| المجتمـع
* تحقيق إبراهيم المعطش:
التمريض مهنة تقدم من خلالها الممرضات أو ملائكة الرحمة كما تمت تسميتهن أجل وأقدس خدمة إنسانية حيث يخففن من آلام المريض ويعالجن جراحه.. ولكن هناك من يبادل هذا العمل الانساني المميز بالاساءة وتسميات السخرية ونظرة دونية لاتمت للواقع بصلة الجزيرة التقت بعديد من الممرضات السعوديات اللاتي نقلن معاناتهن عبر الاسطر التالية:
الممرضة السعودية مرأة عاملة تخدم وطنها في هذا المجال الانساني، ولكن بعض الممرضات يواجهن عوائق وصعوبات في عملهن تتنوع هذه العقبات ما بين نضرة دونية أو الغمز واللمز من البعض والبعض يرى أنه عمل لايليق بالمرأة، وبعضهن يواجه مضايقات من الشباب المراهقين الذين ينظرون إلى بعض الممرضات على أنهن فتيات للمعاكسة لذلك يحاولون الاحتكاك بهن، في هذا التحقيق حاولنا تسليط الضوء على الصعوبات التي تواجهها الممرضة السعودية والتقينا بعدد من الممرضات اللاتي سيتحدثن بصراحة متناهية فماذا قلن:
نظرة دونية
في البداية قالت الممرضة هند فالح في المستشفى العسكري دخلت مجال التمريض عن اقتناع وكنت أعرف أنني سأواجه عدداً من الصعوبات منذ اختياري لمجال التمريض كنت أعرف العقبات التي قد تعيق البعض عن العمل ومن هذه العوائق نظرة بعض الناس إلى مجال التمريض أنه مجال ليس بالجيد، سألناهاعن سبب هذه النظرة:
أجابت: لا أعلم تحديداً سبب هذه النظرة لكن المؤكد أن هناك من يعترف بها، وكنت أضع مسبقاً في علمي أني لابد أن أواجه هذه العقبات بكل قوة وان هذه العواصف قد تؤدي الى ترك العمل لو استسلمت لها، لكن الحمد لله لم أستسلم لهذه العواصف بل قاومتها بكل قوة وهاأنذا استمر غير مبالية بكلام الناس، سألناها: وكيف يتم التوفيق بين العمل.. والبيت.. تقول: هند، أنا غير متزوجة لذلك سهل علي أن أعمل دون عقبات لان الزواج يحتاج إلى أن تحاول الممرضة السعودية التوفيق بين بيتها وعملها، وأنا أعيش مع أبي وأمي وأخي الذي يصغرني، ويعتبر دخل الممرضة دخلاً مميزاً وعالياً نوعاً ما مما يجعل الممرضة السعودية تواجه الأمر بجدية أكثر، وتضيف هند: نواجه نحن الممرضات بعض المواقف التي تشد من أزرنا، فأذكر أن احدى المسؤولات حضرت الى المستشفى وتم تنويمها، وكنت في زيارة لها من أجل تمريضها، وعندما علمت أنني سعودية ابتسمت وقالت لي: فخرلنا أن يسهر علينا بناتنا وهن اللاتي يهتممن بصحتنا، وقالت لي: لو كان لي ولد لطلبت منه أن يتزوجك، وكان هذا الكلام بمثابة الدافع لي لأن هناك من يحس بنا ويقدرنا.
النظرة للدكتورة تختلف عن الممرضة
وتشاركنا الممرضة لمياء السعد من مستشفى الشميسي حيث تقول:
أعتقد أن النظرة الى المرأة العاملة في مجال التمريض نظرة دونية وهذا الكلام لاأقوله من فراغ بل من واقع عشته وعايشته في المستشفى، المشكلة أن هناك من يكبر عمل الدكتورة السعودية وينظر لها بعين الاعتبار بينما الممرضات ينظر لهن بعين عدم الرضا، ولا أعلم لماذ، لكن أنا اعتقد أن الممرضة والدكتورة تقدمان خدمة إنسانية جليلة للمجتمع وللمريض خاصة والدور ما بين الدكتورة والممرضة دور تكاملي كل واحدة تكمل دور الاخرى، والسؤال هو لماذا يتم التفريق بين الممرضة والدكتورة خصوصا في نظر بعض الناس، وتواصل لمياء حديثها قائلة لقد واجهت بعض الانتقادات لمجرد عملي بالمستشفى كممرضة خصوصا من الجيران الذين كانوا يقولون لأمي ان هذا العمل ليس جيداً وان الاصل من يقوم بهذا العمل هم الأجانب وبالتحديد «الفلبينيات»، وهذه نظرة أعتقد أنها نظرة تخلف من البعض الذي مازال تفكيرهم محدوداً، لاننا بنات الوطن وان لم نخدم وطننا في هذه المواقع فمن يخدمه إذاً، وأذكر أن احداهن قالت لي وأنا أضع الابرة في يدها لماذا تجبرين نفسك على هذا العمل فالجلوس بالبيت أفضل لك وأذكر أني وقتها غضبت غضباً شديداً لكني تمالكت نفسي، وأيضاً اذكر ان فتاة جئت لأقوم بوضع المغذي في يدها وكنت ألبس نقاباً.. فقالت لي: إذا كنت سعودية فلا تقومي بوضع المغذي في يدي.. سألتها.. لماذا قالت: لأني لا أثق في السعوديات.
سألناها عن توفيقها بين العمل والبيت.. فقالت لمياء: لايوجد تعارض بين العمل والبيت وأي امرأة عاملة لديها القدرة على التوفيق بين العمل والبيت، لكن أود أن أقول لمن ينظر الى الممرضات بهذه النظرة أن يعدلوا ويكونوا عوناً للممرضات السعوديات لئلا يكونوا عثرة وعقبة ضدهن.
مواجهة الظروف بالصبر
وأثناء جولتنا استوقفتنا طبيبة تعمل في قسم الباطنية.. وطلبت منا المشاركة خصوصا بعد سماع رأي ومشاركة لمياء سعد حيث قالت الدكتورة نجلاء أخصائية باطنية.. كلام لمياء صحيح فبعض الناس ينظر الى الممرضة بنظرة أقل، وهذا راجع الى المفهوم العام لدى البعض الذين يعتقدون أن مهنة التمريض غير مناسبة للمرأة السعودية العاملة، وأنا واجهت مثل هذه الظروف لأنه أثناء دراستي في كلية الطب كنت أعمل ممرضة في أحد المستشفيات ولكن لم أكن أهتم لذلك لأني أعلم أن هناك من ينظرون هذه النظرة لكن أنا أكملت دراستي وعينت دكتورة في هذا المستشفى ولذلك أنا أحس بما يحس به الممرضات السعوديات، ولكن الصبر هو الوقود الحقيقي لكل ممرضة سعودية.
إحباط معنوي
احدى الممرضات «وفاء» تقول بحزن عميق: سأذكر لك قصة حصلت لي مازالت عالقة في ذهني، حيث كانت احداهن مريضة ورأتني وحينما تحدثت معها وعلمت أنني سعودية قالت لي: أكيد ان ما أجبرك على ذلك إلا الحاجة، والحقيقة ان هذه الكلمة حزت في خاطري كثيراً وأثرت في، ففي الوقت الذي تنتظر فيه الدعم المعنوي يأتي من يحبطك بمثل هذه الكلمات ورغم أنها تحبط إلا أنها زادت الاصرار لدي لكي أستمر في هذا المجال.
معاكسات الشباب
أكثر ما يواجهنا من صعوبات نظرة الشباب لنا، هكذا بدأت الممرضة : حنان العبدالله كلامها بحزن عميق وتضيف حنان: بعض الشباب يقوم بتصرفات صبيانية ويعتقد ان ما يقوم به في الاسواق ينطبق هنا في المستشفيات فبعض الشباب وليس كلهم مجرد علمه بأن هذه الممرضة سعودية فإنه يبدأ بحركات مراهقة، لا تليق، وأذكر أن أحد المرافقين لوالده المسن أخذ يتجاوز حدوده في الكلام العاطفي بل وفي النظرات مما دعاني الى تحذيره أو اتخاذ الاجراءات الرسمية لكنه لم يرتدع حتى حينما هم بالخروج من المستشفى مع والده قال لي هذا كرتي ان اردتي الاتصال بي، انها نظرة شاب مراهق لكني لا اعير لمثل هذه الأمور اهتماماً.
|
|
|
|
|