| الريـاضيـة
* كتب.. علي الصحن:
وضعت بطولة اندية العالم الثانية اوزارها قبل ان تبدأ، واعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن تأجيل البطولة حتى عام «2003» وهو تأجيل يشبه الالغاء، خاصة اذا ماقرر الفيفا مشاركة ابطال جدد بعد عامين، ولابد ان لهذا القرار المفاجئ تداعيات مختلفة القت بظلالها على الاندية المشاركة التي ما انفكت عن العمل والتخطيط لهذه البطولة، وهي قد بدأت الآن بالمطالبة بتعويضات مادية جراء الحرج الذي وقعت فيه بسبب قرار الفيفا خاصة مع المعلنين ومن وقعت معهم عقود ذات فوائد مشتركة قبل هذه البطولة وكان اول من طالب بذلك علنا نادي الزمالك المصري الذي حدد مبلغ خمسة ملايين دولار تعويضا مقابل الاضرار التي لحقت وستلحق به جراء قرار الاتحاد الدولي الغريب!!
هذه التوطئة اسوقها قبل الدخول في الموضوع الاهم بالنسبة للنادي السعودي الذي كان مقررا ان يشارك في هذه البطولة «الهلال» ومامن شك ان النادي سيتضرر كثيرا من هذا التأجيل ماديا ومعنويا فهو وقع عقود تعاون مع النادي العالمي الاكثر شهرة ريال مدريد.. وعقود حقوق استخدام شعاره على منتوجات استهلاكية مع احدى الشركات المتخصصة في المملكة، كما دخل في مفاوضات مع مدربين ولاعبين لهم وزنهم وثقلهم الدولي ولاجرم انه استنفد مقابل ذلك مبالغ مادية وعمولات ومصاريف وغير ذلك..
وخلاف ذلك كله فقد بدأت المشاكل تفوح في موضوع تجديد عقود اللاعبين السعوديين الذي قاربت عقودهم على الانتهاء، وهي مشكلة متجددة عانى منها النادي طوال السنوات الفارطة، وكان ينتهي منها اما بالدفع او الاقناع او تراجع اللاعب حينما يدرك ان فرصة مثل تلك التي في الهلال لايمكن ان تتوافر بسهولة من حيث حجم البطولات والتواجد الاعلامي والشعبية الجارفة والاجور المرتفعة والمكافآت العالية التي يدخلها الهلاليون لنجومهم بعد كل بطولة دون منة حتى وان كانت المشاركة في الانجاز لاتتجاوز الا الالتزام بمواعيد المران والمشاركة مع الفريق الرديف..
انتماء ولكن!
قبل موسمين طالب الحارس الهلالي حسن العتيبي مقدم عقد مقابل التجديد للهلال، خاصة وان الهلال قد دفع مايقارب السبعة ملايين من اجل استقطاب الحارسين محمد الدعيع واحمد ضاري، ورأى العتيبي انه ابن النادي وهو احق.. بالمال.. ولما رفض الهلاليون توجهه وقع في 19/9/1420ه لفريق النصر الجار المنافس للهلال.. وهنا ثارت ثائرة انصار الفريق الذين طالبوا الادارة بالتدخل واعادة الحارس ذي الاثنين وعشرين ربيعا، بل وطالب بعضهم ادارة النادي بالتنحي اذا لم تكن قادرة على المحافظة على لاعبي الفريق.. وهذا مادفعها للتدخل بقوة واعادة العتيبي قبل ان يوقع رسميا للنصر، ودفع الهلاليون ماطالب به وهي مبالغ لم تذع رسميا لكن المقربون من اللاعب اكدوا انها وصلت سبعمائة الف ريال!!
هذا ماحدث عندما وقع الحارس الشاب فماذا سيحدث عندما ينتقل لاعبون بحجم نواف التمياط واحمد الدوخي ومحمد الشلهوب والغامدي..
ان الفريق الهلالي مقبل على مشكلة حقيقية يجب ألا يهرب اهل الحل والعقد فيه من مواجهتها او حتى التخلص منها.. فالنادي اولى بنجومه وهذا لاشك فيه.. لكن نظام الاحتراف واضح وصريح وهو مايجب ان يدركه الهلاليون قبل ان تستفحل الامور في ناديهم..
احتراف
لا احد ينكر اخلاص الدوخي او التمياط مثلا وحبهما لناديهما والتزامهما بمشاركته، ولا في انتمائهما الحقيقي للهلال منذ بدأت اقدامهما تركل الكرة، لكن ذلك الحب لن يستمر ولن يكون كافيا لبقائهما في النادي وقد ازفت عقودهما على الانتهاء.
فعندما يدفع الاتحاد لنواف عشرة ملايين ريال والنصر للدوخي ثلاثة ملايين.. ألن يدفع هذا اللاعب للرحيل فالفرصة لا تأتي مرتين «وعصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة» ثم مالذي سيدفع لاعباً على البقاء في ظل عروض افضل!!
لقد ولى زمن الانتماء في عصر الاحتراف وهذا مايجب الايمان به والعمل على مسايرته فالركب يمضي عاجلا ولابد من المضي معه ان اردنا الاستمرار في التواجد مع الآخرين!!
هنا لابد من الاشادة الى ان ماتحدث به البعض عن اللاعبين والعروض التي تلقياها ربما لايكون حقيقيا، بيد انه يجب ان يكون منطلقاً للهلاليين من اجل تجاوز هذه الازمة التي ستتواصل مع بقية اللاعبين.
أخيراً
فان المشاركة العالمية كانت طموحا واقعيا ومشروعا عند البعض من اللاعبين، وكانت تساهم ايضا في ابقاء مطالب اللاعبين رهن تفكيرهم وعقولهم فقط، وقد جاء تأجيلها ليفتح باب الازمة الهلالية على مصراعيه.. هذا من الاضرار التي لحقت بالفريق بعد هذا التأجيل.. فهل سيطالب الهلال بالتعويض المناسب كما فعل الاشقاء في الزمالك المصري..
وهل سيكون هذا التعويض هو الباب الذي سيحل منه الهلاليون مشاكل العقود المؤرقة ام تضيع الحقوق الهلالية.. ويضيع معها بعض النجوم.. وتبدأ المشكلة الحقيقية للنادي؟
|
|
|
|
|