|
| الريـاضيـة
لعل من نافلة القول: إن الرياضة باتت اليوم إحدى أهم الوسائل التي تعكس تقدم الدول والشعوب واظهار جوانب تطور الحياة فيها.. فهي رسالة معبرة وسهلة الفهم والوصول للمتلقى عبر أقصر الطرق.. وهذا ما أدركته دول العالم في اهتمامها بالرياضة والرياضيين.. لكن الرياضة كرسالة لم تعد مقتصرة على الأسوياء والأصحاء فقط.. بل انها باتت متاحة لكل الفئات من غير الرياضيين بما في ذلك ذوو الاحتياجات الخاصة حيث تقام الأنشطة الخاصة بهؤلاء وتنظم لهم البطولات لتعكس جانبا مهما من جوانب الخدمات المقدمة لهذه الفئة سواء الطبية أو الاجتماعية أو غيرها.. وقد أدركت المملكة هذا الدور الهام الذي تلعبه الرياضة في هذه المجالات وفي الوقت نفسه أصبحت التجربة السعودية في العناية بذوي الاحتياجات الخاصة ومن بينهم مرضى الفشل العضوي والزارعين للاعضاء مطلبا في المناسبات العالمية الخاصة بهؤلاء. ولذلك فقد أصبح التواجد السعودي في المحافل الدولية الرياضية أحد الوسائل الهامة لابراز واظهار التطور الذي تعيشه هذه البلاد في مختلف المجالات ومن بينها خدمات زراعة الأعضاء والتبرع بها داخل المملكة.. فالبرامج الوطنية المنظمة لزراعة الأعضاء في المملكة وبفضل ما تهيأ لها من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله أصبحت اليوم في مستوى معظم دول العالم المتقدم.. لا أقول هذا الكلام مجاملة أو محاباة.. وأنا أقر واقعا أثبته المستوى المتميز للمشاركة السعودية الأولى في بطولة الشرق الأوسط الدولية الأولى للزارعين والمبتدعين والتي اقيمت في دولة الكويت الشقيقة مؤخراً.. والتي حقق خلالها اللاعبون السعوديون من الزارعين والمتبرعين نتائج ممتازة منها تحقيق خمس ميداليات واحدة ذهبية في لعبة البولينج وفضيتين ومثلهما برونزية في ألعاب القوى وتنس الطاولة.. هذه المشاركة السعودية الناجحة وفي بطولة دولية شارك فيها عشر دول مختلفة أكدت من جديد ان ما ينعم به المواطن السعودي وخصوصا مريض الفشل العضوي وما توفر له من رعاية وعناية طبية فائقة بات أحد الانجازات التي تفخر بها بلادنا.. كما أنها ايضا أكدت أهمية المشاركة في المناسبة العالمية لعرض التجربة السعودية والاستفادة من خبرات الآخرين في هذا المجال الطبي الهام.. ولعل اشادة رئيس الاتحاد الدولي لرياضة الزارعين البروفيسور سالاباك بالمشاركة السعودية ومطالبته المستمرة بالتواجد السعودي في البطولات الرياضية الخاصة بالزارعين تعد شهادة جديدة للخدمات الطبية السعودية وكوادرها الوطنية الطموحة.
فالمريض الزارع أصبح قادرا على المنافسة وتشريف بلاده وعكس صورة حسنة عما يلقاه من رعاية وما وصل إليه من تأهيل.. وهو ما يجعلنا نجدد التركيز بأهمية التبرع بالأعضاء وزراعتها داخل المملكة وتقدير الحاجة الملحة لتوفير الأعضاء محليا لانها هي السبيل الوحيد لعلاج مرضى الفشل العضوي.. ولاشك ان تواجد المملكة في البطولة الدولية لزارعي الأعضاد في اليابان )هوبى( هو رسالة جديدة سيحملها زارعو الأعضاء لتشريف بلادهم ووطنهم في مناسبة عالمية كبرى.
وطالما أصبح لدينا القدرة على المنافسة وتحقيق الانجازات فإن الوقت ربما أصبح ملائما للاهتمام برياضة هذه الفئة وتنظيم المسابقات الخاصة بالزارعين لايصال الرسالة الى جميع فئات المجتمع بأن المريض الزارع قادر على العيش والعودة لممارسة حياته الطبيعية كباقي أفراد المجتمع.. كما ان التبرع بالاعضاء لن يكون عائقا أمام المتبرع في مزاولة الرياضة والحياة بصورة طبيعية.. فضلا عن الجوانب الانسانية والشرعية للتبرع بالأعضاء والمساهمة الفعلية في انقاذ أشخاص في أمس الحاجة لالتفاتة انسانية ومبادرة تعيد لهم البسمة وتساعدهم على تجاوز مأساتهم مع المرض.
لمسات
في أول مشاركة سعودية في بطولة خارجية للزارعين والمتبرعين حقق المنتخب السعودي خمس ميداليات بوجود منتخبات إيران وتركيا والكويت وقطر والبحرين والمغرب وتونس وعمان والسودان.
**********
البطولات الخاصة بالمرضى الزارعين للاعضاء تشهد مشاركة أبطال سابقين ورياضيين تعرضوا للفشل العضوي ثم أجريت عمليات زراعة أعضاء لهم وعادوا لنشاطهم الرياضي من جديد.
*******
المشاركة السعودية في الدورة الرياضية القادمة لزارعي الأعضاء في اليابان ستكون انطلاقة لرياضة الزارعين في المملكة.
|
|
|
|
|
