| مقـالات
في أثناء زيارته لبلد أوروبي بعد انتهاء فترة رئاسته أجاب الرئيس كلينتون على سؤال وجه إليه حول ما إذا كانت إسرائيل تبيت لعدوان مباغت على العرب في الوقت الحاضر فقال )إن إسرائيل دولة ذكية لا يمكن أن تقوم بشن حرب على العرب حالياً إلا بعد أن تصل المفاوضات مع العرب إلى طريق مسدود(، وقبل حرب الأيام الستة عام 1967م بفترة قصيرة صرح موشى ديان وزير الدفاع في دولة الاغتصاب بقوله: ستقوم إسرائيل بعملية تأديبية للعرب، وكان عبدالناصر يتوعد إسرائيل في خطبه وتصريحاته السياسية في تلك الفترة من الزمن بالويل والثبور وعظائم الأمور صباح مساء، بل ورميها في البحر حتى بلغ به الأمر أن أطلق صواريخ سماها )الظافر والقاهر و.....( لا ندري من أين أتى بها ليرهب إسرائيل، ولما قيل لموشى ديان لماذا تفشي سر نواياكم للعرب، قال )إن العرب لا يقرأون(، وبالفعل لم تؤخذ تصريحاته وتهديداته المتوالية بالرغم من جدّيتها وصدقها على محمل الجد والحذر من قبل العرب، فباغتتهم الدولة اللقيطة بحرب شاملة هزمت فيها الجيوش العربية شر هزيمة، وخلفت لنا جرحاً لا يندمل من القتلى والجرحى والمعاقين وسقوط ما تبقى من أراضي فلسطين وأجزاء من الوطن العربي في أيدي عصابات الإرهاب والاستيطان التي ترعاها الدول الكبرى في الشرق والغرب، وانكشفت حينئذ عورة القومية والاشتراكية والديمقراطية والتحررية التي ثبت أنها كانت شعارات، ومصطلحات لتضليل وتخدير الشعوب العربية وليس لها من مقومات البقاء والاستمرارية لتحقيق مصالح الشعوب وبناء مستقبل زاهر تنعم فيه أمتنا بالأمن والاستقرار والحرية والاستقلال والسيادة نصيب على الإطلاق. واليوم يعيد التاريخ نفسه على لسان كلينتون، وإذا لم يأخذ العرب مقولته على محمل الجد وأنها فعلاً تعبّر بصدق ووضوح تام عن نوايا إسرائيل ومخططاتها الرامية إلى إقامة دولة إسرائيل الكبرى، وكذلك التصريحات الصادرة عن عصابات البغي والعدوان في تلّ أبيب قبل فترة قصيرة التي يلوح فيها زعماء الإرهاب المنظم بتدمير السد العالي في مصر ومدينة بيروت في لبنان والخافي أعظم، فإن العرب سيندمون حيث سيتعرضون لضربة موجعة وهزيمة مروعة وتدمير وتخريب لمدنهم ومقومات حياتهم الاقتصادية، وعمليات إبادة لشعوبهم لا تنهض لهم بعدها نهضة ولا تقوم لهم بعدها قائمة، وما حرب الإبادة المتواصلة منذ سبعة أشهر دون توقف التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في وطنه وأرضه إلا بداية خطيرة تنذر بقرب تنفيذ مخططات العدوان والتوسع المدعومة في الظاهر والباطن من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول أوروبا وروسيا الاتحادية والهند الهندوسية التي ينعم شعبها بخيرات دول الخليج العربية. ترى هل نستيقظ ونعي ما يدبر ويحاك ضد أمتنا، لكن أين القوة التي نقارع بها عدونا بعد قوة المقاطعة الاقتصادية، لا شك أن من كان مع الله كان الله معه، ولكن لا بد من قوة تسليحية عسكرية تدعم قدراتنا وامكاناتنا المتوفرة لدينا.
ص .ب : 10569 الرياض 11443
|
|
|
|
|