| فنون مسرحية
نقسو على مجتمعنا عندما نصفهم بأنهم غير قادرين على التفاعل مع كل الفنون الجميلة، ومن بينها المسرح والتشكيل اللذان لم يحظيا بعد بتفاعل جماهيري كاف يضع هذين الفنيين في مكانهما اللائق اعلامياً وثقافياً بوصفهم لم يدرسوا هذين الفنيين في المعاهد المتخصصة ولم يعرفوا شيئاً اسمه فلسفة الفن وعلم الجمال بصورتهما الاكاديمية ولم يشكل «الجمالي والفني» جزءا من الثقافة العامة.
فإذا كانت المدارس والجامعات لم تشتغل بالفنون الجميلة، والمثقفون لم يؤصلوا هذا الجانب الحيوي في منجزاتهم فكيف نريد بعد هذا كله ان نطالب الجماهير بأن تصفق للمسرح وتهتف للتشكيل وتنصف الفنان.. ان هذين الفنيين وبالتحديد المسرح والتشكيل ينالهما من السخرية والاستهزاء الشيء الكثير بصورة لا تؤثر سخرية الناس في شخصيتهم ومكانتهم.
فالساخر لا يناله من التوبيخ والانتقاد بقدر ما ينال المسرحي والتشكيلي لا لشيء الا لكونه يملك حساً فنيا عالياً ورؤية جمالية شفافة.
هذه المعادلة المقلوبة تظهر بشكل ساخر عندما يكون المجتمع بشكله الجماهيري بعيداً عن الدراسات الجمالية التي تؤسس نظرة جميلة تعطي للحياة معنى فتتبدل الاشياء المبعثرة في حياتنا الى اشياء متزنة ذات ابعاد ايقاعية ولونية مؤثرة، كما انها تعطي مؤشراً حضارياً وتقدماً فكرياً ورقياً انسانياً.
لم يبرع مجتمعنا الا في فنين اثنين فقط هما: الغناء والشعر بوصفهما امتداداً لثقافتنا الموروثة، أما بقية الفنون الجميلة فما زال يحول بيننا وبينها ثقافة النفي التي لا تريد ان تعرف ان الفنون الجميلة اكثر من اثنين وان الحضارة الاسلامية حملت مع القيم والاخلاق فنا أبهر العالم .
لذلك كله ليس ثمة داع ان نقسو على مجتمعنا بأنهم غير قادرين على فهم جماليات المسرح وروائع التشكيل، فالوقت مازال مبكراً على تكوين الوعي الفني الشامل والانسان عدو ما يجهله حسب المثل الشائع.
Ra2001ja@hotmail. com
|
|
|
|
|