رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 27th May,2001 العدد:10468الطبعةالاولـي الأحد 4 ,ربيع الاول 1422

العالم اليوم

الرئيس بوش سيواجه صعوبات جديدة بعد انشقاق سيناتورعن حزبه
انقلاب موازين القوى في مجلس الشيوخ له تأثيره على السياسة الخارجية
ضربة معلم من سناتور منشقٍ تحدث زلزالاً سياسياً في البيت الأبيض
* واشنطن د ب أ:
^^^^^^^^^^
ربما يواجه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش صعوبات جديدة في تنفيذ جدول أعمال السياسة الخارجية بما فيها القضايا الساخنة مثل الدرع الدفاعي الصاروخي والتجارة الحرة، وذلك بسبب انشقاق السناتور جيمس جيفوردز على الحزب الجمهوري. وتركز صدى الاهتمام الكبير لقرار جيفوردز بالتحول إلى عضو مستقل وتبنِّي خط الديموقراطيين، على التغير الذي أحدثه في ميزان القوى داخل مجلس الشيوخ ككل، فقد أصبح المجلس الذي كان منقسماً بالتساوي في نسبة عدد الأعضاء بين الحزبين بالتساوي 5050 بعد انشقاق جيفوردز 50 49 1 والأغلبية بالطبع للديموقراطيين، غير أن انشقاق جيفوردز له تأثيرات بعيدة المدى على السياسة الأمريكية في كل قضية تقريباً، حيث ستتحول رئاسة اللجان الهامة في المجلس من الجمهوريين إلى الديموقراطيين. ومنذ حصول الديموقراطيين على الاغلبية في مجلس الشيوخ في عام 1994، تولى رئاسة لجنة الشئون الخارجية جيسي هيلمز ممثل نورث كارولينا. وهو رجل نشط وصارم عذب إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون بشأن العديد القضايا، ودفع هيلمز بتشريعات مشددة حول كوبا وهو قانون هيلمز بيرتون، الذي يشمل عقوبات مثيرة للجدل يجرى تطبيقها ضد شركات دولة ثالثة تتعامل مع حكومة الرئيس الكوبي فيدل كاسترو. كما أنه من أشد المنتقدين للصين التي ما زال يفضل أن يطلق عليها لفظ «الصين الحمراء» أي الشيوعية. كما أنه يساند تايوان بقوة. كذلك قاد هيلمز جهود الحزب الجمهوري ضد معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية وكان من أول من شجب معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية الموقعة في عام 1972 ووصفها بأنها عفا عليها الزمن.
^^^^^^^^^^
ويعد هيلمز من كبار المؤيدين لاقتراح بوش بنشر نظام للدفاع الصاروخي القومي. ومن المرجح أن يحل محله في منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية الديموقراطي جوزيف بيدن ممثل ولاية ديلاوير. وهو ليبرالي يشغل مقعده في المجلس منذ عام 1973 كما أنه خاض انتخابات الحزب للترشيح للرئاسة في عام 1988 ولكنه لم يوفق. منذ أسبوعين دعا بيدن علنا إلى إجراء نقاش قومي حول الدفاع الصاروخي، وشكك في الكثير من فرضيات بوش في الدفاع عن البرنامج المكلف والمثير للجدل. كما تنبأ بأن الجمهور المطلع سوف يرفضه. وقال بيدن «يجب مشاركة الشعب الأمريكي في هذه القضية». وأضاف «أن جرعة من برجماتية» هذا الشعب «قد يكون لها فعل السحر هنا».
وبيدن هو أبرز الأعضاء الديموقراطيين في اللجنة القضائية ويمكن أن يحصل على رئاسة هذه اللجنة بدلاً من الأخرى، مما يمنحه نفوداً واضحاً فيما يتعلق بتعيينات بوش في المحاكم الفدرالية. وعلى الرغم من أن ذلك يمكن أن يكون هو التحول الوحيد الهام على صعيد السياسات الداخلية، فإن رفاق بيدن أبلغوا صحيفة الواشنطن بوست الواسعة الاطلاع أنه من المرجح أن يشغل منصب رئيس لجنة العلاقات الخارجية. وفي حالة وجود بيدن في رئاسة لجنة العلاقات الخارجية يمكن للجمهور الأمريكي أن يجري نقاشه حول الدرع الدفاعي الصاروخي. وسوف يساعد بيدن في هذه القضية كارل ليفن ممثل ولاية ميشيجان، الذي سيتولى رئاسة لجنة الخدمات العسكرية خلفا لجون وارنر ممثل ولاية فيرجينيا. وفي ظل قيادة ليفن، ربما تتخذ اللجنة موقفاً أكثر تشككاً بشأن مشروع الدرع الدفاعي الصاروخي وكذلك الاصلاحات العسكرية التي يطرحها بوش. وربما تتعرض محاولة الادارة لعقد جولة جديدة من المفاوضات التجارية الدولية لانتكاسة بانشقاق جيفوردز، فسوف يترأس توم هاركين الليبرالي ممثل ولاية أيوا لجنة الزراعة الان، ليحل محل ريتشارد لوجر الجمهوري المعتدل ممثل ولاية إنديانا.
ويعد هاركين القادم من ولاية زراعية قوية، من كبار مؤيدي الاعانات الزراعية الأمريكية، والتي كانت هدفا دائما للجمهوريين الداعين إلى تجارة حرة أكبر، على الرغم من أن الاعانات الزراعية الأمريكية أقل بكثير من نظام الاعانات الزراعية الاكثر اتساعا والمطبق في الاتحاد الأوروبي. إلا أن وجودها يجعل من الصعب على المفاوضين الأمريكيين أن يجادلوا بشأن إنهاء برنامج التجمع الغربي. وكان الخلاف بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن الاعانات الزراعية أحد العقبات الرئيسية في محادثات التجارة العالمية التي تعرضت لحقها الاخفاق في عام 1999 في سياتل. علاوة على ذلك، فإن حصول الديموقراطيين على الاغلبية في مجلس الشيوخ سوف يضع ضغوطا أكبر على بوش لقبول شروط البيئة والعمالة في أي اتفاق تجاري يتفاوض بشأنه. ومثل تلك الشروط كثيرا ما تغضب شركاء أمريكا التجاريين الذين ينظرون إليها على أنها بمثابة اعتداء على سيادتهم. وفي النهاية سوف يواجه بوش مقاومة ديموقراطية أكبر لبعض سياساته البيئية التي أغضبت العديد من الحكومات الاخرى مثل معارضته لاتفاق كيوتو بشأن الاحتباس الحراري ودعوته إلى التنقيب عن النفط والغاز في محمية آلاسكا للحياة الفطرية. أما جيفوردز وهو من المعارضين لأعمال الحفر في ولاية آلاسكا فقد يحصل على رئاسة لجنة البيئة كمكافأة له على انشقاقه على الحزب الجمهوري. وسوف يعطيه ذلك نفوذاً هائلاً فيما يتعلق بسياسات إدارة بوش المحافظة التي ساعدت على طرده من الحزب الجمهوري. يذكر أن بوش تولى مهام السلطة في البيت الابيض في العشرين من كانون الثاني/يناير/ الماضي ولم يكن أحد يتوقع حدوث هذا الزلزال بعد مرور أربعة أشهر فقط. ويرى مراقبون أن قرار جيفوردز غير المسبوق يمثل انتكاسة حادة بالنسبة لسياسات بوش المحافظة والتي أثارت جدلاً واسعاً على المستوى الدولي.
وتعتبر هذه أول مرة يحدث فيها هذا الانقلاب السياسي في مجلس الشيوخ الأمريكي دون الحاجة إلى إجراء انتخابات.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved