشتركة يوميا نذهب للمدرسة سيرا على الأقدام نحمل حقائبنا نتحمل مشقة الطريق وخطورته نسير بين السيارات وهذا من أجل طلب العلم وتحقيق أحلامنا لم أشعر يوما بأن أحلامنا لن تتحقق أو ستتبخر لكن قبل أربعة أشهر حصل المحذور بينما كنت أسير أنا وزميلي في الطريق ونحاول عبور الطريق إذ بسيارة مسرعة تصدمنا لم أشعر بنفسي إلا في المستشفى وجسمي تحيط به الجبائر والجبس في كل مكان جروح وكسور آلام شديدة رغم هذا كان أول سؤال أسأله لأمي أين زميلي محمد ماذا حصل له أين هو أريد أن أشاهده أرجوكم أخبروني ماذا حصل له؟!
الجميع في صمت لم يتكلم أحد كل واحد ينظر للآخر يريد منه أن يتكلم لم يستطع أحد الكلام لكن في نهاية المطاف أجبر والدي على الكلام ولدي الحبيب أحمد ان الله يفعل ما يشاء والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ويجب عليك أن تصبر زميلك وصديقك محمد مات.
أحلامه تبخرت وأصبحت سراباً من المسؤول لعدم توفير وسائل نقل خاصة بنقل الطلاب من منازلهم الى مدارسهم ومن المسؤول عن عدم وجود جسور للمشاة ومن المسؤول عن وعورة الطرق وعدم وجود أرصفة للمشاة.
تركنا أحمد اسماعيل ودموعه تسيل وهو لا يدري من المسؤول عن فقدان أغلى صديق.
ويقول الطالب محمد حكمي: يوميا انتظر على طرف الطريق انتظر من يعطف عليّ ويوصلني الى مدرستي أحيانا أجد من يذهب بي الى مدرستي وأحيانا لا أجد وأضطر الى العودة الى البيت لعدم توفر المواصلات تدنى مستواي الدراسي وأصبح غيابي متكرراً دائما يهددني مدير المدرسة بالفصل إذا لم أحضر يوميا أنا أتمنى أن أداوم في المدرسة يوميا لكن ماذا أفعل؟.
ويقول الطالب خالد مغفوري: يوميا أذهب الى المدرسة في وسيلة نقل غير مخصصة لنقل الطلاب هي سيارة ونيت )هايلوكس( أركب أنا ومجموعة من الزملاء في حوض السيارة لا يمكن أن أصف لك الرعب والخوف من السقوط لأن السقوط يعني الموت أتمنى أنا وجميع الطلاب الذين لا توجد وسيلة نقل تنقلهم الى مدارسهم أن تتوفر لهم من قبل الجهات المختصة.
منصور وفهد وأسامة ومحمود وهاني طلاب في المرحلة المتوسطة يقولون: نحن مجموعة من الطلاب تعودنا يوميا نذهب الى المدرسة سيرا على الأقدام نتحمل مشقة الطريق وخطورته نشاهد يوميا صورة من صور الرعب والخطورة التي تواجهنا ونحن في طريقنا الى طلب العلم ماذا نفعل لا يوجد حل آخر غير هذا.. دائما نصل الى مدارسنا في أوقات متأخرة عن موعد الحضور. اشعارات الانذار بسبب التأخير أصبحت تشوه ملفاتنا نصل الى المدرسة ونحن مرهقون لا نستطيع التركيز في الدروس مستوانا الدراسي انخفض أصبحنا نحقق أدنى الدرجات رغم أننا نملك قدرات عقلية جيدة مشكلتنا أصبحت أكثر سوءاً فهل هناك من حل سريع ينقذنا من الغرق في بحر الرسوب والفشل الدراسي الى مركب النجاح والتفوق؟.
انخفاض مستوى التحصيل
ويقول الأستاذ محمد حمزة مرشد طلابي: نعم مشكلة عدم توفر وسائل نقل خاصة لطلاب المدرسة مشكلة خطيرة يعاني منها أغلب الطلاب في مدارسنا من انخفاض في مستوى التحصيل والتأخر عن الحضور والغياب المستمر وهذا يعود في نهاية المطاف سلبيا على الطالب فيؤثر عليه ويصبح عرضة للعقاب والفشل الدراسي وتعجز ادارة المدرسة عن توفير حل لهذه المشكلة لعدم وجود الصلاحيات واتمنى ان يتم علاج هذه المشكلة في أقرب فرصة للحصول على طلاب أصحاب مستوى تعليمي عال وليس العكس.
|
|
|
|
|