|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
وانا اقرأ تقريراً نشر بهذه الجريدة عن مشكلة الازدحام المروري بمدينة الرياض والحلول المقترحة. رجعت بي الذاكرة الى ما قبل حوالي خمس سنوات اثناء وجودي في اليابان بالتحديد في طوكيو تلك المدينة العملاقة مساحة وسكاناً ومع ذلك كان كل شيء فيها منظماً تنظيماً دقيقاً وبالذات تلك الحركة المرورية المنسابة فيها بكل هدوء ولطف بعيداً عن أي منغصات! فكيف توصلوا الى ذلك؟
اول سبب هو ان اليابانيين لديهم شبكة سكك حديدية «مترو» تغطي طوكيو شبرأ شبرا مع توقيت دقيق وتنظيم مدروس قد يجعلك لا تحتاج للسيارة ابداً والشيء الذي يجعل الإنسان ينظر لهم بعين الغبطة هو هذا الوعي السلوكي والمروري المميز لديهم فمن يصدق انه طيلة اقامتي لم أر حادثاً مرورياً ولا تهوراً من سائق وهناك احترام كبير للمشاة ولم يشنف سمعي احداً ب«طوط» او «بيب» كما هو لدينا «ما شاء الله!!»
الشيء الآخر من حسن حظي وافقت مباراة ودية في تلك الايام بين منتخبنا الوطني ومنتخب اليابان وذهبت طبعا لتشجيع المنتخب فماذا رأيت؟
استقللت القطار لحي «شنجكو» وواصلت المسير قليلاً على قدمي الى الاستاد الضخم فاصابني احباط كبير وظننت ان المباراة بدون جماهير لم أر تلك الارتال من السيارات التي نراها في ملاعبنا تعادل عدد الجماهير تقريباً! فدلفت الى الاستاد فرأيت شيئا عجيباً هو موقف للدراجات الهوائية مرقم ومنظم بشكل خرافي ووجدت نفسي مجبراً لتصويره!! ولما دخلت الى المدرجات فوجئت بالجمهور الغفير فيه!.
ولولا ان الاماكن مرقمة بأرقام التذاكر لما وجدت مكاناً!
المهم انا اعرف انه صعب ان نصل لمثل هذا التنظيم حيث انها فاتت علينا ولكن يمكننا تطوير سلوكنا المروري الى الاحسن فنحل معظم مشاكلنا المرورية. مثلا التعاون مع السائقين الآخرين في الطريق يعطي سلاسة وانسياباً. أيضاً يجب احترام المشاة واعطاؤهم حقهم في المرور دون خوف او رعب.
ايضا لو تم جعل بعض المشاوير جماعية بدل تلك الفردية التي تجعل عدد الافراد في أي مكان «مدرسة او استراحة او ملعب» يساوي عدد السيارات الواقفة خارجه! أيضاً تشجيع استخدام الدراجة الهوائية في بعض المشاوير ففيها رياضة وتوفير.
هذا بالاضافة الى اهمية تحسين خدمات النقل العام ليغطي المدينة كلها بأوقات مناسبة وايضا ايجاد طرق مساندة للطرق الرئيسية ذات الكثافة المرورية لفك اختناقها.
صالح عبدالله العريني
محافظة البدائع
|
|
|
|
|
