| الثقافية
ارتبط شيء من تاريخ الأدب التهامي ببعض عناصر البيئة المحلية، مثل أرض الجروب بمزارعها الخصبة الواسعة بالمخلاف السليماني التي تؤكد المصادر أنها من حرب الشريف القاسم بن علي الذروي )القرن السابع الهجري(. ممدوح الشاعر القاسم بن علي بن هتيمل الصمدي الذي يقول فيها:
فحسبي عزة وغنى وأمناً
بسادات الحروب وبالجروب )1( |
وقوله:
أشرف الناس رتبة وأعزّ
الناس والأرض قاسم والجروب )2( |
وقوله:
إنّ من دمنة الجروب إلى أيك
الحسيني من شآمي داره
سادة يطعمون ناشئة الل
يل، ويستغفرون في أسحاره)3( |
قلت: يؤكد أهمية هذه البقعة وسعتها قول أحمد بن صالح بن أبي الرجال، )0001092ه( في كتابه المخطوط: «مطلع البدور، ومجمع البحور»: «القاسم بن علي الذروي صاحب المخلاف وسلطانه، وواحده بلا خلاف، وإنسانه. كان جليلاً نبيلاً مفضالاً ممدوحاً بالشعر موفوداً إليه، ولعل ما في ديوان القاسم بن علي بن هتيمل من المدح فيمن هذا اسمه موجّه إليه من جملته القصيدة التي أولها:
الله أكبر هذا منتهى أملي
هذي الجروب، وهذا قاسم بن علي |
وهي قصيدة غراء يحكى أنه أنشدها بين يدي الشريف المذكور، والبقر تعمل )4( في الجروب بالجيم، والواو المهملة. وكانت نحو المائتين، فأعطاه المقبل منها إلى وجهه، ثم أعطاه المدبر منها، وأحسبه لما تمّ القصيدة أعطاه الجروب أيضاً» )5(.
قلت: لنا أن نبسط النظر في واقع هذه الأرض التي استوعبت مائتي ثور من بقر الحرث، أذ هي عندئذ: مثنى مثنى تحرث في دأب، وسيرورة، إنها صورة اجتماعية لواقع الزراعة بالفعل في هذا الجزء الظاهر من جزيرة العرب، بما يدلل على ما سواها من الظواهر الاجتماعية الأخرى النادرة المجهولة.
* الحواشي:
)1( ديوانه المخطوط 48.
)2( في الديوان المخطوط «خالد»، وفي المطبوع كما أُثبت.
)3( العقيلي «المعجم الجغرافي» 120.
)4( تحرث.
)5( 3،4/206 209، وانظر: «بائية الذروي» تحقيق عبد الله أبو داهش 17
|
|
|
|
|