| وَرّاق الجزيرة
حفلت السنوات الأخيرة بالكثير من الكتب التي دونت تاريخ أسر وعوائل كان لها حضور ملموس في تاريخ الجزيرة العربية، أو أن هذه الكتابات اختصت بالحديث عن احدى الاسر وتسلسلها التاريخي وتراجم أعيان ووجهاء هذه الأسرة مع تفريعاتها في مجال النسب، وهذا الأمر الحاصل لا خلاف ولا نقاش في أهميته فتاريخ كل أسرة وعائلة هو جزء من تاريخنا المحلي الكبير إلا أن المستغرب في بعض هذه الكتابات خروجها عن الجادة العلمية وتلبسها بلباس العاطفة والانشائية والفخر الذي قد يعود بنتائج عكسية على خلاف ما أراد وظن الكاتب. فمن أبرز الملحوظات التي نشاهدها في هذه الكتب خلوها من التوثيق سواء كان هذا التوثيق من المصادر أو الوثائق بل وحتى من الرواية الشفهية، فتجد المؤلف يتحدث عن أسرته وكأنه يتحدث عن بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يظن أن كل الناس يعرفون عن أسرته كما يعرف هو، وهذا ليس بصحيح فالواجب في هذا المجال ذكر المستندات العلمية التي تدعم رأيك من كتب التواريخ والوثائق المعتد بها، وملحوظة أخرى نجدها في بعض هذه الكتب وهي أنه لا يحلو له مدح أسرته إلا على حساب تنقيص الآخرين وبالذات في جانب المعارك التي حصلت قبل التوحيد ولم شتات هذه المدن والمناطق على يد صقر الجزيرة - طيب الله ثراه - ونحن نقول لا مانع- بل من المهم- أن تفخر بأبيك وجدك، ولكن هل لا يكون ذلك إلا على حساب الآخرين !!
وملحوظة أخرى وقد لاحظتها في بعض الكتب وهي في غاية الأهمية وهي أن بعض الكتاب يجعل من نفسه متحدثا ومؤرخا رسميا عن قبيلة كاملة، ويكون بعضهم غير راض عن بعض ما ذهب إليه بل وقد يخالفه الرأي ولكن بعد أن يكون الكتاب مطبوعا وفي الأسواق منشورا، فما المانع أن يستشير المؤلف من يهمهم أمر الكتاب قبل نشره حتى يكون الكتاب في أكمل صورة، واقل حجم من الخطأ والاغلاط. وعلى العموم هذا جزء من ملحوظات اشاهدها ويشاهدها غيري على هذه الكتابات، ولا شك أن خروج هذه الكتب فيه تدوين وحفظ لتاريخنا، لكن المقصد من هذه الملحوظات المساهمة قدر المستطاع أن لا يكون تاريخنا المحلي وكتابته مصدر ازعاج لبعض الناس أو مصدر فخر فيما لا يحق لنا أن نفخر به فيجب أن تكون هذه الكتابات على درجة مناسبة من الطرح العلمي وأن تكون على وفق القواعد والضوابط التي قررها علماء التاريخ وكتابه، هكذا حتى تكون هذه الكتابات مصدرا مهما من تاريخنا الكبير والمشرف والموغل في القدم في جزيرة العرب.
|
|
|
|
|