| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أما بعد:
لماذا نغض أبصارنا ونضع أيدينا على آذاننا ونتجاهل صرخات الصارخين وهمسات المحتاجين ودموع المساكين؟ لماذا نتظاهر وبكل غرور بأننا الأغنى والأحسن وأن مجتمعنا خال من الفقراء والمعوزين؟ لماذا نقول بكل كبرياء إن مجتمعنا ليس فيه فقراء وإننا جميعا أغنياء وليس هناك من يعاني من ويلات الحرمان والفقر؟ إن هناك من يغلق عليه الأبواب ولا يمد يده للناس ويظنهم الجاهل أغنياء من التعفف. والسؤال المشكلة هو كيف نعرف عن هؤلاء الفقراء والمساكين، ولعل الاجابة هي ان يقوم المسؤول أو المحافظ أو العمدة في مدينة أو محافظة أو حي أو قرية بتفقد أحوال رعيته والاطلاع على شؤونهم ومعرفة جميع أحوالهم بصفة دورية. فمن كان بحاجة يقدم له العون، كما ان الضمان الاجتماعي مطالب بالقيام بواجبه بسرعة وعلى الوجه الأكمل وان يتخلص من الروتين القاتل.
المهم ألا يكون هناك طفل ينام على الجوع لأنه لا يجد ما يأكل أو فقير يفترش الشارع لأنه لا يجد مكاناً يأوي إليه.
إن فقراءنا إن لم يقم المجتمع بواجبه تجاههم فمن سيقوم اذن وكيف يكون مصيرهم وماذا يفعلون؟ إن فئات منهم قد ينحرفون وقد يذهبون الى طريق الفساد لتوفير لقمة العيش ونكون بإهمالنا لهم قد ألقيناهم في الهاوية بل نذهب الى أبعد من ذلك عندما نلومهم على سلوكهم لهذا الطريق المشين فنكون كما قال الشاعر:
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له
إياك إياك أن تبتل بالماء |
نوف العتيبي
|
|
|
|
|