| مقـالات
في تاريخ العرب «كِنْديَّان» و«مُقنَّعانَ».. فالأولان هما «الكندي» الفيلسوف وقد لقب بفيلسوف العرب لأنه عربي صحيح النسب بخلاف بعض فلاسفة الإسلام الآخرين كالفارابي وابن سينا. والثاني هو الكندي الشاعر وهو نفسه أحد المقنعين اللذين سبق ذكرهما وأنا بصدد أحدهما. وثاني المقنعين هو المقنع الخرساني الذي تناول حكايته الشاعر الانجليزي «مور» في قصيدة له بعنوان: Mokanna, or the Veiled Prophet of Khorassanأما حكايته فهي انه ادعى النبوة وكان ذلك في عهد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور.. وقد فعل فعلته هذه مستغلا بعده عن مقر الخلافة.. فأطلقها في مدينة «مرو» قاعدة خراسان. ولما استفحل أمره بعث الخليفة المهدي بجيش لمحاربته.. وأحاط الجيش بالمقنع وكان معتصماً في جبل.. وضيق عليه الخناق.. ولما تيقن أنه لا محالة هالك جمع نساءه وأتباعه وقال: أنا صاعد الى السماء فمن أراد أن يصحبني فيشرب من هذا الشراب.. ولأنه كان يعمل بالسحر والمخاريف صدقوه..فشربوا جميعا من ذلك الشراب المسموم الذي كان قد أعده.. ولما ماتوا حرق أجسادهم حتى أصبحت رماداً.. ثم عمد إلى قدر كبيرة وملأها بسائل مهلك مبيد يبدو أنه حامض الكبريتيك المركز وألقى بنفسه فيه ليشهد الناس بعد موته على أنه نبي.. والحقيقة أنه أذاب نفسه في الحامض ليوهم الناس أنه صعد إلى السماء. ومن مخاريفه أنه احتال حتى أظهر في الجو قمراً من عكس شعاع عين الزئبق التي في تلك الأرض.. ويقال: إنه معروف إلى الآن بقمر المقنع.. أما لماذا سمي المقنع فلأنه اتخذ وجهاً من الذهب لتغطية وجهه القبيح.
|
|
|
|
|