| القرية الالكترونية
طلب مني أحد القراء الكرام فكرة ولو مبسطة عن المتاجرة في الأسهم عن طريق الإنترنت، فوعدته بذلك حالما أجد الوقت المناسب للقراءة عنها والنظر في تجارب الذين دخلوا غمارها، وذلك لأنني لست ممن جربوا المتاجرة في أي نوع من الأسهم.ولا بد من أن أشير هنا إلى أنني لن أتعرض للجوانب الشرعية في هذه المسألة بل سأتركها للراغبين من المختصين، وسأتحدث هنا عن الجانب الفني الاقتصادي وحسب.
والحقيقة أن عالم الأسهم عالم مغرٍ للناظر إليه، ومحير لمن دخل فيه. فتذبذب أسعارها وصعودها ونزولها أمر لا يحتمله إلا القلة.
وقد عرض علي بعض الزملاء تجاربهم مشكورين، وأرشدوني إلى مواقع متخصصة للاطلاع على جوانب هذه التجارةوكيفية التعامل معها.يشير أحد هؤلاء المستثمرين إلى أول متطلبات المتاجرة في الأسهم وهو حسب رأيه «قوة التحمل».
فالتذبذب في أسعار الأسهم والانهيارات المفاجئة قد تكون قاسية إلى حد بعيد على البعض.
كما أكد أن متابعة الأخبار الاقتصادية وحركة الأسهم عبر الإنترنت أو القنوات التلفزيونية الاقتصادية المتخصصة مطلب مهم لمن يرغب في اتخاذ قراراته في الوقت المناسب.
وتبدأ تجارة الأسهم، في إحدى صورها، عن طريق التسجيل مع أحد المواقع المتخصصة في تجارة الأسهم على الإنترنت مثل Ameritrade, Etrade وغيرها كثير جدا.
وتتيح هذه المواقع لأعضائها فرصة دراسة مستوى الأداء لدى الشركات التي يرغبون في الاستثمار في أسهمها، وكذلك الاطلاع على تاريخها ونوعية نشاطها وحركة تداول أسهمها في فترات مختلفة. كما تمنح هذه المواقع الفرصة لأعضائها للاطلاع على أسعار الإقفال وأسعار التداول لحظة بلحظة مع شيء من الاختلاف في التوقيت.
وتتاح خدمة الاطلاع على أسعار التداول عبر المسنجرMSN Messenger الذي يأتي مجهزا بإمكانية مراقبة أسعار الأسهم للشركات التي يختارها المستخدم، كماتتيحها بعض المواقع على صفحات البداية التي يمكن تعديل محتوياتها حسب رغبةالزائر، وذلك لتعرض له المعلومات التي يرغب بها وحسب.
وعند الاشتراك في أحد هذه المواقع، يتمكن العضو من البيع والشراء عن طريق الموقع مقابل رسم ثابت يصل أحيانا إلى 35 دولارا عند البيع أو الشراء.
ويتطلب الأمر أناة شديدة عند البيع والشراء، كما يلزم الاطلاع على التقارير الاقتصاديةعن أداء تلك الشركات قبل اتخاذ قرار بشراء أو بيع أسهمها. وقد حدث مرة أن دعيت إلى عشاء لدى أحد الأصدقاء، ولدى قدومنا إلى منزل مضيفنا، طلب أحد الضيوف جهاز الحاسب ثم دخل على موقع الشركة التي يتداول الأسهم عن طريقها ثم باع ما لديه من أسهم، ثم عاد وجلس معنا. وفي آخر تلك الليلة، عاد ودخل إلى موقع الشركة ليجد تلك الأسهم التي كانت لديه وقد انهارت إلى حد كبير. فرجع إلينامستبشرا بأن قراره بالبيع جاء في الوقت المناسب.
وبين أن متابعته للأخبار كانت وراء اتخاذه قرار بيع تلك الأسهم، حيث شعر بأن هنالك ما ينذر بكارثة في أسعار الأسهم، وهو ما حدث بالفعل ولا يزال ذلك الانهيار علامة بارزة في تاريخ تجارة الأسهم، التي شهدت سقوط أسعار شركات التقنية والإنترنت ومن أشهرها ياهو. إذن، فمتابعة الأخبار الاقتصادية من شأنه أن يعين المستثمر على اتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات المناسبة.
وهذا ما يفسر الترقب الشديد الذي يحكم أسواق الأوراق المالية منذ شهر يناير، حيث استمر جرين سبان، مسؤول الاحتياطي الفدرالي الأمريكي في تخفيض أسعار الفائدة سعيا إلى تحريك أسعار الأسهم ولكن دون جدوى.
وهو يسعى الآن إلى تخفيض خامس يترقبه الكثيرون على أمل أن يؤثر في إنعاش أسواق الأسهم مرة أخرى بعد كبوتها الأخيرة التي طال أمدها.ومكاسب تجارة الأسهم عبر الإنترنت لحظية تماما كما هي خسائرها.
ويعلق أحدالمحللين على ذلك بقوله إن الكثير من المستثمرين تأخذهم بساطة البيع والشراء، ويغيب عنهم أن مجرد الضغط على زر الموافقة يعني خسارة كبيرة أو مكسبا كبيرا،ومع ذلك يقدمون على ذلك وبهدوء بال.
والحقيقة أنها مقامرة كبيرة، شأنها في ذلك شأن الكثير من الأنشطة التجارية التي تستلزم شجاعة وصبرا كبيرين.
khalid@addilam.com
|
|
|
|
|