| محليــات
** أصرت شركة الكهرباء على أن تقول .. إنكم إزاء صيف حار ملتهب بفعل انقطاعاتنا وغيابنا المفاجئ..
** لقد انقطع التيار الكهربائي عن بعض أحياء العاصمة بدون سابق إنذار بعد ظهر يوم السبت الموافق لليوم الثالث من شهر ربيع الأول للعام الثاني والعشرين بعد الأربعمائة والألف للهجرة..
ووجد الناس أنفسهم أمام الجدران .. وأمام لهيب الشمس وأمام حالة لم يستعدوا لها ولم يحتاطوا بأي شكل.
** ولأن الانقطاع لم يعوِّدنا أن يطول .. فقد ترقب الناس عودته بعد نصف ساعة أو ساعة أو ساعتين ولكن .. طال الانقطاع حتى بلغ في بعض الأحياء.. حوالي ست ساعات .
** وعندما اقترب الغروب ولم يكن هناك بارقة أمل من عودته .. «وش يعجِّلكم .. وش وراكم؟!!» اتجه الناس لشفط «الكشافات» والشمع و«الكهربانات» من المحلات .. حتى صار سعر «الكشاف» = الله يذكرك يبودنان بالخير!!
** صار سعر الكشاف أبو ريالين من محلات «كل شيء بنصف ريال» صار سعره ثلاثين ريالا .. وصار بعض ضعاف النفوس يشتريه من محلات أبو ريالين البعيدة .. ويبيعه قريباً من الانقطاع أو في محل انقطاع الكهرباء بثلاثين ريالاً.. ومصائب قوم عند قوم فوائد و«قضينا من الماء.. وجتنا الكهرباء.. وعساك سالم؟!!!».
** أما شركة الكهرباء .. فقد كان توقيتها قاتلاً .. فقد اختارت أول يوم من الامتحانات .. وأرادت أن تخفض درجات الطلبة والطالبات لامتحانات الأحد «يوم أمس».
** أرادت أن تقول لهم و«من ياقَفْ في وجه ناقة عْرِيمان إذا ثارت»؟!
** أرادت أن تقول لهم .. ليس المطلوب .. المعدل كاملاً .. بل عليك أن تنقص درجاتك بعض الشيء.. أو عليك أن ترسب في درس أو درسين .. وهي «فزعة كهربائية لن تنساها جامعاتنا وكلياتنا لشركة الكهرباء؟!!».
** نحن لا ندري حتى اللحظة .. هل كان هذا الانقطاع نتيجة تقصير وتفريط الشركة .. أم غير ذلك .. وفي كلتا الحالتين .. فالشركة تأخرت في إعادة التيار لعدة ساعات .. وهو شيء لم يسبق أن حصل في الرياض منذ عدة سنوات.
**أصحاب الثلاجات والمحلات.. أيديهم على قلوبهم.. لأن الكثير من البضائع ستعانق الزبالة.. وأكياس وكراتين اللحوم والدجاج و«الفقع» والخضار.. ستُرمى.. أو ستُباع فاسدة و«وش على شركة الكهرباء .. منك»؟!!!.
**أحياء كثيرة تضررت من هذا الانقطاع المفاجئ الطويل..
** أما أصحاب المطاعم.. فقد أغلقوا محلاتهم وناموا.. لأنها عندما أشارت الساعة إلى تأخر إعادة التيار قال الجميع «راح الليل».
أما أكبر متضرر من هذا الانقطاع .. فهم الطلبة والطالبات وأهاليهم الذين احترقت أعصابهم وهم يبحثون عن نور.
** أكثرهم .. توجّه لقريب أو صديق أو محل .. أو فندق أو شارع أو مسجد .. ومع اختلاف المكان وتغيّر الموقع.. لا شك أن الذهن سيبقى مشتتا .. وسيبقى مشغولا طوال الوقت ولكن .. ما الحل؟!.
الحل .. وكالعادة .. «كبِّر الوسادة ونم.. وادع على من ظلمك» أو كما يقوم العوام «في النَّخَلْ »..
** حقيقة .. نحن لم نتعوَّد من شركة الكهرباء في الرياض مثل هذا الانقطاع ومثل هذه المفاجآت.. وحتى لو فاجأتنا الشركة بانقطاع فإنها تعيده على الفور .. بعد دقائق معدودة.. وبالكثير .. ساعة أو ساعة و..«ثلاث دقائق» وهل «نْقاشِرْ» من إذا قال فعل؟!
** ان استمرار الانقطاع لعدة ساعات في بعض الأحياء .. يعتبر عودة للوراء قبل ثلاثين أو أربعين سنة .. عندما كان البعض يستعمل «الْمِشْبَكْ» لإيصال الكهرباء إلى منزله من سلك جاره .. أيام السطوح.
** نحن لا نقلل من جهود الشركة .. ولا من دورها .. ولا من نشاطها .. ولا من «نجاحاتها السابقة» أبداً أبداً .
** لكننا نتساءل .. هل هذه البداية لصيف حار؟!
** وهل هذا مؤشر و«تمرين وتسخين» لانقطاعات قادمة؟!
** وهل هذا .. إنذار بشيء قادم لم نتعوَّد عليه .. أو «نفهمها» كما يقولون و «ننحاش» من الرياض هذا الصيف؟!
** هل نستعد لمثل هذا ونجهِّز «الكشافات» و«المواطير» و«السِّرْج» ونأخذ اللحم بالكيلو والدجاج بالحبة و«نعلِّق المطارة من الآن؟!
لا ندري .. ولا «ولد أُمِّه يدري» لكن «مواريها .. مهيب زينه» نسأل الله السلامة.
|
|
|
|
|