| العالم اليوم
* القدس أ.ف. ب:
^^^^^^^^^^^^
سيكون على المبعوث الامريكي وليام بيرنز المكلف تطبيق توصيات لجنة ميتشل تجاوز صعوبات وعقبات كبيرة تفرضها المواقف الفلسطينية والاسرائيلية المتباعدة أمام اعادة الطرفين الى مائدة الحوار وانهاء المواجهات الدامية في الاراضي المحتلة، وغداة بدء جولة المبعوث الاولى توالت تصريحات الجانبين المتناقضة حول كيفية تطبيق توصيات اللجنة التي بدا بيرنز البحث عن الية لتطبيقها، وتشكل قضية الاستيطان ووقف المواجهات ورفع الحصار الذي تفرضه اسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة صلب الخلاف الاسرائيلي الواجب على بيرنز والادارة الاميركية تخطيه للتوصل الى آلية التطبيق هذه.
^^^^^^^^^^^^
وفي حين يقول الفلسطينيون انه ينبغي على اسرائيل تجميد الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي المحتلة فورا وفقا لتقرير ميتشل فان حكومة شارون ترى ان معالجة هذه المسألة تأتي لاحقا، وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «هناك تلاعب اسرائيلي، يجب تطبيق تقرير لجنة ميتشل والمبادرة الاردنية المصرية رزمة واحدة واعادة الامور الى ما كانت عليه وفق جدول زمني محدد»، واضاف «لكن وقف الاستيطان ورفع الحصار يجب ان ينفذ فورا» وهو تماما عكس ماتراه اسرائيل.
وقال احد اعضاء طاقم رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي رفض الكشف عن اسمه «الان ليس الوقت لبحث موضوع الاستيطان، يجب ان تكون هناك فترة من وقف العنف والتأكد من جدية الفلسطينيين ثم يمكن ان نبحث في الاستيطان.
وفي الوقت الذي يطالب فيه الفلسطينيون بوقف الاستيطان دون اي شروط فان اسرائيل تتحدث عن «حل وسط» وفق ما اكد المسؤول الاسرائيلي.
وقال المسؤول الاسرائيلي «من الممكن البحث في حل وسط يأخذ بعين الاعتبار النمو الطبيعي في المستوطنات والمخاوف الفلسطينية من توسعها»، واعتبر وزير الثقافة والإعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه في حديث لاذاعة صوت فلسطين ان تصريحات المسؤولين الاسرائيليين «تؤكد انهم يريدون تأجيل تطبيق وقف النشاطات الاستيطانية الى المرحلة الاخيرة وعند هذه المرحلة يمتنعون عن تطبيق الالتزام.
واضاف ان اسرائيل «تبحث عن كل الوسائل الممكنة للتنصل من تنفيذ تقرير ميتشل»، وليست هذه العقبة الكأداء الوحيدة التي تعترض مهمة بيرنز، فمسألة المبادرة الى وقف المواجهات لا تقل شأنا عن الخلاف حول الاستيطان.
وعندما اعلنت اسرائيل الاربعاء الماضي «وقف اطلاق نار الاحادي الجانب» رد الفلسطينيون ان الامر لا يتعلق بحرب بين دولتين بل بانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية، لكن اسرائيل تقول انها «تنتظر من ياسر عرفات ردا على وقف اطلاق النار» الذي اعلنته، وقال المسؤول ان الحكومة الاسرائيلية تنتظر ان ينقل بيرنز امس ردا فلسطينيا على وقف اطلاق النار.
واعلن نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ان عرفات كان سيلتقي امس الاثنين المبعوث الاميركي في رام الله بالضفة الغربية لاستكمال البحث في وضع الية لتطبيق توصيات لجنة ميتشل، وقال «لقد نقل بيرنز بالامس رسالة من الرئيس الاميركي جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول للعمل بسرعة على وضع الية لتطبيق توصيات لجنة ميتشل كرزمة واحدة كاملة».والتقى بيريز كذلك رئيس الوزراء الاسرائيلي
ارييل شارون الذي كان سيلتقيه مجددا امس الاثنين او اليوم الثلاثاء، وفقما قال مسؤول اسرائيلي، واكدت مصادر في السلطة الفلسطينية ان العمل على وضع الية لتنفيذ توصيات لجنة ميتشل سيستكمل في اطار فريقي عمل اسرائيلي وفلسطيني بوساطة دبلوماسيين اميركيين خصوصا وان بيريز سيغادر المنطقة اليوم الثلاثاء.
ولم ينج بيرنز وادارته من بعض الانتقادات الفلسطينية، اذ حملت صحيفة «القدس» الفلسطينية الصادرة امس عليه لتجاهله الاشارة الى الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية وطلبه من الفلسطينيين وقف «الاعمال الارهابية»، وكتبت الصحيفة الاوسع انتشارا في الضفة الغربية وقطاع غزة تقول «لايمكن النظر الى المهمة الجديدة لبيرنز بمعزل عن الانحياز الاميركي الواضح لاسرائيل»، واضافت ان تصريحات بيرنز اول من امس الاحد بدعوة الجانب الفلسطيني الى العمل على «وقف ما سماه بالهجمات الارهابية دون ان ينبس بكلمة واحدة حول العدوان الاسرائيلي وحول الاحتلال الاسرائيلي يشكل مؤشرا واضحا ان الولايات المتحدة لم تستخلص العبر من الفشل الذريع الذي منيت به سياستها المنحازة لاسرائيل».
وينتظر ان تسهم مهمة بيرنز في وضع حد للمواجهات الدائرة منذ اندلاع الانتفاضة في اواخر سبتمبر الماضي التي اوقعت اكثر من 570 قتيلا غالبيتهم الساحقة من الفلسطينيين.
|
|
|
|
|