أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 27th May,2001 العدد:10468الطبعةالاولـي الأحد 4 ,ربيع الاول 1422

عزيزتـي الجزيرة

لتجنب العواقب السيئة
لا بد من القسوة على الأبناء أحياناً
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى من والاه وبعد..
من المعلوم الذي لا يختلف فيه اثنان أن الأم مدرسة تنعكس شخصيتها وآثار تربيتها على أبنائها بوضوح وأن مما يؤسف له أن بعض الأمهات تكون سبباً لانحراف ابنائها من غير قصد منها حيث لا يشك عاقل بحب الأم لذريتها سواء كانوا أبناء أو بنات. لكن بعض التصرفات الخاطئة الناتجة عن الجهل وضغوط العاطفة تكون سبباً لانحراف الأبناء، أذكر منها مثلاً: أن تغدق الأم على وليدها الأموال الطائلة دون مساءلته أين ينفق هذه الأموال، أو أن تغطي على أخطائه وتسترها عن أبيه حتى لا يعاقبه، بل بعضهن تقف حجر عثرة في وجه الأب تجاه تربية الأبناء.
والمرأة الضعيفة في ثقافتها وشخصيتها وفهمها للحياة عبء ثقيل على الأب تجاه أبنائه لأنه يكون فاقداً للثقة بها فيما يجب أن يوكل إليها من أعمال تربوية وفي المقابل المرأة الذكية النشطة وإن لم تكن متعلمة تريح زوجها وينعكس ما تتمتع به من صفات إيجابية على أهل بيتها حتى على زوجها نفسه. وقد قيل قديماً وراء كل رجل عظيم امرأة.
إن تغليب جانب العقل على العاطفة أمر مطلوب في العملية التربوية ومن الملاحظ أن الأبناء يرصدون توجه والديهم في هذا الخصوص فإذا احسوا باللين والخضوع للضغوط نجدهم يتفننون بالتلاعب بعواطف والديهم ويستخدمون الأسلوب الأكثر تأثيراً لتحقيق رغباتهم التي يتردد الوالدان في تحقيقها أما لكونها خاطئة أو لتعارضها مع إمكانات الوالدين المادية.
ومن المعلوم أن القسوة تكون أحياناً مطلباً مهماً لتحقيق غرض نبيل كما في عمل الطبيب مثلاً فربما اضطر لبتر يد المريض حتى لا يسري المرض إلى بقية جسده.
قال الشاعر:


وقسا ليزدجروا ومن يك راحماً
فليقس أحياناً على من يرحم

إن الحنان الزائد الذي يصل إلى درجة «التدليع» أشبه ما يكون بالمسكنات التي تقوم بدور ظاهره الإيجابية وهي في الحقيقة تقضي على أجهزة في غاية الأهمية لكن اكتشاف الآثار السلبية لها يكون متأخراً.
من الغريب أن بعض الناس كأن على قلبه الران وعلى عينيه غشاوة تجاه نتائج أسلوبه التربوي الخاطىء مع أبنائه، بل إن بعضهم يبرىء نفسه تماماً مما آل إليه أبناؤه من فشل وانحراف.
إن المستقرئ للنصوص الشرعية وللتاريخ يجد أن الأبوين لهما دور كبير في نجاح أو فشل أبنائهما فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيحين أن كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، وكذا صح عنه صلى الله عليه وسلم كما في البخاري من حديث نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، فالأمير راع على الناس فهو راع عليهم وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم... الحديث.
وقال الشاعر:


وينشأ ناشئ الفتيان فينا
على ما كان عوده أبوه

إنها مسؤلية كبرى يجني ثمارها الجميع في الدنيا والآخرة جاء في صحيح مسلم أنه قال صلى الله عليه وسلم «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له».
كما أن التفريط في هذا الجانب يكتوي بناره الجميع من عقوق للوالدين وايذاء للجيران وصخب وسخط وإجرام وضياع وسجون اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
علي بن شايع النفيسة
مدير التوجيه والتوعية بوزارة الداخلية بالنيابة

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved