| القوى العاملة
نايف بن عبدالعزيز وبعيدا عن كل الألقاب نموذج إنساني ذو طابع خاص. لا أعلم لماذا أقف وبكل إصغاء أمام كل حوار أو حديث مع هذا الإنسان الرائع؟
لا أذكر يوما بأنني سمعت جزءاً من حوار أو بعضاً من الكلمات فقط لهذا الإنسان الرائع دون أن أصل الى نهاية الحديث أو اللقاء الذي يُجرى معه؟!
نايف بن عبدالعزيز الذي تخرج من مدرسة «عبدالعزيز» وتعلم فيها مثله مثل كل أبناء هذا الوطن المخلصين.
نايف بن عبدالعزيز يتحدث فيجبرك على الاصغاء.. في صمته حكمة، وفي ابتسامته حكمة، وفي شخصيته وهدوئه جاذبية تأسر كل متابع لحديثه، فالحديث الذي يخرج من القلب يتلقاه القلب سريعا كما هو الحال مع نايف بن عبدالعزيز.
الكلمة فن.. والحوار فن، والإيماءات فن أيضا.. قد نتعلم فن الخطابة «وبروتوكولات» الحوار وقد نقنع أحيانا بكلمة أو رأي أو أسلوب وقد نقف عاجزين عن الاقناع أحايين كثيرة مهما امتلكنا تلك الصفات!!
في دول العالم المتقدمة عندما يصل المسؤول أو السياسي الى مركز مرموق يلتف حوله المستشارون وخبراء فن الاقناع و«البروتوكول» فيتحرك في مساحة ضيقة جدا خالية من كل شيء إلا الشعارات الوقتية البراقة فينمقون الحديث في زمن محدد ومساحة محددة ولغرض محدد!
في وطننا الآمن الغالي الأمر يختلف والقناعات تختلف والشعور يختلف أيضاً، فالصدق أكثر الطرق للاقناع، والتجربة أساس للنجاح، والتلقائية والشفافية شذا رائع يعطر كل القلوب.
لقد ترعرعنا على الصدق والحب من قبل قادتنا فغرسنا ذلك في أبنائنا.
في الدول التي أطلقت على نفسها متقدمة ومتحضرة لا يقابل المسؤولين المواطنين عن قرب إلا في حملات الانتخابات، ومن ثم يقفلون أبوابهم أمام الجميع بعد الفوز بالمنصب!!
أما هنا فالأمر يختلف فمنذ أن وحد هذا الكيان صقر الجزيرة مؤسس نهضتها «الملك عبدالعزيز» طيب الله ثراه، فجميع الأبواب مفتوحة لا حواجز «أو بروتوكولات» أو إجراءات معقدة سنة حميدة سنها مؤسس هذا الكيان وسار عليها أبناؤه البررة فأضحت أسلوبا متبعاً من جميع المسؤولين في الدولة فترى كل وزير يخصص يوما في الأسبوع لاستقبال أصحاب الحاجات من المواطنين.
أما في الكثير من الدول الأخرى ومنها من أطلقت على نفسها الدول المتقدمة والحضارية فلا يستطيع المواطن مقابلة مدير مكتب الوزير أو حتى سكرتير مدير مكتب الوزير؟!
إن لكل نفس ما تهوى وما تحب، ونفوسنا وقلوبنا تخفق بحب هذا الوطن وقادة هذا الوطن. وعندما وحد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - هذا الوطن لم يهتم بالجغرافيا على حساب التاريخ فبقي كل مواطن شامخاً في نفسه، وفي بيته، وفي أسرته، وفي وطنه الذي انطلق منه الحب ليغمر الجميع.
هذه هي المدرسة الكبيرة التي ترعرنا فيها وتعلمنا فيها احترام الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير، مدرسة عبدالعزيز ثم سعود وفيصل وخالد ونحن نعيش الآن العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مدرسة ليس فيها مقررات بل قواعد وليس لها أبواب بل ساحات شاسعة تخرّج كل إدراك صائب وشعور نبيل ووفاء جميل.
الحب حالة إنسانية وشعور إنساني تجتاحنا أحيانا ويهزنا أما إذا كان الحب للوطن وقادة هذا الوطن فهو دم يسيل في عروقنا وهواء نستنشقه صباح مساء.
أعلم ويعلم غيري أن «نايف بن عبدالعزيز» وبدون ألقاب ليس في حاجة الى هذه الكلمات، فهو خريج مدرسة «عبدالعزيز» هذه المدرسة التي أثرت الوطن بالرجال المخلصين ومنهم نايف بن عبدالعزيز.
لا أعلم لماذا أحب هذا الإنسان، وأعتقد أن كثيرين مثلي يشاركونني هذا الشعور لأنهم أيضاً لا يعلمون لماذا يحبونه.
AMR ALmadhy@hotmail.com
|
|
|
|
|