| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سعودة الأنشطة التجارية شيء مهم ولا ينكر ذلك أحد، ولكن هناك أولوية للأنشطة التي يفترض ان تكون لها أولوية لأهمية أضرارها وخفايا أسرارها التي لحقت وتلحق بكل مواطن ترك بيت الشعر وأقام بيتاً حديثاً يلائم النهضة العمرانية التي تنعم بها بلادنا بفضل الله ثم بفضل حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وأنا من الذين طالتهم هذه الأضرار واكتشفتها بعد عملت فترة أكثر من ست سنوات في مجال البويات، علما بأن التعامل بها والاتجار بها من قبل المواطن لا يحتاج خبرة ولا لمجهود كبير ولا لرأس مال يعجز عنه المواطن، بل في متناول يد 90% من المواطنين الذين لهم رغبة الاتجار في هذا النشاط المربح لو أتيحت لهم فرصة المنافسة الشريفة تغنيهم عن البحث عن وظيفة، وقد يشغل أبناءه معه في أوقات الفراغ والعطل الرسمية مما يكسبهم خبرة ويرغبهم بالعمل في الأنشطة التجارية التي تدر عليهم الأموال لأن تسعة أعشار الرزق في التجارة، ولكن هيهات ان يستطيعوا العمل في هذا المجال في ظل وجود المنافس الأجنبي بدليل أنني أنا يا كاتب هذا المقال قد فشلت بعد تجربة مريرة أتحت لها كل وسائل وأسباب النجاح! ولكن «شريتك بأربع ويا ليتني من همك أطلع» والسبب لأنني مواطن صالح أسدي النصح والارشاد لكل مواطن قدم للمحل واستشارني ولا أقدم على دفع المغريات للدهانين التي مردودها للدهان الأجنبي ومضارها المستهلك الذي هو المواطن صاحب الفيلات الجديدة وهي مضار كبيرة جدا، يقوم بتأديتها صاحب المحل الأجنبي نوجز بعضا منها بما يلي:
1 رداءة المادة المباعة للمستهلك تحت مسمى أي ماركة كانت وذلك تحت طائلة الغش بمختلف أنواعه.
2 رفع السعر للمادة بغض النظر لما تحتويه هذه المادة من جودة أو وزن «بمعنى ان الجودة والوزن لا اعتبار لهما في عرف الباعة الأجانب».
3 اتفاق المستهلك مع البائع على شراء مادة مقاومة للعوامل الجوية والجودة عالية وبسعر عال! ولكن التسليم غير ذلك. لا للكمية ولا للجودة والنصف خلاف الصنف المتفق عليه.
4 يبيع المادة على أنها عالية الجودة مثلا «بلاستك خارجي 100% والوزن 25 كليو ولكن الي في الداخل مادة داخلية ورديئة جدا والوزن مخالف لما ذكر . ويفاجأ المستهلك بعد مدة قصيرة بأ دهان منزله تغير لونه وتقشر وكأنه قديم. وخسر المواطن تعبه ووقته ونقوده. والسبب الوحوش المفترسة التي لا تخشى في الغش لومة لائم وموظف التجارة عن هذا الوحش نائم . والمواطن بين فكي الكماشة يعاني الظلايم والمواطن الذي يقرب تجارة هذا الصنف ينال الهزايم وقد لا يسلم من ممتلكاته شيء سوى القوايم . قد تحملانه للهروب حتى لا يرى هذه الجرايم.
5 استهلاك الجدران لمواد كثيرة أكثر مما هو مطلوب أضعافاً مضاعفة لا لحاجة أصول الصنعة لها، ولكن لاستهلاك مواد أكثر ليستفيد منها المتجر والدهان ويكمن التعبير عنها بمعنى المثل الشايع «أمسكلي واقطع لك». حيث الدهان له عمولة على كل عبوة يشتريها المواطن. بمبلغ قد يزيد عن سعرها الأصلي. مما يغريه على استهلاك مواد أكثر ليكسب أكثر حتى لو لم يجد جدارا يضع عليه هذه المواد فلا مانع لديه من سكب المواد في البيارة أكرمكم الله بدافع الجشع وموت الضمير لاخفاء جريمته عن أنظار من له فطنة، لكي يحصل على غلته من صاحب المحل الأجنبي على حساب المواطن المسكين الذي يفرح عندما يضع مواد زائدة عى جدرانه ظنا منه انه يعمل الصح ودهان ماهر، ولو لم يكن كذلك فلماذا يتعب نفسه، فالمواطن لا مناص له من الوقوع في هذه المصايد، التي تعرف في عرف العسكريين بمصائد المغفلين. ولكن أغلب المواطنين حاليا ليس كذلك ولكن حتى لو لم يكونوا مغفلين فلن يسلم اي مواطن من هذه المصيدة. طالما ان الدهان والبائع صاحب المحل والمؤسس والمالك له أجنبي.
6 هناك أسرار كثيرة في الغش في مجال البويات لا أستطيع حصرها في هذه العجالة منها التلاعب بالأوزان ولصق ستكر على العبوة يشير لمادة غير المادة التي تحتويها العبوة مما يغري الزبون بدفع مبلغ أكثر ظناً منه انه حصل على مادة عالية الجودة، وما تحتويه العبوة خلاف لذلك.
7 وضع مادة رديئة وقد تكون فاسدة، في عبوة ماركة مشهورة للحصول على إحدى الحالتين، أما أن تكون لضرب الماركة المشهورة وإقناع الزبون بأن الماركة الأخرى المتوفرة لدى البائع مماثلة لها بالمضمون او الحصول على سعر مرتفع بمادة فاسدة برأس مال أقل وكلتا الحالتين أحلاهما مر.
وهذا غيض من فيض، وهذا أيضاً ما جعل المواطن ينفر من الاتجار بالدهانات مع أنها مربحة وسهلة.
نتيجة لذلك تجد ان العاملين بالدهانات أجانب 100% مع أن هذا النشاط لا يحتاج لخبرة كبيرة مثله مثل تجارة الخضار التي تمت سعودتها ولله الحمد وبفضل جهود مشتركة من عدة جهات علما بأن الخضار تنحصر مضاره في عدم استفادة المواطن من الارباح التي تجنى منها ولا أضرار للمستهلك من عمل الأجنبي فيها عكس تجارة البويات التي أضرارها كبيرة جدا بالمواطنين بمختلف طبقاتهم لا سلم ولا يسلم منها اي مواطن قام بالبناء او ترميم بيته. وهناك قليل من المواطنين الذين اقتحموا تجارة عالم الدهانات ولكن انسحبوا بعد تجربة مريرة وخسارة كبيرة والسبب الوحوش المفترسة التي قدمت للمملكة للعمل لحساب مؤسسات او أفراد بمهن قد لا يتقنونها او انهم تظاهروا بعدم إتقانها ليتركوا حرين وذهبوا لتجارة البويات لكي تدر عليهم أموالا وبأبسط الطرق وببضاعة تأتيهم بدون دفع اي مبلغ. ما عليه إلا ان يدير قرص التلفون على المصنع وما هي إلا سويعات وتأتي البضاعة والحساب على التصريف وصاحبنا صاحب المحل الأجنبي جالس على الكرسي الدوار والمكيف المركزي من حوله خافت الصوت وكل وسائل الراحة تشاهدها من حوله، وهناك الذئاب المفترسة من البشر تقوم بتقديم اي خدمة يطلبها من رص البراميل بمكانها المناسب، او إقناع الفريسة اذا قدم للشراء الذي هو المواطن «الزبون» وهم ليس على كفالة المحل لكن جمعتهم المصلحة المشتركة وهو يتيح لهؤلاء الذئاب المفترسة لافتراس الضحية المواطن الذي جاء اليهم لحاجة بيته الجديد للدهان او الترميم. ويقصد بالوحوش «الدهانين» ومما تقدم يتضح الصعوبة على أي مواطن شريف مجارات تلك الوحوش مهما كانت خبرته وعلمه لأسباب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر:
أ لأن المواطن عندما يكون صاحب محل لا يستطيع ان يغش بني جلدته وأبناء عمومته مهما كانت الدوافع .
ب لأن المواطن او نسميه الزبون الذي بعته هذا العام ودهن منزله يأتي يوماً من الأيام ويقابلك ويدور الحديث عن أخبار دهان المنزل فإذا كنت تتوقع ان يقابلك هل تفكر بأن تغشه طبعا لا. وأيضا المواطن عندما يكون صاحب محل يحارب من الدهانين وأصحاب المحلات الأجانب حتى يجبر على الانسحاب من هذه الساحة. ويترك الأجنبي الوحيد فيها لا ينافسه سوى بني جلدته، مستقلين هذه المهنة ومحتفظين بها وبأسرارها وإبعاد المواطنين عن الاتجار بها وكأن المواطنين هم الغرباء. لأن المواطن لا يغش بني جلدته مهما كانت الأطماع والدوافع التي لا تناسب طريقة البيع التي يرغبونها عكس الأجنبي الذي لا يهمه سوى الحصول على النقود بأي طريقة مهما كانت.. وهي طرق عديدة وملتوية غير شرعية، يدركها ذو بصيرة ومن المواقف الطريفة التي حصلت معي عندما كنت أعمل في محل الدهانات ذات يوم جاء للمحل شخص من جماعتي للمحل لغرض شراء دهانات وكان يرافقه الدهان ويتفاصلان مع مسؤول المبيعات وصدفة حضرت للمحل ووجدتهما يتفاصلان، وعرفني الزبون وسلمت عليه. وعرف الدهان الذي يصحب الزبون ان هناك معرفة بين صاحب المحل والزبون وتغير وضع الدهان لأنه فكر قد لا يحصل على مراده من الضحية التي بين يديه لأن صاحب المحل مواطن. وبما ان الضحية من جماعتي فقد أعطيته عرضا للسعر مناسبا مما دعا الدهان سحبه من عندي والتوجه به الى محل آخر قد يتيح له الانقضاض على فريسته التي بين يديه، وفعلا حصل على مرامه من الزبون. لأنني بعد فترة التقيت بالزبون الذي هو من جماعتي وسألته عن نوع الدهانات التي شراها بعد مغادرته من عندي والسعر الذي حصل عليه فوجدت ما يحزن . لا لأنه لم يشتر من عندي ولكن للأضرار اتي مني بها من ناحية السعر والجودة وعرفت ان فرق السعر يزيد عن العرض الذي قدمته له «40» ريالا على كل عبوة وقد يزيد عن ذلك في بعض الأصناف، هذا خلاف أنه يعطي مادة غير المادة المطلوبة مثلا اتفق معهم على شراء بلاستك خارجي «100% وتحاسب معهم على هذا الأساس ولكن الذي يسلم له داخلي والداخلي لا ينفع لطلاء الجدران من الخارج، وكذلك سعر البلاستك الخارجي ليس كمثل الداخلي، علما بأن هذا المواطن له خبرة وليست المرة الأولى التي يقوم بها بالبناء. مما تقدم تتضح ضرورة سعودة اسواق البويات 100% قبل أي مجال آخر وعاجل جدا ولتكن الاجراءات كالتالي:
أ عدم إتاحة الفرصة لأي أجنبي التعامل بهذا المجال بمختلف مجالاته . لما له من أضرار مباشرة ومؤثرة بالوطن والمواطن وهي :
1 يمنع من البيع في المحلات.
2 يمنع من البيع من خلال التجوال في سيارات النقل المتجولة التي تستخدم كمحلات متجولة لا تحتاج لرخصة بلدية ولا لسجل تجاري ولا ايجار يدفع.
3 عدم السماح لأي أجنبي التعامل او التفاوض مع الزبون من خلال المحل بالبيع او الشراء.
4 اذا كان هناك سماح للضرورة القصوى يسمح بعامل واحد للتنزيل والتحميل فقط على ألا يكون هو الوحيد في المحل لا بد من وجود المواطن.
5 وضع غرامات رادعة للأجنبي في حالة ارتكابه لأحد الموانع التي حددت وكذلك كفيله الذي أتاح له الفرصة. وليكن نجاح سعودة الخضار نبراساً لنا لسعودة الدهانات.
6 أخذ تعهد على المصانع بعدم بيع الأجانب الدهانات للكميات التي تأخذ الطابع التجاري علما بأنه كل أجنبي يتعامل بالدهانات لأغراض التجارة وليس لمنزله الخاص إلا ما ندر.
آمل ان هذه الاقتراحات تجد من يعيرها اهتمامه حماية للوطن والمواطنين والله الموفق.
خليف سمير العنزي
|
|
|
|
|