رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 28th May,2001 العدد:10469الطبعةالاولـي الأثنين 5 ,ربيع الاول 1422

الطبية

أكثر من 10% من مرضى البلهارسيا مصابون بفيروس الكبد الوبائي «ب»
مرض البلهارسيا )Hepatic Schistosomiasis ( منتشر في كثير من دول العالم وخاصة أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وجزر الكاريبي واليابان والصين وجنوب شرق آسيا وبما أن هذا المرض منتشر في البلدان العربية وفي المملكة العربية السعودية ينتشر هذا المرض في المناطق الجنوبية وفي منطقة الحوطة والخرج ووادي الدواسر والزلفي وغيرها.
سبب مرض البلهارسيا:
يسبب هذا المرض ديدان البلهارسيا «ذكر وأنثى» والتي يبلغ طولها من 1 - 2 سنتيمتر وتعيش هذه الديدان داخل الأوردة الدموية في الجهاز الهضمي. هذه الديدان تقوم بوضع البيض الذي في بعض الأوقات يزيد عدده عن 1000 بيضة في اليوم داخل هذه الأوردة وتعيش هذه الديدان لفترات متفاوتة داخل جسم الإنسان ربما تصل إلى عشر سنوات وهي عمر هذه الدودة.
كثير من هذه البيضات تدخل الكبد عبر الوريد البابي حتى تصل وتستقر في فروعه الصغيرة مما يؤدي إلى حدوث التهاب مزمن حولها البيضات والتي تنتهي بحدوث تليف حول هذه الأوردة الصغيرة وإذا لم يعالج التليف فقد يؤدي إلى ظهور مضاعفات هذا المرض بارتفاع الضغط داخل الوريد البابي وذلك بسبب صعوبة مرور الدم عن طريق الأوعية الدموية المتصلبة وحدوث تضخم في الكبد والطحال وظهور الدوالي والمضاعفات الأخرى.
حياة ديدان البلهارسيا:
بعد دخول دودة البلهارسيا «طور السركاريا» عبر جلد الإنسان والذي يستغرق أقل من دقيقة بعد تعرض الشخص للماء الملوث، تنتقل هذه الدودة عبر القنوات اللمفاوية وتدخل إلى مجرى الدم بعد ذلك تنتقل عبر الرئتين بعد ذلك إلى الكبد خلال هذه الرحلة الكثير من الديدان يتم قتلها عن طريق جهاز المناعة في الجسم ولكن البعض يعيش ويصل إلى فروع الوريد البابي، وبعد شهر من الإصابة تقريباً تبدأ هذه الديدان بوضع البيض ومن الممكن أن تتأثر الأمعاء بهذه الإصابة وحيث أن الشخص المصاب يقوم بطرد بعض هذه البيضات عن طريق البراز وبالتالي تتلوث المياه المحيطة بالإنسان بالبيضات التي تفقس تحت ظروف مناخية ملائمة من حرارة ورطوبة وضوء بعد ذلك تخرج من هذه البيضة لتعيش في قوقعة مناسبة كطور وسيط، بعد يومين أو ثلاثة «طور السركريا» الذي يغادر القوقعة ويصبح باستطاعته إصابة الإنسان عبر اختراقه للجلد أو بشرب ماء ملوث خلال فترة 24 ساعة من خروجه من القوقعة وهكذا تستمر دورة هذا المرض من شخص لآخر، القوقعة الواحدة باستطاعتها إخراج أكثر من 1000 مذنب سركريا في اليوم الواحد.
لماذا البعض من مرضى البلهارسيا مصابون بفيروسات الكبد الوبائية؟
نسبة عالية من مرضى البلهارسيا لديهم الإصابة بفيروس الكبد الوبائي «ب» وأيضاً «ج» وفي بعض الدول العربية قد تصل نسبة الإصابة بفيروس «ب» إلى أكثر من 10% وفيروس «ج» إلى أكثر من 50% لدى مرضى البلهارسيا وهذه الأرقام مخيفة جداً.
الإصابة بهذه الفيروسات بنسب عالية ربما تكون للأسباب التالية:
1 - إن علاج مرض البلهارسيا سابقاً باستخدام أدوية الأنتاموني والترتار والتي عادة تعطى عن طريق الحقن العضلية أو الوريد ولفترات طويلة باستخدام حقن غير معقمة يعتقد بأنه نقل العدوى إليهم بهذه الفيروسات.
2 - لأن الإصابة بمرض البلهارسيا تضعف المناعة والقدرة على التخلص من الفيروسات الوبائية.
3 - لأن مرض البلهارسيا موجود في بعض الدول التي بها نسب عالية نسبياً من الإصابة بفيروسات الكبد.
4 - لحاجة هؤلاء الأشخاص إلى الدم الذي عادة ينقل إليهم بعد حدوث النزيف وبالتالي تعريضهم لانتقال هذه الفيروسات.
كل هذه الأسباب وغيرها جعلت هؤلاء الأشخاص عرضة أكبر بكثير من الشخص العادي للإصابة بفيروسات الكبد الوبائية وخاصة «ب، ج».
التشخيص:
تأكيد التشخيص لهذا المرض يكون بعدة طرق وهي:
1 - تحليل الدم لمضادات البلهارسيا وإن كانت موجودة وبمعدل مرتفع فإن ذلك يدل على الإصابة السابقة بالمرض إلا أن هذه المضادات تستمر في الدم حتى بعد العلاج وإن إنخفض معدلها نتيجة علاج هذا المرض.
2 - عينة من المستقيم وفحصها تحت الميكروسكوب، هذا الفحص يثبت إصابة الشخص بالبلهارسيا إن وجدت بيضات هذه الدودة ومن الممكن تحديد ما إذا كانت هذه البيضات حية أم ميتة «بعد مثلاً علاج سابق» وبالتالي إعطاء العلاج اللازم ومن الممكن استخدامها لمتابعة نتيجة العلاج.
3 - فحص البراز للكشف عن وجود بيض هذا المرض.
4 - عينة الكبد والتي إن وجد فيها بيضات لهذا المرض فهذا يؤكد التشخيص ويكشف عن حالة الكبد ويدل على مرحلة تليف الأوردة البابية وعما إذا كان هناك التهاب كبدي مزمن أو إصابة إضافية بإحدى فيروسات الكبد المعروفة.
مضاعفات مرض البلهارسيا الكبدي:
هناك بعض المضاعفات الأخرى والتي من الممكن أن تحدث لدى هؤلاء الأشخاص وهي ارتفاع ضغط الدم الرئوي وذلك بسبب انتقال بيض البلهارسيا عن طريق فروع الوريد البابي إلى الرئتين مما يؤدي إلى تيبس الأوعية الدموية الرئوية وعلى المدى الطويل إلى فشل في الرئتين والقلب وذلك لصعوبة مرور الدم عبر هذه الأوعية ومن المضاعفات الأخرى المنتشرة في الدول النامية الإصابة المزمنة بالتهاب السلمونيلا )Salmonella(وهي بكتيريا تصيب الإنسان وتؤدي إلى ارتفاع الحرارة وأعراض كثيرة متفاوتة والتي ربما تستمر لعدة أشهر وتؤثر على كثير من الأعضاء وخاصة الجهازالهضمي وعلاج السلمونيلا يكون بعلاج البلهارسيا والبكتيريا معاً للتخلص منهما سوياً. ارتفاع إنزيمات الكبد لدى مرضى البلهارسيا تكون طفيفة أما في حالة وجود إصابة فيروسية وبائية بالإضافة إلي الإصابة بالبلهارسيا فهنا تكون مستوى إنزيمات الكبد مرتفعة بدرجة أكبر.
علاج البلهارسيا:
في السابق كان العلاج لمرض البلهارسيا عبارة عن حقن تؤخذ في العضل أو الوريد لفترة طويلة مثل مركبات الترتار ومركبات الأنتاموني وغيرها إلا أنه في العقدين الماضيين تم استخدام حبوب البرازيكونتينل )Praziquentil( بمعدل 20مجم لكل كيلو جرام من وزن المريض وإعطاؤها على ثلاث مرات في يوم واحد. لذا ربما تكون هناك حاجة إلى إعادة هذا العلاج بعد فترة قصيرة من الزمن عند بعض المرضى ولكن الأغلبية العظمى تم شفاؤهم تماماً بعد أخذ هذا الدواء حيث أن فاعليته تقارب 90% بعد أخذ هذه الجرعات الثلاث.
لابد من اتخاذ الحيطة بعد العلاج وذلك بعدم التعرض للإصابة مرة أخرى، والمرضى الذين يصابون عدة مرات هم المرضى الذين يكون لديهم مرض البلهارسيا ومضاعفاته واضحة ومؤثرة لذا من الأهمية بمكان اتخاذ الإجرادات الوقائية لمنع الإصابة مرة أخرى بعد العلاج.
المرضى الذين لديهم ارتفاع ضغط الدم الوريدي ربما يصابون بنزيف الدوالي فيتم علاج الدوالي بالطرق المعروفة، بعض هؤلاء المرضى يكون النزيف لديهم متكرراً ونسبة بسيطة منهم ربما يستفيد من إجراء جراحي وخاصة لمن لم يجد معه العلاج عن طريق المناظير ووظائف الكبد لديه «تخثر الدم ومستوى الألبومين والصفراء» في معدلها الطبيعي.
يتم نصح بعض المرضى باستئصال الطحال وذلك بسبب التضخم في هذا العضو والشعور بالثقل في الجهة اليسرى من البطن وعندما تكون الأعراض بسيطة يستحسن عدم استئصال الطحال إعطاء العلاج اللازم للبلهارسيا لأن ذلك كفيل بمشيئة الله بضمور الطحال لكثير من الحالات وخاصة التي لم تكن الإصابة بهم منذ فترة طويلة وبالتالي تحسن الأعراض.
وأما بالنسبة لبعض مرضى البلهارسيا الذين لديهم التهاب كبدي وبائي «ج أو ب» ويعانون من فشل كبدي يجب عليهم التفكير في زراعة الكبد إن كان ذلك ممكناً.
مكافحة الإصابة بالبلهارسيا:
هذا المرض يكثر في المناطق الزراعية التي يتوفر فيها شروط تجعل الإصابة بهذا المرض تستمر وهذه الشروط هي:
1 - ضعف الوعي الصحي.
2 - وجود المياه والقواقع والمناخ المناسب.
3 - التبرز في المياه وضعف إمكانية الصرف الصحي.
4 - التعرض للمياه الملوثة.
5 - وغيرها.
لمكافحة هذا المرض يجب النظر ومعالجة جميع الشروط وغيرها بالإضافة إلى دراسة العادات الاجتماعية في المجتمعات التي تكثر بها الإصابة بالبلهارسيا وعمل الاستراتيجيات المناسبة لكل منطقة. أيضا علاج الحالات المصابة بشكل جماعي أو شكل فردي حسب الحاجة لمنع استمرار هذا المرض وانتقاله إلى أشخاص آخرين.
د. إبراهيم الطريف
استشاري أمراض الكبد

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved