| منوعـات
* قرأت الحلقة الاخيرة..من سياحة الاخ الاستاذ علي مدهش في عكاظ، ص 27، بالعدد الصادر يوم الاحد 28 المحرم 1422، ولفت نظري ذلك العنوان الحق في هذه المتابعة، وهو:«ندوب في وجه غادة الجنوب»، حقا انها لندوب..تستدعي التأمل والتوقف عندها طويلا، ثم دعوة المسؤولين..ان يبصروا الحياة هناك، ليس بلفت النظر، ولا عبر مراسلات..تنتهي الى ملفات الحفظ ، التي لا يؤبه لها، وانما الى مسار القضايا الساخنة ، التي تتطلب بحثا ودراسة ثم انجازا مُرْضيا وفاعلا.!
* لعلي من الذين..غمسوا اقلامهم منذ عقدين، حينما ساقتني قدماي في ترحالي..الى ذلك الشريط الساحلي الجميل البائس ، الذي لم يلق وأهليه عناية واهتماما، كجزء من هذا الوطن الكبير، وإنما ظل منسيا، فلا المسؤولون الكبار..تجشموا السعي اليه، ليقفوا على حاله، ولا المؤسسات العامة في الدولة..اهتمت بهذه المحافظات المنسية ، فأعطتها حقها مثل غيرها..كحق لها على الدولة كأمثالها من المحافظات المحظية، التي اتيح لها..ان تنعم بشيء من الخير الذي افاء به الله على هذه البلاد، لترقى به في جميع مرافقها، ولجميع المحافظات، قاصيها قبل دانيها، ذلك ان البعيد، الذي لا قوة لمحافظه، ان يحقق له بسعيه ما يحتاج من الخدمات، لينعم أهلوه بعطاء الله وفضله، مثل بقية إمارات المدن الكبرى والصغرى على السواء!
* فمنطقة، مثل محافظة القنفذة ، تتبعها قرى عديدة، تعج بعشرات الالوف من السكان، وكان ميناؤها مرفأ للصادر والوارد من السلع..قبل عقود، ثم اصبح مهجورا، لان مشروعات الدولة التنموية لم تصل اليه، فمات الميناء، وتأخرت حياة المنطقة حوله..!
1 القنفذة، في منتصف الطريق..بين جدة وجازان، وجدة ونجران، وجدة وعسير، وتلك المناطق..سعدت بالرحلات الجوية، واهملت القنفذة، لانها لا صوت لها، والموت يحصد المئات والالوف من ابناء الوطن في الطريق الخانق، ولا يؤبه لهم..!
2 السكة الحديدية، كان يجب ان تكون رافدا للشريط الساحلي، من شماله الى جنوبه، لينتعش بالحياة والحركة، غير ان سيطرة رأس المال، في الاعتماد على استيراد السيارات وحدها بمئات المليارات، استهلاكا وتخزينا وتلفا، ومؤازرة وزارة المواصلات عبر عهودها..مع تجار استيراد السيارات، حرم البلاد من خدمات السكة الحديدية..عقودا خلت، والى اليوم والغد..وهذا التوجه، ليس من العدل في شيء..
3 الماء العذب، محرومة منه منطقة القنفذة، كانه لا حق لها كجزء من الوطن..ان تنعم به مثل غيرها!
* ان هذه المرافق..وسيلة انعاش لهذه المنطقة، لو اتيح لها ان تنعم بها! ولقد كتبت الكثير عن توفير هذه المرافق..للشريط الساحلي علي البحر الاحمر، ولاسيما المناطق المزدحمة بالمواطنين محافظة القنفذة غير التوجه في المؤسسات الحكومية لم تأبه لشيء من ذلك، والامل في أولى الأمر بعد الله، ان يزوروا هذه المحافظة وامثالها، ليروا حاجاتها الملحة، الى المواصلات المتعددة، جوا وقطارات السكة الحديدية، والماء العذب، بلد الآبار الملوثة والناضبة!
انها امانة المسؤولية واني وامثالي من الكاتبين نذكّر، لان الذكرى تنفع المؤمنين. والله المستعان
|
|
|
|
|